أفراح الشوارع !
بقلم : عــادل عطيــة
لا أحد يزحم نفسه بدون دعوة شخصية؛ ليشارك معارفه وجيرانه أفراحهم ، وإلا أصبح كالطفيلي :"أشعب"، الذي كان راصداً للموائد والطعوم ، كما يرصد الفلكي الكواكب والنجوم !
ولكن ماذا نقول في هؤلاء الذين يفرضون عليك أفراحهم ، بطريقة تعيدك إلى الزمن السحيق ، عندما كانت القبائل الوحشية ، تمارس القرع على الطبول ، والرقص الهستيري حول الضحية قبل التلذذ بالتهامها ؟!
تجدهم يسيطرون على الطرقات والشوارع : بالحواجز ، والكراسي ، وعشرات السماعات المتراصة رأسياً وأفقياً ، ثم ينفصلون عن الحي ، ويعيشون مع أنفسهم ، بينما المشاكل تتفاقم حولهم ؛ فقد ضيّقوا على المارة ، وأربكوا حركة عبور السيارات . أما السماعات ، وما ادراك ما السماعات ، فالسماعة الواحدة منها ، قادرة على أن ترسل الاصوات إلى اماكن بعيدة ، فإذا عملت السماعات معاً يخيّل إليك أن جيشاً عُراماً مكوناً من سماعات ، تقتحم عليك بيتك ، وتؤذي سمعك ، وتقضي على راحتك ، ونقاهتك ، وتركيزك !
وإذا ذهبت إليهم ، وحاولت أن تلفت انتباههم إلى انهم يزعجون من ينشدون الهدوء من الطلاب، والمرضى، والمجهدين من الكدح في معترك الحياة ، أو أنهم يشوشون على فرح آخر في الحي ذاته بفارق شارع، أو في الشارع نفسه، أو وجهت نظرهم إلى وجود مأتم بجوارهم ، وعليهم مراعاة شعور الآخر المصاب ، أقول إذا ذهبت إليهم ، ورجوتهم خفض الأصوات التي تنطلق على هواها، يرمقونك بنظرة كأنها آتية من عينيّ : "أوزبورن" ، صاحب : "انظر إلى الوراء بغضب" ، فتعود بعد ذلك بأسى من تأكيدهم المطلق على عدم احترامهم الخبيث لمشاعر الناس !
،...،...،...
لا أحد يمنع أحداً في أن يفرح ، وأن يمارس فرحه ، ولكن لا تفرح لكي تُؤلم ، و تُبكي غـيرك !
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :