بقلم: مينا ملاك عازر 
تعالى نفترض إن أنا وحضرتك فاضيين وعايزين نملأ وقت فراغنا، قعدنا نفكر نعمل إيه؟ فقررنا نقرأ جرائد، وكلما فتحنا مقالة لقينا كلام يسد النفس ويحبط، يعني مثلاً نلاقي كتاب بيتكلموا عن الحكومة إللي بتقفل قنوات وعايزة تقفل الفيس بوك وبتجهز الناس لكده، وبتقنعهم إنه موقع كخة ووحش، وبتقفل على الرسائل الإخبارية، وبتعقد الصفقات مع رجال الأعمال رؤساء الأحزاب المعارضة لطرد الصحفيين، ما القاعدة بتقول إنه ما بيقفلشي لكاتب جرنانه لكن ممكن يخليه يسيبه، ما فيش خبر يفتح النفس، والأخبار اللي بنقرأها أخبار كئيبة فاكتأبنا، وحضرتك بصيت لي بأرف شديد وقلت لي: دي التسلية إللي بتسليها لي؟ وأنا كمان نظرت للفضاء باستياء، وقلت لنفسي: يا رب طب أعمل إيه؟ فسبنا أخبار السياسة.

ودخلنا على مواقع الممثلين والفنانين، فلقينا إن الفنان فلان جاي من بره من "بريطانيا"، والناس بتستقبله في مطار "القاهرة" باحتفالات رهيبة، مئات الشباب يحتفلون به لأنه بيقولوا إنه كسب جائزة أحسن مطرب في أفريقيا، وصور المطرب إياه وهو فاتح صدره والبنات والشباب حوليه في المطار فرحانين بيه وبنجاحاته المبهِرة، وفتوحاته وصولاته وجولاته، فاكتأبنا من هيفاتنا وخيبتنا كشعب غسلوا مخه وجعلوا اهتماماته كلها منصَّبة على الفنانين ونجاحاتهم الاصطناعية غير المفيدة؛ فتضايقنا أنا وحضرتك من البلاوي دي، وقولنا نتابع أخبار الرياضة، فأول خبر هزيمة الأهلي من الترجي بيد "أنرامو" لاعب الترجي، ولقينا الناس كلها بتلوم الحكم الوحش وظلمه للأهلي وطرده لبركات، ونسينا إن الأهلي لم يستطع أن يحقق نصر مطمئن وهو يلعب مباراة الذهاب في "القاهرة"، وقت أن كان الحكم في نظرهم محايد، وليه نسوا أن الحكم إللي حكم مباراة الذهاب نفسه حسب جون باليد مع الفارق بين الهدفين في درجة الوضوح، لكن كلها أخطاء..

 ونسيوا إن الجون إللي دخل في الأهلي جه في الدقيقة الأولى، من المباراة، ومن ساعتها لم يستطع الأهلي التعويض، وإنما تفرَّغ لاعبوه للتشويح ومهاجمة الحكم والاعتراض عليه. وفوجئت أنا وحضرتك بإن الجماهير الأهلاوية خرجوا يحتفلوا بـ"حسام البدري"- المدير الفني للأهلي- ولاعبيه الأشاوس، وشالوهم على الأعناق كأنهم حصلوا على كأس العالم فازداد اكتئابنا.

وانسحبنا من هذا كله، وقلت لحضرتك: تيجي نلعب لعبة عسكر وحرامية، بس على شرط لا تديني لفافة بانجو أخليها معايا، تبلعها لي بعد ما تموتني، وما تسمينيش "خالد سعيد"-إلا بالمناسبة إيه أخبار قضية "خالد سعيد"؟!- وعلى شرط ما تحكمنيش أكثر من خمسين سنة، وتقول لي بأحكمك بالديمقراطية.
يعني من الآخر، لا سياسة نافعة، ولا فن نافع، ولا رياضة نافعة، ولا اللعب دي حاجة...

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :