الأقباط متحدون | الأقباط صنَّاع سلام (7) اللسان القبطي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:١٩ | الثلاثاء ٢ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٣بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط صنَّاع سلام (7) اللسان القبطي

الثلاثاء ٢ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس لوقا راضي
صناعة السلام لا تتوقف عند الأحداث المباشرة التى سنكمل الحديث معها لاحقًا، لكنها أيضًا تتضح من خلال أمور أخرى منها اللغة. ولا تندهش عزيزي إن قلت لك أن الأقباط صنّاع سلام من خلال التأثير الحاصل من اللغة القبطية على اللغة اليومية واللسان اليومي . واللغة رافد أساسي وجوهري لصناعة السلام، ومفردات اللغة أساس لصنع السلام. واللغة القبطية لغة مملؤة بالسلام. وتأثير اللغة القبطية واضح جدًا من خلال استخدام مفرادتها للآن فى الأحاديث اليومية.
 
لقد تعامل الأقباط مع تغيير لسانهم بهدوء، وظلوا يستخدمون لغتهم ومفرادتها من داخل اللغة الجديدة التى تحدَّثوا بها؛ نظرًا لوجود مناخ معين لم يسمح باستخدام القبطية.

 عزيزي، هل تعلم أنك تتكلم القبطية، وإن كنت بعد لم تدرسها لا فى المدراس ولا فى المعاهد؛ لأنه لم يُسمح بعد للغة المصرية القبطية أن تُدرَّس!!!! ولكنك تتحدَّث منها كلمات عديدة تصل إلى آلاف فى سياق يومك العادي، مثل: برسيم- أردب- يم- أم قويق- حلق-تليس- بقوطي- كعك- قلة- كحكة- لقمة- لبشة- ماجور- تمساح- نبوت- مقطف- ننوس-نونو- ناف- بصارة- رقاق- مشنة- سلة- سمان- شوطة- شورية- حلوم- طورية- ذهبية-تندة- سنط- شرش- شونة- شوب- خن- رمان- شوشة- شرش- شبورة- بلح..
 
وأيضًا بورى- بنى– اللبيس- الراى- الشال- الشلبة... وهذه كلها من أنواع السمك.

وفى لغة الأطفال: تاتا- امبو- واوا- ورم- بيبة.. 

وأيضا فرفر- هلوس- هوش- نكت- فتفت- دمس- بشبش...  وتعبيرات ورور- لقلاق-وجبة- توت توت- ليلى بمعنى فرح، ومنها يا ليلى يا عينى-  بح- بخ- كانى ومانى أى سمن وعسل– تربيزة– زنكور- فوطة-  هيلا هوب- هيلا هيصة..

أسماء الشهور التى مازال المصري يستخدمها فى الزراعة: توت- بابة- هاتور- كيهك-طوبة- امشير- برمهات- برمودة- بشنس- بؤونة- ابيب- مسرى- نسئ (حضارة مصر في العصر القبطى د. مراد كامل ص 73 و ص 74 ).
كانت هذه فقط مقدِّمة لنعرف أننا مازلنا نتكلم "قبطي".

الأحباء القراء، لنستعرض معًا شيئًا يسيرًا عن اللغة القبطية من المراجع العلمية والمعرفية الآتية: "شخصية مصر" د. "نعمات أحمد فؤاد"،  و"حضارة مصر في العصر القبطي" د. "مراد كامل"، و"معالم الحضارة المصرية القديمة" د. "رمضان عبده علي"، ودراسات في الآثار والحضارة الإسلامية" د. "جمال عبد الرؤوف"..

اللغة القبطية... اسمها القبطية لأن المصريين فى ذلك الوقت كانوا يُسمُّون أقباطًا، وهى تطور طبيعي للغة المصرية القديمة، كالآتي الهيروغليفي .. الهيراطيقي .. الديموطيقي..  فالقبطي (حضارة مصر في العصر القبطي مراد كامل ص66و65).
 
القبطية ما هى إلا صورة أخيرة من تطور الخط الهيروغليفي.  (معالم تاريخ مصر د. رمضان عبده على ص 3 ).
تقول د. "نعمات أحمد فؤاد": إن الأنبا "شنودة" (رئيس المتوحدين) كان زعيمًا شعبيًا، وكان يكلِّم الأقباط بلغتهم القبطية لا اليونانية، وقد ترك لنا تراثا باللهجة الصعيدية (شخصية مصر الناشر عالم الكتب ص 29 ).

وإن ذكرنا عن الأدب القبطي مثال كتب سير الرهبان وكتابات الآباء وسير القديسين وكل كتب الكنيسة والتراث اللاهوتي، وكتابات البابا أثناسيوس، وكتابات الأنبا باخوميوس أب الشركة والأنبا أنطونيوس.. ومن ينسى مدرسة الإسكندرية المسيحبة وآبائها!!!!!  ومن الميراث الشعبي المنسوب للقبطي الموروث عن المصري القديم ما يعرف (بالسامر) وهو نوع فلكور في الأفراح (والعديد) الجنائزي في الجنازات.
 ومن التراث أيضًا السير التى تُعرف بالميامر، ومن ينسى الألحان القبطية العظيمة وموسيقاها العذبة؟ أليس كل ذلك بالقبطي؟ والسؤال المطروح: لما لم يحتفظ الأقباط بلغتهم؟
تجيب د. "نعمات أحمد فؤاد": قد يُقال أن فارس حافظت على لغتها، ولكن فارس لم تتعرض للضغط الذى تعرَّضت له "مصر" التى كان هم كل والى أن يستقل بها (ص 30).

ويقول د. "جمال عبد الرؤوف" فى كتاب دراسات في الآثار والحضارة الإسلامية ص35 : فى عهد "الوليد ابن عبد الملك" نُقل ديوان مصر من القبطية إلى العربية، وأخذ الأقباط يتكلمون بالعربية.
 
وأيضًا ما جاء بكتاب "الفاضل قاسم عبده قاسم" عن نفس الأمر ص (56).
ولكن وإن بدا أن القبطية تراجعت وانتهت، لكن تضيف الأستاذة "نعمات" الآتى: إن بعض العرب تعلموا القبطي، بل وتخاطبوا بها كالقاضي "خير بن نعيم"، وهناك قصص على فهم العرب للقبطي كقصة "ابن حديج"، وقصة محاكمة البطريق (ص 30).
وليس هناك دليل على أن القبطية هى التطور الطبيعي للغة المصرية القديمة أكبر من هذا الدليل؛ يقول الأستاذ الدكتور "رمضان عبده على" فى كتاب "معالم تاريخ مصر" ص6 وص7: إن "شامبليون تعلَّم العربية والعبرية والكلدانية والسريانية والفارسية والكوشية،  ولم يفلح بعد كل ذلك أن يفك رموز حجر رشيد إلا بعد أن تعلَّم القبطية من أحد رهبان "مصر".

إن التفسير الجحاوي للتاريخ الذى يتَّبعه الآن بعض من يدعون أنفسهم كتّاب لا يليق؛ لأن الناس تتطلع وتعلم جيدًا كيف الرد.
 يُحكى أن "جحا" كان أصلعًا، وكان فى قرية لزيارة أحد الأقارب؛ فخرج عليه الصغار منادين إياه بـ"أبو ظالابطا" (وهذه الكلمة قبطية فظا معناه ذات ولا معناه كثير وبطا معناه رداءة) والمعنى إنها ذات رداءة كثيرة؛ فتضايق "جحا" فقال للأولاد هناك في المنزل البعيد "فرح"، وصاحب الفرح يوزِّع الطعام والهدايا؛ فاذهبوا إليه، فذهب الأولاد، وبعد قليل قال "جحا" لنفسه: وماذا لو كان القول صحيح؟؟ إن هناك حفلة وهدايا فذهب وراءهم... ولنتخيل ماذا حدث لـ"جحا"!!!!!!!!! 
سنكمل الحلقة القادمة، الرب معكم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :