"الأولة مصر".. كتاب يبحث عن هوية "مصر" ومستقبلها
كتبت: ميرفت عياد
أصدرت الدار المصرية اللبنانية كتابًا بعنوان "الأولة مصر.. عن هوية مصر ومستقبلها"، للكاتب "إيهاب قاسم". يقع الكتاب في حوالي (200) صفحة، وينقسم إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: يقع تحت عنوان "بين الدين والحضارة"، يتأمل فيه الكاتب ملامح الفكرة الأصولية التي تتلخص في كراهية الآخر ورفضه، رغم أنه في أي مكان آخر في العالم يعمل المسلم والمسيحي والبوذي في شركة واحدة، دون أن يسأل أحد عن معتقدات الآخر.
ويطرح الكاتب فى الفصل الثانى تحت عنوان "مربط الفرس"، مجموعة من الأسئلة مثل: لماذا كانت "مصر" في وضع أفضل مما أصبحت عليه؟ ولماذا تبدو مشكلاتها بلا حلول؟ ولماذا بتنا نتقاتل مع بعضنا البعض على أتفه الأسباب، غير عابئين بتأثير ذلك على وطننا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا؟
أما الفصل الثالث وهو بعنوان "حدوتة مصرية جدًا"، فيقف فيه الكاتب طويلاً أمام سحر الحضارة المصرية.
ويأتى الفصل الرابع والأخير تحت عنوان "البداية"، حيث يقارن الكاتب بين لحظة انتصار حرب أكتوبر وارتفاع علم "مصر"، وبين إمتلاء الشوارع بعلم "مصر" فى بداية هذا العام؛ احتفالاً بفوزها بكأس الأمم الأفريقية، ملقيًا الضوء على لحظة توهج فكرة الوطنية لدى المصريين عبر تاريخهم لتكون نقطة بداية، ودعوة أمل فى المستقبل.
حدوتة مصرية
وفى هذا السياق، قال الكاتب على الغلاف الأخير للكتاب: سجَّلت أحداث تاريخ مصر أن شعبها عاش فوق أرضها 2996 عامًا من القهر.. ورغم ذلك ظل متلاحمًا بها.. عاشقًا لها.. يتأرجح معها من فترات مد حضاري وديني.. فترتقى سلم المجد.. وفترات ينحسر فيها ذلك المد.. فتظل قابعة تحت وطأة القهر والاستعباد.. أين مربط الفرس طالما مصر وشعبها لم يتغير؟ ..هل حدث للإنسان المصري تجريف مثلما يحدث لأرض مصر؟! هذه حدوتة مصرية من أربع حلقات متتابعة تظل حريصة على أن تكون بداياتها مؤكِّدة لقناعتها بأن مصر دائمًا فى قمة الاهتمامات، وإنها دومًا البداية..
ماذا تبقَّى من "مصر"؟
"يبدو لي أن هذا هو حالنا الآن فى مصر".. هذا ما يؤكِّده المؤلف قائلاً: إن تاريخ مصر والمصريين أصبح مجهولاً، بل محرَّما؛ فالانتماء مشتَّت، والاحساس بالزمن الذى نعيش فيه مفقود، وفهمنا للحضارة الإنسانية من نوعية الفهم "الترللي" بتاع أمان يالاللي.. أى حاضر يعيشه وطن يفقد هويته؟ وأى مستقبل نرجوه لمصر والمصريين؟ لقد كرهنا حضارتنا وكفرناها، فقطعنا صلاتنا بها، وتبرأنا منها. أصبح مستقبلنا غائمًا ومغشوشًا حتى أن معظم المصريين أصبحوا يعتقدون أن مستقبلهم يبدأ بعد النزول إلى القبر.. سيوف القتل والحسبة مسلَّطة على الرقاب والأفكار؛ فالتكفير أصبح مرادفًا للتكفير، رهنا مستقبل مصر وحلول مشكلاتها بالعنقاء والخل الوفي، فأما أن تقوم الدولة العربية المتحدة أو دولة الخلافة الإسلامية، وإلا فعلى مصر السلام، وأيضًا ربطنا رخاء مصر بما يجود به الآخرون.. رفضنا الحضارة الإنسانية فخاصمتنا الإنسانية، وكرهنا إخوان الوطن، إذا فماذا تبقى من مصر؟"
النظرية الطزية
ويذكر "إيهاب قاسم" إنه منذ بضع سنوات سمعنا أن البعض قد أطلق عبارة شهيرة تفيض بالحكمة والأمل والتبتل والتطهير والايمان، عبارة تفتح لنا أبواب المستقبل، وتضمن لنا النعيم المقيم دنيا وآخرة، فبعد أن تمطع ولمع نظاراته الطبية، نظر إلى مصر من فوق.. فوق قوي قوي.. فوق الصحاري والسماء والبحر والكون والوجود، وهتف هتافه الشهير "طز فى مصر"، يقول المثل المصري الأصيل الجميل المشرب بماء النيل، المخلوط بطمي الحكمة "لو طلع العيب من أهل العيب ما يبقاش عيب"، ولكن المصيبة أن الكثيرين أصبحوا يدينون بهذه النظرية الطزية، فأصبحوا يعملون بها ليل نهار، بوعي وبدون وعي، لا فرق؛ فالهدف واحد، والنتيجة واحدة، تطوير وتنمية وتعميم النظرية الطزية".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :