مكتبة الإسكندرية تدعو المكفوفين لاستخدام "العصا البيضاء" في اليوم العالمي للاحتفال بها
السفير علي ماهر : العصا البيضاء تفرض على الآخرين أن يضعوا أنفسهم تحت تصرف الشخص الكفيف
أ. مصطفى كمال: العصا البيضاء تحقق استقلال مناسب للمكفوفين، وحصولهم على حقوقهم والقيام بواجباتهم.
هبه حجازي: تجربة التدريب على العصا البيضاء من أصعب التجارب التي مررت بها.
كتب: عماد توماس
شهدت مكتبة الإسكندرية صباح أمس الاثنين 1 نوفمبر2010، احتفالية "اليوم العالمي للعصا البيضاء"، والذي نظمته مكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر بالمكتبة، وذلك بحضور عدد كبير من المسئولين وذوي الاحتياجات الخاصة وطلبة المدارس.
والعصا البيضاء التي يمسك بها الشخص الكفيف تعد رمز على قدرته على تحقيق حياة كاملة مستقلة، كما أن العصا تمكن أي شخص كفيف من التحرك بأمن من مكان لآخر وتجعله قادرًا على التفاعل بشكل فعال والمشاركة الكاملة والإيجابية في المجتمع.
تشجيع المكفوفين على استخدام العصا
وألقى السفير علي ماهر؛ مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، كلمة بالنيابة عن الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير المكتبة، أكد فيها أن الهدف الأساسي من الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء هو تشجيع المكفوفين على استخدام العصا في حياتهم اليومية لضمان أمنهم وسلامتهم، ولكي تفرض على الآخرين أن يضعوا أنفسهم تحت تصرف الشخص الكفيف، وأن يقدموا له المساندة والاحترام.
وأشار ماهر إلى أن الاحتفالية هي رسالة تضامن من مكتبة الإسكندرية وكافة هيئات وأفراد المجتمع المصري والدولي تجاه هؤلاء الذين لا ينعمون بنعمة البصر، لافتًا إلى أن المكتبة تحتفل سنويًا باليوم العالمي للعصا البيضاء، كما أنها تقدم على مدار العام مجموعة من الخدمات ودورات والبرامج التدريبية لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مكتبة طه حسين والمكتبات المتخصصة المختلفة.
أهمية استخدام العصا البيضاء
وفي كلمته، أكد مصطفى كمال؛ مسئول وحدة الإعاقة بوزارة الأسرة والسكان، بالنيابة عن الوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب، على أهمية العصا البيضاء من أجل تحقيق استقلال مناسب للمكفوفين، وإعطاءهم الفرصة للحصول على حقوقهم والقيام بواجباتهم. ولفت إلى أنه بصفته أحد أصحاب الإعاقات البصرية، يدرك أهمية استخدام العصا البيضاء في حياة الكفيف، للمساعدة على أمنه وحماية، وليثبت للجميع أنه يستطيع القيام بدوره في المجتمع.
وأوضح كمال أن وزارة الأسرة والسكان تقدم عدد كبير من المبادرات والمشروعات والبرامج لذوي الاحتياجات الخاصة من أجل دمج هؤلاء الأشخاص مع باقي أفراد المجتمع في المجالات المتعددة، خاصة التعليم، كما أنها تقوم بإشراكهم في صياغة قوانين جديدة لحمايتهم. وأضاف أن الوزارة تعقد عدد من الندوات والمؤتمرات التي تناقش التحديات التي تواجه أصحاب الإعاقات، كما تقوم بتدريب معلمين وأطباء للتعامل معهم، وتنتج أفلام وكتيبات تدعو للحفاظ على حقوقهم.
مكتبة طه حسين للمكفوفين
ومن جانبها، أكدت لمياء عبد الفتاح، القائم بأعمال رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، إن مكتبة الإسكندرية، وبالأخص مكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر، تحاول الإسهام ولو بشكل بسيط في إحداث تغيير في حياة المكفوفين، من خلال البرامج والأجهزة والخدمات التي تقدمها لهم. ولفتت إلى أن المكتبة تتعاون مع عدد من الهيئات والمراكز المختلفة من أجل تحقيق أكبر قدر من الدمج بين المكفوفين وباقي المجتمع، ولنشر الوعي بحقوق المكفوفين، وتوصيل صوتهم للناس.
تدريب على استخدام العصا البيضاء
وشهدت الاحتفالية عرض تجربة فريدة لهبة حجازي ومي ناجي، العاملين بمكتبة طه حسين بمكتبة الإسكندرية، والذين قاموا بالتدرب على استخدام العصا البيضاء، والتعرف على التقنيات الأساسية والإرشادات لاستخدامها، مع المدرب المتخصص أمين إبراهيم، بعد أن حرصوا على ارتداء عصابة على أعينهم، لمحاولة معايشة تجربة الكفيف والتعرف على نفسيته.
وقام أمين ابراهيم بتدريب هبة حجازي ومي ناجي على استخدام العصا في الحركة، وإتباع دليل السير بالعصا، وتعلم كيفية صعود ونزول السلم بالعصا، وكيفية السير بها في الشارع، وعبور الشوارع الجانبية والرئيسية والمزدوجة، وركوب السيارات والمواصلات العامة.
وأكدت هبة حجازي أن تعلم استخدام العصا هي بمثابة الخطوة الأولى لمبادرة مكتبة طه حسين للدعوة لاستخدام المكفوفين للعصا البيضاء، حيث سيتم تدريب باقي العاملين بالمكتبة على استخدامها، على أن يقوموا بدورهم بتدريب أعضاء المكتبة من المكفوفين على استخدامها، ومساعدتهم على الاعتماد عليها في حياتهم اليومية. وأوضحت أن هذه التجربة كانت من أصعب التجارب التي مرت بها، ولكنها كانت ضرورية للتعرف على احتياجات ومتطلبات المكفوفين، والصعوبات التي يواجهوها باستخدام العصا.
وقفة تضامنية
وشهدت الاحتفالية أيضًا وقفة للإعلان عن اليوم العالمي للعصا البيضاء في ساحة الحضارات (البلازا) في المكتبة، بالإضافة إلى تقديم أفلام لإلقاء الضوء على دور مكتبة طه حسين والعصا البيضاء في حياة الكفيف، صاحبها عرض صوتي للمكفوفين، كما تم تقديم عرض مسرحي بعنوان "إحنا هنا"، وفقرة تقدير بعنوان "مفتاح القلوب".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :