حبس المحافظ
بقلم: مينا ملاك عازر
صدقني أنا لست من الحالمين، ولا من أصحاب الخيال الذي ليس له أرض يقف عليها، لكن ما أذكره لك في عنوان المقال من حبس المحافظ ليس أمنية وإنما حقيقة؛ فقد قرَّرت محكمة جنح "عابدين" حبس محافظ "القاهرة"، حيث أنه لم يمتثل لحكم المحكمة بعدم نشر نتيجة انتخابات المجالس المحلية بدائرتي "البساتين ودار السلام"، ولكن المحافظ الذي يحترم القانون، تمادى مثله مثل أي مواطن مسنود في هذه البلد لا يهمه القانون، واستمر ونشر نتائج الانتخابات؛ فرفعوا عليه قضية، وحكمت المحكمة بحبسه لمدة سنة.
ليس ما تقدَّم فقط هو كل الحقيقة، وإنما الحقيقة كاملة، تقول إنه قُضِيَ بحبسه وأيضًا عزله من منصبه. حاتقول لي: ما هو طبيعي إنه ما دام سيُحبس لمدة سنة، فمن الطبيعي والمؤكد إنه سيُعزل من موقعه! أصله مش معقول يدير شؤون محافظته من داخل الزنزانة بالسجن، دي حتى تبقى قراراته ستنفَّذ على يد سجَّان، أقول لك: صدقني، لو لم يصدر الحكم بهذه الصيغة لما كان المحافظ، ليُعزل عن منصبه. وكان من الممكن أن يستمر محافظًا، بجانب مهنته الجديدة كسجين مثله في ذلك مثل هشام "طلعت مصطفي" الذي استمر، نائبًا بمجلس الشورى، وهو سجين محكوم عليه بالإعدام في قضية قتل، اعترض بقى.
وسبحانه، ربك قدير كريم عظيم، الذي أخرج نائب المحافظ من على باب السجن، ونجَّاه من حكم بالسجن بسبب اتهام المحافظ نفسه له بالتقصير في مصيبة "صخرة الدويقة"، وأُسقط المحافظ في نفس الفخ الذي حاكه باتقان لنائبه! صحيح مع اختلاف التهم، لكنه برَّأ نفسه من كارثة "الدويقة"، واتهم نائبه؛ فشاء ربك الذي لا ينعس ولا ينام أن ينجِّي النائب ويحبس المحافظ!!
سامعك أيها المتشائم، الذي يقول: يعني يا عم هو إنت شفته إتحبس ولا إتعزل؟! يا سيدي كفاية الحكم نفسه، فالحكم هو عنوان الحقيقة، والحكم لمن يتأمل بجد في الفكرة السابقة، بأن نائب المحافظ ينقذه ربنا، ومتهم النائب إللي هو المحافظ يسوقه ربنا لحكم يلتصق به مدى الحياة، ويجعله مهددًا بأن يعزله كمان عن منصبه.. وسيبك يا عم إن كان هناك استئناف ونقض، مما يشير إلى بعد احتمالية حبس المحافظ؛ لأنه سيستأنف بالفعل وسينفِّذ الحكم القاضي بعدم إعلان انتخابات المجالس المحلية بدائرتي "البساتين ودار السلام"، والحاجات الغريبة دي. وبالتالي لن يُحبس ولن يُستبعد عن منصبه؛ فبرضه أقول لك: المتأمل في الحكم بجد يعرف إن ربنا كبيييييييير، وأكيد كل مظلوم ساعتها حايرتاح، إن قضيته في أيد ربنا الذي لا يهملك ولا يتركك، ويمهل ولا يهمل، بس إياك الظالم يتعظ تفتكروا ممكن؟
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :