الأقباط متحدون | ديسمبر 1999
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٠١ | الأحد ٢٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٤ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ديسمبر 1999

الأحد ٢٤ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مروة رخا
مش مهم اتعرفنا ازاى و لا اتقابلنا كام مرة و لا عملنا إيه لما اتقابلنا ... المهم إن دى كانت أول مرة أقول فيها لراجل "السباحة على مسؤوليتك الشخصية"
أيوة ... مش هـ اعمل و لا هـ اقول أى حاجة مجاملة و مش هـ اضغط على أعصابى و أمثل على نفسى علشان فلان و لا علان ما يزعلش!
أصل انتم مش فاهمين كلمة "لأ" دى صعبة قد إيه!
لأ انتم فاهمين و عارفين بس ناسيين!
و أنا صغيرة اتربيت تربية "البنت المؤدبة" اللى عيب تقول "لأ" أو "مش عايزة" و استبدلت كلمة "لأ" بكلمة "ميرسى" على استحياء.
تاكلى يا مروة؟ ميرسى! عايزة تيجى معانا يا مروة؟ ميرسى! ميرسى أيوة و لا لأ؟ ميرسى!
و قبل عيد ميلادى الـ 17 ماما و بابا قرروا ان احنا هنسافر الغردقة ... بس أنا مش عايزة! عيب يا بنت! بس أنا بجد مش عايزة! عيب يا بنت دى هدية عيد ميلادك! طيب أنا مش عايزة هدية! عيب يا بنت .. بقى بدل ما تقولى ميرسى؟
مع الوقت و "التربية" حصل اللى بيحصل لبنات كتير ... كلمة "لأ" فقدت معناها و دورها. لأ ... يعنى اتحايل عليا شوية و أنا أقول أيوة! لأ ... يعنى أنا عايزة بس مكسوفة و لازم يتعزم عليا تانى! لأ ... يعنى أيوة! لأ ... يعنى الحدق يفهم!
و سنين شالتنى و سنين حطيتنى لحد ما "حبكت" الـ "لأ" بتاعتى! لأ بحزم و حسم و وضوح و صوت لا يقبل الشك و لا التساؤل!
و دى كانت أول مرة أجرب فيها كلمة لأ بعد التعديل!
تعالوا نسميه مجازا أحمد - ديسمبر 1999

أحمد: "أنا عامل لك مفاجأة!"
"إيه؟"
"احنا هنروح (مش فاكرة فين) و نعمل picnic"
"أنا ماليش فى موضوع النزهة الخلوية دا ... ينفع نخرج خروجة عادية يعنى؟"
"دا أنا محضرلك كمية مفاجآت .. بجد هيبقى يوم حلو .. بطلى غلاسة"
"مش عارفة ... ماليش مزاج"
"بكرة هكلمك الصبح علشان أصحيكى"
***
تانى يوم الصبح – على التليفون
"صباح الخير يا مروة .. أصحى بقى"
"أهلا يا أحمد"
"هعدى عليكى كمان ساعتين"
"لأ ... أنا مش نازلة"
"مش نازلة؟"
"تعبانة و مش نازلة"
"و الغدا اللى أنا مرتبه؟ و الكتاب اللى جيبته علشان أقرا لك منه؟ و الورد؟ و الترتيبات؟ إنتى أحبطتينى! أنا بجد متضايق منك! إنتى إزاى ما بتفكريش غير فى نفسك بالشكل دا؟ أنا جاى فى السكة!"
"لأ!"
قلتها واضحة و صريحة و حاسمة لأول مرة فى حياتى!
***
دى كانت أول مرة الـ guilt trip ما تنفعش معايا. التأنيب دا صناعة بشرية 100 فى الـ 100 زى ما الأم لما تقول لإبنها "إنت حر" أو "إعمل اللى أنت عايزه" و الزوجة لما تقول لجوزها "ان شالله تنبسط" و هو نازل و سايبها فى البيت ... أسلوب الضعيف قليل الحيلة لإدخال النكد و الشعور بالذنب فى قلب الطرف التانى.
أكيد و انتوا بتقروا الحوار اللى فات دا حسيتوا إن أنا شخصية زفت علشان أكسر قلب الولد بالشكل دا ... أكيد الولاد متعاطفين مع الزميل و أكيد البنات شايفين إنى اتبطرت على النعمة.
ممكن بقى تسمعونى ...
هو أنا مش فى المكالمة الأولى قلت إنى مش عايزة و بان عليا إنى مش متحمسة؟ ليه بقى هو أصر على الخطة؟ مش دى أنانية منه؟ مش هو دا نفس مبدأ الراجل اللى بينام مع مراته علشان هو عايز كدة؟ مش هو دا نفس مبدأ الولد اللى بيشدِك غصب عنك علشان يبوسك؟ مش هو دا نفس اللى أهلينا بيعملوه فينا من أول اختيار الأكل و اللبس و الأصحاب و الكلية و العروسة و العريس و الدنيا و الدين و يبقى جاحد ابن حرام اللى يقول بس أنا مش عايز دا و لا أنا مش طايق دى و لا انا اتخنقت من كدة؟
نرجع للأخ ... هو ليه عايز يحملنى سخافة إحباطه؟ طب كان المفروض أعمل إيه بعد الوعظة اللى سمعتها عن النعمة اللى رفستها؟ أخرج معاه و أنا مضروبة 100 جزمة؟ أعتذر له عن غبائه؟ أبرر له سوء استماعه؟ ما أنا قلت مش عايزة و مش حابة و مش طايقة ... إيه بقى!!! لما كبرت شوية كمان عرفت إن اللى حصل دا اسمه اكراه ... coercion ... غصب.
أنا مش عارفة بقى موضوع الإكراه و الـ guilt trips دى صناعة مصرية و لا فى منها فى كل حتة فى العالم ... لكن اللى أعرفه إن أنا اتعرضت للموقف دا كتييييير جدا ... أنا مش هجيب من ملفات الماضى .. أنا بس هـ افتح لكم ملف 2009

الأول
بأقول له "أنا عندى شغل ... مش هينفع نتقابل"
يقوم يرد و يقول "يعنى مش هشوفك؟"
"أمممم ... لأ ... عندى شغل"
"دا أنا كان نفسى أشوفك"
مش عارفة أرد
"باكرهك"
لسة مش عارفة أرد
"يعنى مش هينفع خالص؟"
"لأ .. أنا فعلا أسفة"
"طيب أنا كمان مش خارج"
"براحتك"
و انتهت المكالمة ... تانى يوم الفجر ... رسالة على الموبايل
"أعمل إيه أنا دلوقتى فى الورد اللى أنا جايبهولك و هيدبل فى العربية دا؟"

التانى
هو: "ألو"
أنا: "أهلا أهلا .. إزيك .. عامل إيه؟"
"الحمد لله تمام .. إسمعى ... أنا كنت حاسس إن إحنا هنتقابل النهاردة فعملت غدا ... يالا تعالى"
أنا كنت سايقة وقت ما جات لى المكالمة دى و حسيت إن الخطوط دخلت فى بعضها ... زى ما يكون المواطن كان طالب حد تانى
"مش فاهمة حاجة .. هو مش إحنا كنا متفقين إن إحنا هنتقابل بعد بكرة؟ و أنا قلت لك إن أنا يومى هيبقى زفت النهاردة و عندى مواعيد كتير؟"
"أيوة بس أنا حسيت إن اليوم ممكن يتغير"
"أنا دلوقتى رايحة الجامعة علشان أقبض و بعدين رايحة راديو حريتنا علشان أكمل الكتاب المسجل و بعدين عندى ميعاد مع واحدة عندها مشكلة و أنا قلت لك الكلام دا قبل كدة .. أنا مش عارفة أقول إيه بصراحة"
و طبعا صوتى قلب رجالى
"هـ استناكى"
"هـ تستنى إيه بس و ... فين؟ و أكل إيه اللى أنت عامله؟ أنا مش عارفة هخلص امتى و مش مرتاحة كدة للموضوع كله!"
"هكلمك كمان ساعة"
 بعد ساعة ترن ترن ... بعد ساعة و نص ترن ترن ... بعد ساعتين ترن ترن

التالت
هو: "إحنا لسة على ميعادنا النهاردة؟"
أنا: "أحنا ممكن نتقابل بس هيكون معانا واحدة و جوزها من بورسعيد عندهم مشكلة أو ممكن نأجل الميعاد ليوم تانى"
"هما مش هيمانعوا؟"
"لأ"
"طيب أشوفك هناك"
"أوكى"
فى نص المقابلة ... تأفف بين
بعد المقابلة ... لوم صريح
بعد شهر من المقابلة ... "كفاية الناس اللى إنتى بتجبيهم لنا"
بعد شهرين ... "و لا يوم ما ضحكتى عليا و حسبتيها عليا خروجة"
بعد 3 شهور ... " هو إحنا مش هنتقابل تانى؟"

الرابع
"تيجى بكرة نفطر مع بعض" (رمضان بقى و كدة)
"أنا مش بـ حب أفطر برة البيت ... ممكن نتقابل بعد الفطار"
"دا أنا بقى هاعملك بط"
"أنا مش شايفة للموضوع دا لازمة"
"لازم تدوقى البط بتاعى"
هو أنا ليه حاسة انى مستهدفة؟
"مش عارفة مودى هيبقى شكله إيه بكرة"
دى الجملة اللى باستخدمها دايما لزوم خط الرجعة
"أكلمك أمتى علشان أعرف هتيجى و لا لأ؟"
"مش عارفة .. اتكلم و لو أنا صاحية هرد و لو أنا نايمة مش هرد"
***
نمت الساعة 8 الصبح و صحيت على الفطار ... شربت و نمت تانى ... و صحيت الساعة 8 مساء و لقيت بتاع 7 missed calls و رسائل كالآتى
"الأكل ريحته حلوة"
"كل شوية أعدى جنب الأكل و أشم الريحة الحلوة"
"أنا لسة ما اكلتش لحد دلوقتى"
"معقولة لسة نايمة و لا إنتى بتتجاهلينى و لا مش فارق معاكى و ضرباها 100 صرمة؟"
رديت
"فعلا ... أنا مش فارقة معايا و ضرباها 100 صرمة"

الخامس
"أنا فطران برة النهاردة و هعدى عليكى بعد الفطار"
"لأ ... أنا مخنوقة من قعدة البيت و عايزة أنزل"
"هعدى عليكى"
"لأ كلمنى الأول"
بعد الفطار بساعتين
"أنا جاى فى السكة"
"أنا نزلت"
"إيه دا؟ مش تقولى إنك كنتى عايزة تخرجى؟"
متنحة فى الفراغ
"إنتى رايحة فين؟"
"البورصة مع مدون صديق ... تحب تيجى؟"
"خلاص أقابلك هناك"
أول لما شافنى "مش كنتى تقولى إنك عايزة تنزلى؟"
***
أخى المواطن ... السباحة على مسئوليتك الشخصية و بلاش تمشى فى سكة الذنب و اللوم و العتاب و الزن لأن طريقك مسدود مسدود ... أنا مالى بإختياراتك و قراراتك و تصرفاتك ... ضلل نفسك بعيد عنى فأنا واضحة وضوح الخيار فى السلطة!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :