الأقباط متحدون | أكتوبر 2008
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٤ | الأحد ٣١ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢١بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس الدنيا خيارة
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٣٥ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

أكتوبر 2008

الأحد ٣١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مروة رخا

أنا اتحولت. مش عارفة اتحولت لإيه و مش عارفة دا حلو ولا وحش لكن كل اللى أنا عارفاه انى غيرت نظرتى للحب ... لأ! الجملة دى غلط ... طريقة حبى و طريقة تعاملى مع الحب هى اللى اتغيرت. 
زمان كان حبى أغلبه ألم و شوق و لهفة و شجن و دموع و نكد تتخله فواصل من السعادة و النشوة و الضحك. حبى كان أكثره رغبة فى تملك الحبيب و السيطرة عليه. الغيرة ... شعور بشع أنا عارفاه كويس. عدم الأمان ... الخوف ... الغضب ... كل دى مشاعر كانت بتجيلى مع كل لقاء بيتغير ميعاده و لا كل تليفون مابيتردش عليه و لا كل مكالمة تبتدى و تنتهى بصمت و لا كل بنت سيرتها بتيجى ... و بعدين مشاعرى أخدت طابع تانى.
دلوقتى حبى عبارة عن حالة مستمرة من السلام الداخلى تتخللها لحظات من حب الحياة و الحمد من أعماق المعاميق. مين اللى قال ان أنا لما أحبك لازم أغير عليك؟ مين قال انى لازم أبقى عايزاك ليا لوحدى؟  مين قال انك لما توحشنى لازم أكلمك؟ مين قال انك لما توحشنى قوى لازم أشوفك؟ مين قال انى لازم أزعل منك لو سيبتنى؟ مين قال انى لازم أتجوزك؟ مين قال انى لازم أعمل أى حاجة أصلا؟
هو دا اللى أنا بقيت باعمله ... و لا حاجة خالص ... باستمتع بكل لحظة فى العلاقة من أولها لأخرها ... و بعد أخرها كمان. افهمونى ... الحب بالنسبة لى بقى عصفور بريش ملون و صوت صداح طاير فى السما ... ليه بقى كل واحد بيحب عصفور فى السما بيبقى عايز يحطه فى قفص و يتفرج عليه بيصرخ و يتألم و يدبل و يموت؟ ليه بيبقى عايز ينتف ريشه و يخرس صوته و يربط رجليه بحديد؟ 
أنا اكتشفت ان المشاعر لو اترسمت هتاخد شكل الجرس ... ارسموا معايا ... خط مسحوب على الأرض و بعدين يقوم من على الأرض و يبتدى يطلع و بعدين يوصل لقمته و بعدين يبتدى ينزل من الناحية التانية لحد ما يلمس الارض و بعدين يتسحب تانى على الأرض فى الاتجاه التانى. أى احساس شكله كدة ... الأول مش موجود و بعدين طفيف و بعدين خفيف و بعدين يتصاعد و يتصاعد أكتر لحد ما يبقى فى قمة حدته و بعدين يبتدى يهدا تدريجيا لحد ما يختفى.
يوم لما أدركت موضوع الجرس دا عرفت ان ما فيش احساس بيدوم و ان المشاعر بتتغذى على المقاومة ... كل ما قاومت الحب أو الغضب أو الغيرة أو الشوق كل ما كبر الإحساس و تملكنى و كل ما طال عمره و احتدت قمته. من غير تنظير و كلام كتير .. لما حد بيبتدى يوحشنى بابتسم لأن مافيش أوحش من القلب الميت اللى مش بيحس ... لما الوحشة بتزيد بابتسم لأنى عارفة ان مصيرها تروح ... لما الوحشة تشتد و تحتد باجيب ورقة و قلم و افتح الكومبيوتر و اكتب و اشعر و انجز و استخدم طاقتها لمصلحتى ... شوية و تبتدى تهدا لحد ما تروح و أنا لسة مبتسمة و كل ما افتكرها أبتسم لأنى عندى نعمة الإحساس.
تامر ... واحد صاحبى ما تعرفوهوش ... سألنى مرة عن الألم ... "هو انتى بتعملى إيه فى الشعور بالألم؟" قلت له انى باشغل نفسى بأى حاجة لحد ما يروح و بعدين سألته "و انت بتعمل إيه فى الألم؟" قال لى انه بيصاحبه. طبعا أنا استغربت و سألته ازاى و هو شرح لى نظرية الجرس و أنا بعد كدة طبقتها على كل حاجة. طبعا انتم كدة فاكرين ان دا أثر سلبا على علاقاتى ... دى بقى كانت المفاجأة ... بالعكس تماما ... بدل ما كنت أنا فريسة الشك و الغيرة الآية اتقلبت و بقى هو اللى دايما عينيه وسط راسه. بدل ما كنت أنا اللى باتصل و باجرى و باسعى بقيت ملكة متوجة بيخدمها عبد الحب علشان ينال الرضا. بدل ما كنت أنا اللى دايما باسأل لو كان بيحبنى بقى هو اللى بيترجى حبى. بدل ما كنت قافلة قبضتى فى غضب أو قلق فتحت إيدى فى ثقة ... ثقة فى نفسى و ثقة فى الأقدار. بدل ما كنت تايهة فى صراع السيطرة و التملك بقيت مستمتعة بكل احساس و بكل لحظة و حل عليا السلام الداخلى.
المفاجأة التانية انى اكتشفت ان كل المشاعر دى مالهاش دعوة بالحب الحقيقى. الحب الحقيقى علشان يبقى له جذور قوية و جذع يعتمد عليه و أغصان تستحمل العواصف و فروع مورقة و ورد بريحة محتاج جو تانى غير جو الصراعات و المشاكل و عدم الثقة و القلق و حب السيطرة ... علشان كدة كنت ممكن بغباء و عِند أحول نزوة عابرة لقصة حب نكدية و مؤلمة و زفت لكن دلوقتى لما باسيب الحدة و السحابة السودا تعدى بيبان الحقيقى من التهيئات ... و كله طلع تهيئات.
و افتكرت احساس الطفو فوق الماء ... و أنا صغيرة بابا علمنى أعوم على ظهرى فى المياة. فى الأول كان بيبقى شايلنى و بالراحة بيشيل إيده من تحتى و يسيب المياة شايلة وزنى. أجمل احساس فى الدنيا ان الواحد ينزل المياة و ينام على ظهره ... نص جسمه فى المياة و النص التانى باصص للسما ... فارد دراعاته يمين و شمال و سايب نفسه للمياة تشيله!
اللى مش واثق فى المياة هيغرق و اللى بيقاوم المياة هيغرق و اللى عايز يسيطر على المياة هيغرق و اللى خايف من المياة هيغرق!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :