مدارس ابتدائى تعلم التلاميذ الجهاد فى سبيل الله
إذا تجولت معنا بين المدارس والمعاهد الابتدائية والحضانات سيتملكك الإحساس بالخطر والانزعاج الشديد.. هذه الأماكن التى من المفترض أن يتواجد بها الأطفال من أجل التعليم وتوسيع مداركهم وإعدادهم بما يجعلهم ينهضون بالمجتمع ومواكبة التطور.. تحولت إلى أماكن تفرخ قنابل موقوتة قابلة للانفجار.
فى أكثر من محافظة تجولنا، واكتشفنا أن الوضع متقارب والكلام الذى يتعلمه الأطفال واحد.. وترسخ لدينا إحساس أن من يعمل هنا.. يعمل هناك وكأنها استراتيجية واضحة ومحدودة تستهدف الأطفال.
فى السويس ذهبت لأحد المعاهد الأزهرية الابتدائية فصادفتنا طفلة منتقبة فى الصف الرابع الابتدائى لكنها لا تعرف السبب الحقيقى وراء ما ترتديه.. وعندما تكلمت معها وجدتها هى التى تشعر بالعجب منى.. سألتها عن النقاب فقالت: «وهل لا تخافين من أن يظهر شعرك للناس» طريقة كلامها توحى بأنها تشعر أننى كائن آخر وبأنها تشعر بكم هائل من الرعب والخوف من الجحيم جعلها متعجبة جداً لماذا لا أشعر بمثله وأرتدى مثلها وأنا أكبر منها بكثير. سألتها عما إذا كان المدرسون يحدثونهم عن النقاب فردت: إنت لست من مصر! ده الدين كل الناس تتحدث فيه، المدرسون وأمى وأبى والتليفزيون.
على باب المعهد حيث يتواجد أطفال أكبر من حجم الأطفال الرضع بقليل يرتدون الحجاب الصغير بألوان مختلفة لا تمت للزى المدرسى بصلة.. بدأت فى سؤالهن عما يقوله لهم المدرسون فى الفصل..و إذا بطفل فى الصف الثالث الابتدائى يقول للبنات، لا تتحدثوا معها إنها «مسيحية» فى الحقيقة طريقته وإحساسه بالخطر عقد لسانى عن الرد، فقال لى.. لو أنك لست مسيحية اثبت لنا ونحن سنتحدث معك «اقلبى يديك لنتأكد لو عندك علامة الصليب».. وتلهف الأطفال للنظر إلى يدى ولكنى لم أرد وهنا صاح الطفل «خيانة» فصاح الأطفال خلفه وجروا بعيداً عنى!! أصابنى الموقف بالذهول.. من علم هؤلاء الأطفال هذا.. وماذا نتوقع من هؤلاء الأطفال فى المستقبل؟!
أما مدرسة «فتية الإسلام» الخاصة والتى أنشأها الشيخ حافظ سلامة فهى من أكثر المدارس خطورة لأن لا أحد يعرف ما بداخل تلك المدرسة فالشيخ حافظ يفرض سياجاً من الكتمان حول مدرسته التى تنقسم لمبنيين منفصلين بسور كبير مبنى للفتيات ومبنى للأولاد.. مدارس الشيخ حافظ سلامة يتعلم فيها الطلاب من الحضانة حتى الثانوى.. ونسبة النقاب فى الفتيات عالية جداً ولكن الأخطر أن الشيخ يقول فى حواراته إنه عندما بنى تلك المدرسة فى عام 1987 كان هدفها تعليم الشباب الجهاد فى سبيل الله.. فيقول الشيخ حافظ حكامنا وأعداء الإسلام يحاولون الحيلولة بيننا وبين تربية الشباب. على الجهاد فى سبيل الله، ولكننا عملنا ومازلنا نعمل بقدر استطاعتنا لتنشئة الشباب على الجهاد فى سبيل الله.
والإصلاح يبدأ من الجذور مع الأطفال لهذا قررت فى عام 1988 بناء مدارس فتية الإسلام، بدءا من الحضانة ومرحلة رياض الأطفال وصولا إلى المرحلة الثانوية ونحن نهدف من رياض الأطفال أن نزرع الروح الدينية والمعرفة الإسلامية فى عقول وقلوب الأطفال منذ نعومة أظافرهم وهذا من فضل الله علينا». ويضيف الشيخ صالح إن هناك أربعة مساجد فى أربعة طوابق بالمدرسة فالطفل إذ لم ينشأ على تعاليم الإسلام فلا قيمة له، والشيخ حافظ يعلل ذلك بأنه فى إسرائيل التعليم الدينى أساس فى مدارسها وبالتالى فالعسكرى الإسرائيلى رغم أنه يعلم أنه يقف على أرضية مغتصبة إلا أن هذا التعليم زرع فيه «أرض الميعاد»، وعلى نفس الدرب من أسلوب التربية الذى نقوم به فى رياض الأطفال نسير فى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
الشيخ حافظ سلامة ولد بالسويس فى 6 ديسمبر 1925 وانضم إلى جماعة شباب محمد التى أنشأها مجموعة منشقة عن الإخوان المسلمين عام 1948 ويقول الشيخ حافظ إنه فى يناير عام 1950 ألقى القبض عليه أثر مقال كتبه فى جريدة «النذير» انتقد فيه نساء الهلال الأحمر بسبب ارتدائهن أزياء اعتبرها مخالفة للزى الشرعى.
وبعد ذلك عام 1952 أصدر جمال عبدالناصر قرارا بحل جمعية شباب محمد وإغلاق صحيفتها، واعتقل عبدالناصر الشيخ حافظ ضمن اعتقالات الإخوان المسلمين وظل فى السجن حتى نهاية عام 1967 وبعد خروجه من ديسمبر 1967 اتجه إلى مسجد الشهداء بالسويس وأنشأ جمعية الهداية الإسلامية وهى الجمعية التى تتبعها مدارس «فتية الإسلام» الخاصة كما بنى العديد من المساجد منها مسجد النور بالعباسية وعندما سئل عن مصدر التمويل لتلك الجمعية والمساجد قال: أجمع تبرعات من دول الخليج وأزور الملوك والرؤساء من أجل ذلك.
فى مدرسة «فتية الإسلام» الوضع خطير فالرجل يمنع المفتشين من دخول مدارسه خاصة لو كان المفتش رجلاً لايسمح له بالدخول من عتبة باب المدرسة وهناك شكاوى ودائما هناك حجة لو رجل ممنوع دخول مدارس البنات ولو سيدة ممنوع دخول مدرسة البنين، شعار المدرسة «إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى» والرجل ينطلق فى تعليمه للأولاد من هذه المنطقة، أى أنهم المؤمنون وهناك الكفرة، فهى مدارس قائمة على فكرة الفتنة.
فهى مدارس قريبة من مدارس طالبان والزى الأعم بالمدرسة هو الزى الباكستانى أو الخيمة الباكستانية.. قال لنا أحد المواطنين رفض ذكر اسمه: تلك المدارس «جيتو داخل المجتمع المحلى بالسويس وهذا الرجل يزرع بتلك المدرسة أطفالاً متطرفين وسيجنيهم المجتمع أكثر تطرفا منه، فمنهم الأمهات ومنهم كل شىء ولا أعرف لماذا لا تحقق وزارة التربية والتعليم معه لنعرف ما يحدث بالداخل وأضاف: «لديه أيضا حضانات عديدة يستهدف بها زرع الأفكار المتطرفة فى الأطفال ولا نعرف كيف يأخذ تصريحات لتلك الحضانات».
ذهبنا إلى مدرسة «فتية الإسلام» بالسويس ولاحظنا من الوهلة الأولى أن جميع السيدات هناك منتقبات، وأن هناك مسجداً فى كل دور وأن الأطفال يرتدون أزياء خضراء تشبه الباكستانيين وعندما تحدثنا مع الشيخ رفض تماما أن ندخل مدارس البنات هناك وقال إنهم مشغولون الآن وهذا اليوم يقومون فيه بأعمال التدبير المنزلى، لم أجد أن هذا سببا منطقيا ولكن الرجل تعسف وبدأ يحكى عن أمجاده ثم قال بتحسر إن الدولة أوقفت نشاط مسجد النور بالعباسية الذى بناه، وهو به مستشفى وجمعية خيرية ولكنه معطل! وهنا تساءلت لماذا لم تعطل الدولة عمل تلك المدرسة طالما تعلم أن هذا الرجل يحمل هذا القدر من الخطورة.. سألته لماذا يفصل بين الأولاد والبنات بهذا السياج، وتلك الأسوار فقال، ولكن هذا الشباب سيذهب للجامعة وفى هذا الوقت سيكون تعود على عدم الاختلاط فقلت لماذا فرد بغضب أتريدون الاختلاط ؟ شىء غريب جدا : وسألته لماذا لايعين إلا مدرسات بنات فى مدرسة البنات فقال أنا «أعين حسب الكفاءة» سألته عن الموسيقى فقال : «أنا ملتزم بالمنهج» قلت له ولكنك لا تسمح بالموسيقى بمدارسك كما قال لى الأطفال.
فرد نفس الرد وبطريقة حادة «أنا ملتزم بمنهج وزارة التربية والتعليم» سألته على تصريحه بأن هدفه تعليم الأطفال الجهاد فى سبيل الله، وماذا يعنى هذا فقال : «أليست إسرائيل دولة دينية ويعلمون الأطفال كيف يجاهدون من أجل أرضهم أنا كذلك أعلمهم كيف يجاهدون من أجل أرضهم»
وعندما سألته عن الطريقة التى يعلمهم بها ذلك لم يرد. طلبت منه أن يستدعى لى أولاداً فقال أنت ترتدين ملابس غير لائقة بك كمسلمة ولا يمكن أن تقابلى أولاداً فى سن الإعدادية والثانوية وأتى بطفلين صغيرين واحد فى الصف الأول الابتدائى يدعى مصطفى محمود والآخر فى الصف الثالث الابتدائى، وهو عبد الرحمن جابر وكانا فى غاية الخوف من الحديث أمام الشيخ، أما عبد الرحمن جابر فقال لى بتوتر لا أحب حصة الدين لأن مدرس الدين «شرير»، سألته هل ترسمون قال لا وهل تأخذون موسيقى فقال لى بشغف أنا أحب الموسيقى، لكن الموسيقى غير موجودة عندنا، وهنا غضب الشيخ وأمرهم بالانصراف.
أ/ محمد مدرس اللغة العربية بمدرسة فتيات الإسلام قال إنه ممنوع على مدارس الأولاد أن يدرس فيها سيدات فقلت له، وماذا عن السيدات المنتقبات الموجودات فقال هؤلاء دادات للأطفال فى الحضانة، وبعضهن من مدرسة البنات لأن معظم مدرسات مدرسة البنات منتقبات.
على باب مدرسة فتية الإسلام قابلت منى وهى فتاة ترتدى «الإسدال» فى الصف الرابع الابتدائى قالت لى :إن كل المدرسات ينصحننا بالحجاب وبعضهن ينصحننا بالنقاب، وعندما سألتها عن الرسم قالت هناك من يمنعنا من الرسم إلا أبلة واحدة تقول لنا يمكنكم الرسم على ألا ترسموا جسماً كاملاً لإنسان كما هو فى الحقيقة فمثلا يمكن أن نرسم رأس بلا رجلين.
أما محمود بالصف الأول الإعدادى فقال لى إن مدرس الإنجليزى يستاء جدا من الرسومات العارية للفتيات فى كتب اللغة الإنجليزية ويقول لنا لاتنظروا إليها حتى لا ترتكبوا ذنوباً، وأضاف إننا مضطرون لهذا الكتاب لأنه مقرر من الوزارة.
فى المنوفية الوضع لا يختلف.. ففى معهد البتانون الابتدائى الصورة وبالتحديد فى أحد الفصول وقف الأستاذ إبراهيم عيسى مدرس اللغة العربية للصف الثالث الابتدائى - يرتدى الجلباب الصغير والبنطلون الأبيض واللحية الطويلة والفصل به البنات اللائى يرتدين الإسدال والحجاب، وعندما تحدثت مع الأولاد والبنات، وهو موجود سألتهم ماذا يعلمكم الأستاذ، فرد البنات بضرورة النقاب ورد الولاد لابد أن نحارب فى سبيل الله، فهنا قال أنا قلت لكم ذلك فقالوا نعم يا أستاذ لابد أن نحارب كى نحرر الأقصى، وأضاف أنا قلت لكم بالدعاء وليس بالحرب، فتلك هى المرة الأولى التى أسمع فيها هذا الكلام وهنا رد محمد خالد الذى قال إنه يريد أن يكون إماماً وخطيباً إن الشيخ قال لهم ذلك، ضحك الأستاذ قائلا هم لديهم تلك الأفكار من منازلهم حتى إنى فوجئت عند إغلاق قناة الرحمة أنهم هم من أخبرونى بتلك المعلومة وكنت أجلس بجانب الطفل محمد فقلت له وماذا قالوا لك عن المسيحيين فرد جميع الفصل، واحد قال كفرة والآخر قال «سيعذبهم الله» وهم يساعدون اليهود.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :