الأقباط متحدون | الزُّهيْرانِ والجوّال
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:١٥ | الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠١٦ | ١٧طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١٩ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الزُّهيْرانِ والجوّال

الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠١٦ - ٠٢: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : زهير دعيم
منذ أن رأى زهير الصّغير "أريج"  ابنة خالته والتي تكبره بخمس سنوات ، رآها تحمل جوّالًا  بحافظة زهريّة حتّى تفاجأ وانبهر وامتعض ولوى شفته بصمت.
 
صحيح انّه كثيرًا ما يأخذ وّالي  أو جوّال  أبيه فيفتح الترميز  (الكود ) ويروح يلعب فيه العابه التي يُحبّ.
 
 فهو يعرف انّ الكبار هم الّذين يتعاملون بالجوّال ، أمّا أن تحمله أريج فأمرٌ غريب في نظره ، فهي في نظرة " بنت" وصغيرة مثله وتلعب معه..
 
وصمتَ أيامًا  الى أن اقترب  عيد ميلاده الثالث ، فسألته وهو الطفل الذكي، الجميل والخفيف الظلّ والجريء :
 
- ماذا تريد أن أهديك في عيدِكَ يا صغيري 
 
- - وبدون أن يفكّر كثيرًا – أريد يا جدّي  جوّالًا  كما أريج بحافظة زرقاء فأنا ولدُ ..بوي 
 
وضحكت من قلبي ، فهذا الجيل يختلف تمامًا عن جيلنا ، إنّه ربيب الجوّال والفيسبوك والواتس أب  و.....
 
وأعادها من جديد : سيدو أريد جوّالًا أقول لك. 
 
- عندما تكبر يا جدّي وتصبح بعمر أريج سيكون لك ما تريد..  وعدٌ منّي.
 
وتقبّل الاجابة ب" تكشيرة"  لا تخلو من المرارة..
 
 ومرّ احتفالنا بميلاده الثالث ؛ مرّ بسلام ، فقد غمرناه بالهدايا ، و بالحنان والدفء ،وغمرنا هو بدوره بخفّة الظلّ ، فرقص وغنّى حتى منتصف الليل، وظننت أنّه نسي موضوع الجوّال او اقتنع بأنه ما زال صغيرًا عليه.
 
  ومرّت أيام قليلة ، وكان ذلك قبل يومين اثنين ، وكُنت أجلس اليه أنا وجدته نتجاذب أطراف الحديث ، عندما طلبت منه جدّته أن يعيد على مسمعينا  قصةً للأطفال قرأتها له بالأمس، فوقف بعيدًا بعض الشيء وراح بلهجته الطفولية الجميلة يعيد احداثها  بسرد جميل يُلفت النظَّر وانتهى قائلا: " توتا توتا خِلصَت الحدّوته"، فما تمالكت نفسي ، فأخذت اصفّق له وأقول : كبير ، كبير أنت يا زهير.
 
 فظهرت الهيبة على مُحيّاه وانفجر قائلًا : سيدو أنا صرتُ " كبير" أنت تقول ، اشتر لي اذًا  جوّالًا.
 
 فضحكتُ وضحكت جدّته .... ومنذ ذلك الوقت وكلّما رأى محفظة النقود وعيناه تلاحقانني  والحيرة تحتل كياني  : أاشتري له وأنا الذي وعده بجوّالٍ جميل عندما يكبر وها هو لساني يخونني فأسلخ عليه هذا اللقب؟!
 
أم أتملّص بحجّة تجعلني صغيرًا في عيني نفسي  وربما في عينيه ؟!!
 
 لسْتُ أدري !!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :