الأقباط متحدون | زمن التناقضات
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٢٥ | الثلاثاء ٢٦ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٦بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

زمن التناقضات

الثلاثاء ٢٦ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
في الوقت الذي تمنع وزارة الداخلية المواطنين من أن يُدخلوا الهواتف المزوَّدة بكاميرات إلى أقسام الشرطة، رافعة شعار يا إنتَ يا موبيالك، لكن إنتم الإتنين مع بعض لا وألف لا، يمنع مجلس القضاء الأعلى تصوير المحكمة من الداخل لمنع تصوير المحاكمات، وليس في هذا تناقضًا نظريًا، لكن في الحقيقة إن التناقض يتمثل في أمور كثيرة، فمثلاً يتمثل في نوعية الممنوع، فتمنع الداخلية كاميرات الموبايلات وهي قليلة الإمكانيات ويمنع مجلس القضاء الأعلى كاميرات التليفزيون وهي عالية الإمكانيات، وفي حين أن الداخلية تحمي ضباطها من أن يصوروا وهم يعذبون أحد الأشخاص، يحمي الطرف الآخر المجرمين الكبار من أن يُصوَّروا وهم وراء القضبان، والسبب في المنع نفسه مختلف في مضمونه؛ ففي الوقت الذي لا يهمها فيه وزارة الداخلية كرامة صغار المجرمين، يهم مجلس القضاء الأعلى كرامة كبار المجرمين.

و"مصر" ليست بلد التناقضات فقط، وإنما أيضًا بلد العجائب، رغم أن "أليس" لا تعيش فيها، لكننا نحن نعيش فيها، ونحلم بغد أفضل، ولا نحاول تحسين اليوم، فلا يأتي الغد، ولا يتحسن اليوم وإنما يزداد سوءًا؛ لأن هناك من يساهم في دهورته.

وكلما تراجعت "مصر"؛ تقدَّم الحزب وزادت شعبيته. وكلما زادت شعبية الحزب؛ تزايد عدد الإخوان. ويكتب الكاتب مسلسلاً لكي يوعِّي الشعب بخطورة الجماعة فيتعاطفون معها، وينفي الناصريون انتماء "ناصر" لها. وتكتب الكاتبة لتحكي عن الملك فيتعاطف الشعب معه ويشتمه الناصريون، وتقوم النجمة بتقديم دور الملكة "نازلي" كما ينبغي في مسلسل ابنها الملك "فاروق"، فيختاروا من تدَّعي إنها نجمة الجماهير لتقوم بدور الملكة "نازلي" في مسلسل يحكي عنها. وفي الوقت الذي تناقش برامج التوك شو مآسي المصريين، يناقش برنامج التوك شو الأشهر المقدَّم على تليفزيون الدولة مآثر الفنانات والمطربات.
 
ولا نجد في "مصر" من يعطينا حقنا، لكن نجد من يأخذه مننا ونُجبَر على التعامل معه، وقَلَّ من يقولون الحق ويعترفون بالحقيقة، ويزيد من يكبرون بغير ذي حق، لا لشيء إلا لأن المدير راضي عنهم، وأنا وأنت نحاول ونغامر وهم يأخذونها على الساهل؛ لأنهم لا يعرفون أن يقولوا للكبير الحقيقة ودائمًا يجاملونه. و"مصر" ليست بحاجة لهؤلاء، ولا لأولئك، لكن تحتاج لمدير يعرف مصلحة شغله ولا يهمه من يمدحه، ولذا تتقدَّم الدنيا كلها وتتأخر "مصر"؛ لأنها دولة أفراد وليست دولة مؤسسات.

وينادي التبَّاع مؤسسة، مؤسسة، مؤسسة، ويركب الناس. وحين يصلوا للمؤسسة يتركونها ويتوجهون لأفراد ما تعرفشي ليه؟ نحن أحسن شعب نجعل من الناس آلهة ولا نستطيع أن نخرجهم من السلطة، ونحن أحسن شعب يحب ولا يعرف الكره، فكلمة حلوة تهديه وتنسيه غضبه، ورغم ذلك يبقى المدير متسلطًا مع أنه من الممكن أن يأخذ أفضل في العمل بالمعاملة الحسنة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :