الأقباط متحدون | تهديدات القاعدة دلالات واهتمامات
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢٥ | الجمعة ٥ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٦ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تهديدات القاعدة دلالات واهتمامات

الجمعة ٥ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

شيوخ المسلمين : اى اعتداء على كنائس الاقباط والمسيحيين هو اعتداء على المسلمين ومساجدهم

بقلم : نجيب جبرائيل

في أول استهداف خارجي لوحدة الوطن، تلقت الكنيسة  القبطية مؤخرًا تهديدًا من تنظيم القاعدة يرهبها ويتوعدها بعظائم الأمور، إذا لم تقم بفك ما زعمته القاعدة الأسيرات المسلمات"كامليا شحاتة"و"وفاء قسطنطين"في أعقاب ما نفذته القاعدة في كنيسة سيدة النجاة بـ"العراق"، والتي راح ضحيتها كاهنان وأكثر من ثلاثة وخمسون شهيدًا مسيحيًا . ولعل هذا المنعطف الخطير الوارد لنا من الخارج يطرح علينا عدة تساؤلات ويعطى عدة دلالات وأيضًا يأخذنا إلى الرؤية التي يمكن أن نقيم فيها هذا التهديد، ثم ما هو دور أبناء الوطن الواحد بمسلميه وأقباطه لتماسك وحدة الوطن؟ .

وبادئ ذي بدء؛ نتصور أن تهديدات القاعدة الموجهة إلى أرض الكنانة وعلى اخصها أقباط مصر، وكنائسهم، وأديرتهم تختلف عما اعتدنا عليه كأقباط ومسلمين، حينما ننظر إلى كل حادث طائفي أو احتقان ما معتبرين إياه انه مشكلة داخلية ولا يمكن أن نطرحها للخارج، وكنا دوما نلوم وما زلنا من يطرح مشاكلنا خارج مصر وكانت إصبع الاتهام توجه بصفة خاصة إلى أقباط المهجر، حينما يناقشون المشاكل التي يتعرض لها الأقباط في مؤتمرات خارجية، وقلنا آنذاك لماذا لم تطرح وتقام هذه المؤتمرات داخل مصر وتناقش المشاكل على مائدة مصرية, لكن اليوم أصبح هناك من يصدر مشاكلنا ليس إلى مؤتمرات خارجية تناقش أفكار وحلول، ولكن هناك من يصدرها إلى اكبر منظمة إرهابية في العالم، عانت منها  أكثر الدول قوة  مثل"الولايات المتحدة الأمريكية"إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وأصبحنا بذلك أقباط ومسلمين محل أنظار من هذا التنظيم الإرهابي، بل أصبحنا في فكر هذه المنظمة الإرهابية، ولكن يبقى السؤال من الذي أدى بنا إلى ذلك التهديد الحاصل للكنيسة القبطية، الذي يأتى على خلفية مزاعم أن الكنيسة تخفى ما اسماه المتشددين أسيرات مسلمات اسلمن قاصدين بذلك"وفاء قسطنطين"و"كامليا شحاتة"زوجات الكهنة وتبعًا لذلك اندلعت المظاهرات من اكبر مساجد مصر قاطبة مثل مسجد النور بـ"العباسية" ومسجد الفتح بـ"ميدان رمسيس" ومسجد عمرو بن العاص بـ"مصر القديمة" ومن مساجد كبرى عواصم المحافظات مثل مسجد القائد إبراهيم بـ"الإسكندرية"ومن مساجد"السويس" و"طنطا"يرددون " وا إسلاماه " " شنودة الكافر النجس والنصاره الكفار اختطفا البنات المسلمين " وبيشوي الخنزير ....إلى آخر تلك للسفاهات والبذاءات وعلى مرأى ومسمع من قيادات أمنية كبيرة، بل امتدت يد المتطرفين لتحرق صور البابا وأخرى لترشقها بالأحذية، وقد تناقلت وسائل الإعلام على مستوى العالم بالصوت والصورة تلك الهجمات الشرسة والتي للأسف قادها دعاه وعلماء معروفين ومشهورين، وللأسف الكبير أن تلك المظاهرات قد اندلعت من مساجد كبيرة تحت إشراف وزارة الأوقاف، وللأسف الأكبر إننا قد اتصلنا آنذاك بقيادات أمنية رفيعة المستوى بغية وقف هذه الحملة الشرسة، وحذرناها من مغبة ومن نتائج هذه المظاهرات، ولكن يبدو  أن وزارة الداخلية كانت لها رؤية أخرى ولم تمضى أيام قليلة عن اندلاع هذه المظاهرات إلا وان أصدرت القاعدة تهديداتها للكنيسة والذي جاء متفقة وسياق  تلك المظاهرات .

 الأمر الثاني ما هي رؤيتنا من تلك التهديدات ؟هناك سيناريوهات ورؤى  أدلى بها مثقفون وكبار رجال الأمن السابقين، فالبعض يرى أن كل ذلك مجرد شو إعلامي والآخر يؤكد لا توجد فروع لتنظيم القاعدة في مصر، وثالث يؤكد أيضًا أن يد الأمن في مصر قابضة ومسيطرة على كل الأمور . وأيًا كانت تلك السيناريوهات المطروحة  إلا إنني أرى  وبحق انه يجب أن تأخذ تهديدات القاعدة على مأخذ الجد وليس بتلك النظرة الهزلية أو الإعلامية وذلك للأسباب الآتية :
1- إن تنظيم القاعدة نفذ فعلا منذ أيام عملية كنيسة سيدة النجاة في"بغداد"والتي راح ضحاياها ثلاثة وخمسون شهيدًا مسيحيًا واثنان من رجال الكهنة .
2-    إن تنظيم القاعدة نفذ عمليات دموية رهيبة في معظم مدن وقرى دولة"العراق" .
3- إن تنظيم القاعدة بعملياته في حادث الحادي من سبتمبر 2001 بـ"الولايات المتحدة الأمريكية" دفع أمريكا لتكون أكثر الدول تعقيًدا في الإجراءات الأمنية.
4-    إن تنظيم القاعدة نفذ عمليات في"انجلترا"ا و"اسبانيا" بل في"السعودية"نفسها .

إذن لا ينبغي أن تأخذ تهديدات القاعدة على مأخذ الشو الإعلامي أو استعراض العضلات.
-   صحيح إننا لدينا جهاز أمنى قوى، ومشهود له في العالم كله، لكن يجب أن يستدبعه احتياطات ليس على مستوى الأقباط على مستوى  فحسب بل على مستوى البلاد بأكملها،  ويجب أن نفطن انه يمكن لبعض الجماعات المتطرفة في"مصر"أن تستغل تهديد القاعدة وتقوم بعمليات انتقامية وتنسبها إلى القاعدة .

 ثم نصل إلى النقطة الأخيرة والتي قبل أن ابدأها  أرى انه من  واجبي أن أشيد بالعالم الجليل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، إذ وكان يعالج في العاصمة الفرنسية"باريس"لم ينس إخوته  المسيحيين، قائلاً إن أي اعتداء على الأقباط  أو كنائسهم هو اعتداء على المسلمين، ومساجدهم، وفى هذا السياق أيضًا أعرب الدكتور/محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور / عبد المعطى بيومي والأستاذة الكبيرة / أمنة نصير وكثير من علماء المسلمين، بتضامنهم مع المسيحيين مطالبين بحماية كنائسهم وان أي آذى يصيبهم يكون قد أصاب المسلمين, وعبر كثير من رجال الفكر والثقافة والفن عن ضرورة تماسك أبناء الوطن الواحد، إذ نختلف كثيرًا ويحتد خلافنا ولكن داخل بيتنا فإذا هبت العاصفة وقفنا جميعًا لصدها ناسين خلافنا او اختلافاتنا، ولكن يبقى السؤال الهام والاهم وهو من الذي ينبغي أن نحاسبه ومن الذي صدر مشاكلنا للقاعدة التي  بدورها هددت الأقباط في كنائسهم وأديرتهم؟.

إن الذي يهدد امن مصر الحقيقي هم الذين يصدرون مشاكلنا لتلك التنظيمات الإرهابية فإلى متى لا يمتد إليهم سيف القانون؟! . ..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :