الأقباط متحدون | أسامة بن لادن.. إله التكفير في الشرق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٤ | الجمعة ٥ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٦ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أسامة بن لادن.. إله التكفير في الشرق

الجمعة ٥ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

كتب : عوض بسيط
لا أعلم تحديدًا لماذا يرتبط عيد الحب باللون الأحمر! قلوب حمراء، "دباديب" حمراء، ملابس حمراء.. كلها إشارات للحب إلا عند آلهة التكفير، فهي رموز للفسق والانحلال، أما الحب فيساوي الدم الأحمر! يُراق مرضاة لله.. وأمير التنظيم!
بينما يتربع زعيم "القاعدة" -أسامة بن لادن- على رأس قائمة المطلوبين في أمريكا، يتربع كذلك على عرش قلوب الملايين بالشرق؛ يراه البعض زعيمًا روحيًا.. "والله إني أشهد أن أسامة ولي من أولياء الله يدب على الأرض، والله لو لم يكن لله ولي في هذه الدينا إلا شخص واحد لظننت أنه أسامة بن لادن".. عبد الله عزام -أحد مؤسسي حركة حماس .
ويراه آخرون مجاهدًا ينفذ تعاليم الله.. "جازا الله"أسامة"خيرًا فقد كان حقاًً يطبق الجهاد، كما أُمر من الكتاب والسنة بارك الله في عُمْرِهِ".. "عمر عبد الرحمن"- المتهم الرئيسي في تفجيرات نيويورك 1993.
"الشيخ"أسامة"هبة من الله عز وجل وهبها الله للجهاد الأفغاني انه حقاً أمير المجاهدين".. قلب الدین حکمتیار- زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني.
.. ولكن الأخطر أن يراه الكثيرون من أهل الشرق بطلاً قوميًا ينصر الإسلام، أو بطلاً عربيًا ينتصر للعروبة.. أن يراه جارك الطيب رمزًا للكفاح ضد أمريكا الكافرة، تلك هي المأساة .
...

صدر البيان الجديد لتنظيم "دولة العراق الإسلامية"؛ الذي يعلن انتهاء مهلة الساعات الثماني والأربعين، واستهداف كل ما ومن هو "نصراني" على وجه الأرض، وفي نفس الوقت يذكر بفخر كيف استطاع خمسة من "المجاهدين" قتل العشرات من قوات "المرتدين"، ويفاخر بكيف تناثرت أشلاء الكفار، بينما نال "جند الله" الشهادة، بأحزمتهم الناسفة!
الأخطر من البيان هو تعليقات "المجاهدين" من زوار الموقع التي جاءت على شاكلة: "الْلَّهُمَّ أحْفَظْ أُسَامَةَ وَجُنِّدَ أُسَامَةَ وَمِنْ شَايَعَ أُسَامَةَ"، "الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.. اللهم أحفظهم وأيدهم بنصرك يا رب العالمين"، "اللهم انصر دولة الإسلام في العراق، اللهم اجعلنا من جنود هذه الدولة، اللهم انصر شيخنا وحبيبنا وأميرنا أسامة بن لادن أينما كان".
أما رأي بعض المثقفين في "بن لادن" فيحدثنا عنه الدكتور"سيد القمني"في كتابه "شكرًا بن لادن" بجرأته المعتادة الصادمة: "المريب في عقول مثقفينا أنهم لم يجرموا بن لادن بقدر ما جرموا أمريكا التي دفعت جماعاتنا المسلحة لما فعلت، وازداد احتجاجهم وتجريمهم لها عندما تسببت حملتها على الإرهاب في مقتل بعضنا، أما قتلاهم على أيدي بعضنا فلا تتضح فيها الرؤية، مع انصرافنا لشرح الأسباب وتوضيح الدوافع وتبرير الحدث، وهو كله ما يعني ببساطة تسويغ القتل".
أما موقف الإخوان المسلمين من تنظيم القاعدة فيتنوع بين رفض تهديدات القاعدة لأقباط مصر وبين تصريحات مرشدهم السابق –مهدي عاكف- عن"بن لادن"من عامين تثير الريبة، فقد صرح لـ "إيلاف" أنه يعتبر"بن لادن"مجاهدًا لا يشك في صدقه وجهاده في سبيل الله ضد الاحتلال، مع رفضه العمليات ضد الشعوب.
بالنظر لأيديولوجية"أسامة بن لادن"التي تقسم العالم إلى فسطاطين (قسمين)؛ "فسطاط حرب" حيث الكفار من اليهود والمسيحيين والمسلمين غير السنة، والمسلمين السنة الغير مؤمنين بتفسيرات الجهاد، بينما "فسطاط السلام" يقتصر على تطبيق الشريعة وانتهاج الخلافة الإسلامية في الحكم، نجد أن مبدأ الجهاد ضد الكفار متاح بل فريضة لا تفرق بين عسكري ومدني طالما يقع في فسطاط الحرب، ومن هنا بوركت العمليات ضد المدنيين وأشهرها عملية الحادي عشر من سبتمبر 2001، عندما هاجمت القاعدة برجي مبنى التجارة العالمي في"نيويورك"، ومبنى البنتاجون مستخدمة طائرات ركاب مدنية، ومن قبلها أحداث تفجير السفارات الأمريكية في 1998 في"تنزانيا"والذي راح ضحيته 213، وكينيا حيث قُتل 12.
...
السؤال الذي طُرح كثيرًا هو: هل مازال"بن لادن"على قيد الحياة؟ هل يحتمل أن يكون قد قُتل في إحدى الغارات الأمريكية على كهوف"أفغانستان"؟ هل كان مريضًا بالفشل الكلوي وأودى المرض بحياته؟
لا أعتقد أن موت"بن لادن"يُثلج صدر الكثيرين، فالرجل تحول من إرهابي إلى رمز للجهاد.. من زعيم تنظيم إلى إله التكفير في الشرق.. يتبعه الكثيرون، ويصلي بمحراب فكره الدموي الآلاف.. ليموت"بن لادن"لابد من وأد فكره أولاً، من نشر ثقافة مغايرة، من استبدال أيديولوجية التكفير، بفقه التفكير.. فهل يموت"بن لادن"؟!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :