الأقباط متحدون | أقباط قرية العزيب تجربة تستحق المشاهدة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٢٧ | الاربعاء ٣ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٤ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أقباط قرية العزيب تجربة تستحق المشاهدة

الاربعاء ٣ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سعيد فايز
كنت اجلس فى هذا اليوم وأنا اشعر بالملل والضجر ، فقد وصلت لقمة فقد الأمل فى قضايا الاقباط والاقباط انفسهم ، وكنت اسئل لماذا لا نستطيع أن تجتمع من أجل عمل أو قضية عظيمة ؟ لما إمتلاء هذا الملف بأشخاص يملاهم الغرور والنرجسية والاستعراض وكل هذا دون عمل حقيقي يذكر ؟ لم أجد الاقباط أنفسهم خاضعين خانعين ؟ وحينما تظهر أزمة أو تعدي أجد وبسرعة البرق من يظهر ليتاجر او يتربح من آلم الناس واحزانهم ؟ .
لان أنكر أنني كنت شديد الحزن وأنا أرى أن من يعمل من أجل حقوق الاقباط هم قلة قليلة جدا جدا .
ووسط هذا الجو الدرامي الذى بداخلي رن جرس هاتفي المحمول وكان احد اصدقائي وهو الاستاذ / وجية يعقوب ، وحدثني في هذا اليوم عن اقباط قرية العزيب بسما لوط والتعديات التي تحدث عليهم وطلب مني تقديم بلاغ للنائب العام بإسمهم وختم المكالمة بأنه سوف يرسل لي الشباب حتى أرى ما يمكن أن اقدمه لهم من مساعده ، لا أنكر أني قبلت على استحياء من وجيه وكنت اود أن ارفض ولكنه الخجل ، لكن بداخلي كنت اردد مقولة الزعيم سعد زغلول " مفيش فايده " .
قبلت الشباب فعلا في مكتبي وكانوا ثلاثة وأخذت اتحدث معهم حتى أقف على تفصيل الحكاية وبداء في تقديم ما لديهم من أوراق ومستندات والتي كان فيها مجموعه من إمضاءات 215 فرد على الشكوى والبلاغات . ووقفت كثيرا أمام هذه الاوراق وأمام الثلاثة الذين أكلمهم .
كيف استطاعوا أن يجمعوا هذه التوقيعات من أهلي القرية البسطاء والذين يملئهم الخوف ؟
ما سر هذا الاصرار والعزيمة والكرامه التي لا تقبل الانحناء والتي قليل جدا ما أرها في وجوه من هم فى مثل حالتهم ؟
- بداءات قصة أقباط قرية العزيب منذ أكثر من نصف قرن مع عائلة تدعى عائلة ( شحات ) وهي عائلة كبيره منهم القاضي ووكيل النيابة واصحاب المال والنفوذ أيضا ، عائلة شحات تلك منذ أكثر من نصف قرن إعتبرت كل أقباط القرية " شوية خدامين لينا " كما يقول دائما كبيرهم . فالاقباط في وجهة نظرهم كفار انجاس وعبيد وعلى هذا الاساس كان الاعتداء على الاقباط وأموالهم شيء طبيعي جدا بالنبسة لهم ، وفي المقابل أصبح الاقباط مع تكرار الاعتداءات خانعين خاضعين لا حول لهم ولا قوة فلا يتجراه احد على الشكوى لكن فقط التذلل .
- مرت السنوات وكبر الاطفال وسافر بعضهم من أجل البحث عن لقمة العيش خارج مصر وكان من بينهم شخص يدعى " كميل ".
" كميل " هذا سافر إلى دول الخليج وعمل هناك حوالي عشرة سنوات وأخيرا قرر أن يرجع إلى بلده حتى يكمل باقي حياته وسط أهله وعشيرته . وطوال السنوات العشر نسى " كميل " خلالها الذل والمهانة وتعلم أنه أنسان ، ولكن حينما رجع إلى القرية وجد الجو أصعب من ذي قبل فلا أحد يتاجر ولا أحد يشكوا ولا أحد يفعل أي شيء الا بأذن عائلة " شحات " .
فرفض هذا الوضع ولكنه وجد نفسه وحيد  ، والكل يتقبل الاهانة بخنوع والتعدي بخضوع ، فعرف أنه لا أمل إلا فى الشباب لان الاباء تعودوا شرب كأس الذل .
بداء فعلا " كميل وبعد وقت كبير من التجارب أستطاع أن يكون مجموعه مكونة من ثلاثة شاب هو واثنين أخرين ، ومع تكرار الاعتداءات أصبح عدد اتباعه أكثر واكثر وفي ذيادة يوما فيوم .
وبداء نضال لا عنفي وسلك الطرق القانونية حتى يجبر عائلة شحات على وقف الاعتداءات والتجبر على الاقباط . ذهب هو والضحايا إلى النقطة .... ثم إلى القسم..... ثم إلى المركز ..... حتى تقابل وجه لوجه مع وزير الداخلية حبيب العادلي وهو يشرح مأساة الاقباط فى قرية العزيب ووعده الوزير بالحل الجزري ، وعندما وجد كميل تهاون الوزير أتجاة للنائب العام وهو يحمل شكوى وألم أكثر من 1100 شخص ( أقباط قرية العزيب ) إلى كل مكان حتى يشعر كل فرد فيهم انه مواطن مصري له حقوق وعليه واجبات
" فالصورة كالاتي كميل واصدقائه في الامام ومن الخلف 1100 قبطي وفي إطار عمل جماعي سلمي يتحرك ويتجه
                                               """ بداء النضال بواحد والان يوجد 1100 واحد
- لا أتكر أن كميل واصدقاءه بعثوا فيه الامل من جديد حتى أقول لهم أني على استعداد أن اعلمهم حقوقهم وأعطيهم دوره فى حقوق الانسان والقانون ، فلما لا وأنا مهتم بقضية ( محو الجهل بالتعليم )
لكن ثار بداخلي اسئلة عديده بعد ما ذهبوا :
- لما هم إستطاعوا أن يجتمعوا ؟ ونحنوا " كل المهتمين بالملف القبطي " لم نفعل ؟
- لما هم أمنوا أنهم أصحاب قضية واحدة وعادلة ؟ ونحنوا لم نفعل ؟
- لما هم يضحي الواحد فيهم من أجل الكل والكل من أجل الواحد ؟ ونحنوا لم نفعل ؟
أتذكر الان تلك القصة التي حدثت مع مارتن لوثر كينج " فقد أتى اليه يوما بعض الشخصيات وسائلوه لقد كان الزنوج يستطيعوا أن يقوموا بثورتهم منذ اكثر من عشرون عام فلما تأخرتم كل هذا ؟ فأجاب لوثر أعتقد أن السبب في هذا ، فقد كنا مقسمين فهذا زنجي أمريكي وهذا اوربي وهذا زنجي البشرة  وهذا بنى وهذا اسمر ....إلخ لكن حينما صدقنا أننا جميعا زنوج وأننا اصحاب قضية حقيقة عادلة قامت الثورة فقد أخذنا أكثر من عشرين عام حتى نصدق هذا .
هل من الممكن أن نتعلم من اقباط قرية العزيب ؟ هل نقدر أن نقدم لهم يد العون والمساعدة حتى يحصلوا على حقوقهم دون أن نتاجر بقضيتهم أو نستخدمها مادة للظهور أو الاستعراض ؟ هل ؟و هل ؟ وهل ؟؟؟؟؟؟؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :