شيخ بلد مسيحي: أحببت "عبد الناصر" لأنه أحب المواطن البسيط
"سعيد صموئيل تاوضروس":
- لا يوجد في القرية مسيحي ومسلم وكلنا أشقاء
- من المؤسف أن نجد الأحزاب المعارضة ضعيفة وهشة، ولابد من المواجهة والمشاركة في الانتخابات بعيدً عن الانسحاب
- الإرشاد الزراعي للجمعية الزراعية ضروري للفلاح لكي ينتج
- لا أفرض على أهل القرية ترشيح أحد بعينه في الانتخابات
أجرت الحوار: تريزا سمير
"شيخ البلد".. أحد المناصب المرتبطة بالقرى والنجوع في "مصر"، شخصية تظهر في الأفلام لها قدر كبير من الكرامة والاحترام، يلتف حوله أهالي القرية ليقضي لهم الكثير من مصالحهم.
"قرية البرشا" بمحافظة "المنيا"، يتولى منصب "شيخ البلد" بهذه القرية "سعيد صموئيل تاوضروس"، من مواليد 1928م، عمل في عدة مجالات قبل توليه هذا المنصب، كالزراعة والتجارة، ومن أهم ما قام به هو إنشاء أول مخبز في "قرية البرشا" منذ عام 1973م، وقد كان لنا معه هذا الحوار.
* كيف تم اختيارك شيخـًا للبلد؟ رغم وجود شيخ آخر عندما تم اختيارك؟؟
** في البداية كان يوجد لدينا الشيخ "منير باسيليوس كشيخ للبلد، وطلبت من مدير أمن المنيا فصل حصة من المشيخة، وهذا يتطلب حصولي على عدد وافٍ من الأصوات التي تؤيد اختياري، ومن ثم تم اختياري من قِبل عائلتي، وهي عائلة "الخوابرة"، لأنها تشكل أكبر عائلة في القرية من حيث عدد الأفراد، ومراكزهم الاجتماعية، وبالفعل حصلت على عدد 550 صوتـًا، وكان هذا العدد كافٍ ليتم اختياري شيخـًا للبلد، ثم قامت مديرية أمن المنيا بعمل تحريات أمنية قبل أن أتولى هذا المنصب رسميـًا.
* وماهي اختصاصات شيخ البلد؟؟
** يقول "تاوضروس" إن أهم مسئولياتي في البلد حفظ الأمن، ومتابعة حالات وأوراق التجنيد للشباب، والاستدعاء للاحتياط، وعمل كشوف ساقطي القيد، وتصحيح الأسماء؛ فهناك الكثير من السجلات التي يتطلب التصديق عليها.
* عاصرت "عبد الناصر"، و"السادات"، وأحداث سياسية كثيرة، هل كان لك دور سياسي في ذلك الوقت؟؟
** بالتأكيد؛ فقد قمت بالاشتراك في الاتحاد القومي، ثم الاشتراكي، وأحببت "عبد الناصر" لأنه أحب المواطن البسيط، كان من أفضل الزعماء المخلصين لـ"مصر"، وبعد وفاته حزنت كثيرًا لأننا فقدنا قيمة كبيرة في "مصر".
* وما هي ذكرياتك مع "عبد الناصر" في هذه الأيام؟ وما هو أفضل شيئ قام به "عبد الناصر من وجهة نظرك؟؟
** أتذكر جيدًا عندما كنت مكلفـًا بتوزيع الأراضي على المزارعين، وذلك بعد القضاء على النظام الاقطاعي في "مصر"، وكانت هذه المرحلة مهمة جدًا في تاريخ المزارع المصري؛ فقد عمل "عبد الناصر" من أجل الفلاح ومن أجل "مصر"، وعن أفضل ما قدمه "ناصر" لـ"مصر"؛ تأميم "قناة السويس"، لأنها مصدر هام للدخل القومي، كما أن لها دور فعال في الاقتصاد المصري.
* من خلال وجودك في المشيخة 20 عامـًا، وبصفتك تعمل على حفظ الأمن في القرية، ما هي علاقة مسيحيي ومسلمي القرية معـًا؟؟
** العلاقة بينهما جيدة، ولا يوجد لدينا مسيحي ومسلم، فكلنا أخوة.
* وماذا في حالة حدوث خلاف أو مشاجرة بين مسيحي ومسلم بالقرية؟ ما دور أجهزة الأمن في درء مثل هذه الأحداث؟؟
** في حالة حدوث هذا الخلاف أو التشاجر، يكون الخلاف على قطعة أرض، أو تشاجر لأي سبب آخر بعيدًا عن العقائد والأديان، فهي نفس الأسباب التي يختلف بسببها المسلم مع المسلم، أو المسيحي مع المسيحي؛ وبمعني أدق هي الأمور الحياتية وتفاصيلها التي لا نهاية لها، والأمن يقوم بعمل تصالح بين الأطراف، ويكون ذلك في حضور قيادات القرية وكبار العائلات من الأطراف المتنازعة.
* بصفتك شيخـًا للبلد، هل كان لك دور إيجابي في مثل هذه الأحداث؟؟
** بالطبع كان لي دور في التصالح بين عائلتين من أكبر العائلات في البلد، فالخلاف استمر بينهما لمدة ثلاث سنوات، وكان بسبب النزاع على قطعة أرض، وقمنا بعمل تصالح وانتهت بذلك النزاعات التي كانت تهدد القرية بأكملها.
* وماذا عن دورك في السياسة والانتخابات؟ وما رأيك في الأحزاب السياسية التي قررت مقاطعة الانتخابات؟؟
** أمارس حقي في الإدلاء بصوتي، ولكني لا أفرض على أحد من أهل قريتي اختيار أحد بعينه، فدوري هو الحفاظ على الأمن، وأن أساعد أهل القرية في تقديم المستندات الرسمية التي تطلب منهم، وبالنسبة للأحزاب؛ أتمنى أن تمارس نشاطها، لكن من المؤسف أن نجدها ضعيفة وهشة، ولم تقدم أية برامج قوية تمس نبض الناس، مما يجعلها تدخل بقوة في مضمار السباق، ولذلك تريد المقاطعة، ولكن الأفضل هو المواجهة.
* كان لك دور واضح في إنشاء أول مخبز في القرية، ولكن نجد أن هناك مشاكل كثيرة في جودة الرغيف، ما السبب في هذا؟؟
** قمت بإنشاء أول مخبز عام 1973م، وفي البداية قمت بصناعة الخبز في منزلي وبيعه في مدرسة القرية، وبعدها قمت بعمل ترخيص للمخبز، ثم تركته بعدما استلمت مشيخة القرية.
أما عن عدم جودة الرغيف فيرجع ذلك إلى عدة أسباب، أولها وأهمها عيوب الدقيق المستخدم، والذي يتم استلامه من قِبل مكتب التموين، والسبب الثاني يرجع إلى سعر الرغيف المحدد بـ5 قروش، وهو مكلف للدولة، لذلك إذا حدث وتم رفع سعره إلى 10 قروش، فسيكون هناك أمل في تحسينه.
* أنت تعرف أن "مصر" تواجه مشكلات متعددة بشأن زراعة القمح، فما الحل من وجهه نظرك؟؟
** أحب أن أؤكد على أنه لابد من استغلال وزراعة الأراضي الصحراوية، واستغلالها جيدًا في زراعة المحاصيل المختلفة، كما يجب إرشاد الفلاحين من قِبل الجمعيات الزراعية؛ ففي الماضى كان يوجد مرشد من الجمعية الزراعية يوجه الفلاح في زراعة أرضه، بناءًا على الخبرات والدراسات العلمية، ولكن تم إلغاء هذا الدور للمرشد الآن، وأصبح الفلاح هو المسئول الأول والأخير في تحديد زراعة المحصول، ومع كثرة مشاكل الزراعة، افتقد الفلاح القدرة على الرعاية الجيدة للأرض، فإذا أصبح هناك إرشاد زراعي من الجمعية الزراعية، فسوف يكون هذا لصالح الفلاح، وبالتالي لصالح المواطنين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :