الأقباط متحدون | طريقنا للعمل والنهوض
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:١٤ | السبت ٦ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٧ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

طريقنا للعمل والنهوض

السبت ٦ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي
النجاح الروحي أساس لكل نجاح
إن الإنسان الروحي يستمد من علاقته بالله، النجاح في كل عمل صالح "لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح (2تي 1 : 7). ونحن نثق أن إله السماء يعطينا النجاح، وخاصةً في حياتنا الروحية؛ لأنه "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه".

ونحن نتعلم من أخطائنا- سواء في طريقنا الروحي أو في حياتنا العملية- والله يغفر لنا خطايانا ولا يعود يذكرها، وهو يحبنا رغم ضعفاتنا وتقصيرنا، ويريد منا أن نكون ناجحين في حياتنا العملية والروحية، وفي علاقاتنا. ويستطيع أن يقودنا في موكب نصرته ويهدي ارجلنا في طريق السلام.

فلكل نفس طفل أو شاب أو كهل، رجل او امرأة نقول: ثق في الله. الله إلهنا حي وقوي، ويستطيع أن يقوينا في الضعف "يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يُكثر شدة" (أش 40 : 29). وهو إله الرجاء، وإله الضعفاء، فيه يقول الضعيف "بطل أنا"؛ "لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو 19 : 10). لقد بحث عن الشعب في العبودية وخلَّصه وحرَّره منها، وهو قادر أن يقودنا في برية هذا العالم ومتاعبه لنصل والسفينة إلي بر الأمان. وبحث عن السامرية وقادها إلي التوبة دون أن تطلب، واستطاع أن يحرّر "زكا العشار" من محبته للمال، و"شاول" من تعصبه الأعمي، وحوَّله إلي إناء مختار للكرازة باسمه أمام ملوك وأمم وبني "إسرائيل". وهو الذي جاء ليخلصنا من العبودية للشيطان، والخوف والضعف. وهو هو أمس واليوم وإلي الأبد. ثق فيه فهو اختار فقراء العالم والضعفاء: اسمعوا يا إخوتي الأحباء، أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه" (يع 2 : 5)، "بل اختار الله جهَّال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء، واختار الله أدنياء العالم والمُزدَرى وغير الموجود ليبطل الموجود" (1كو 1 : 27-28). إن إلهنا ليس لديه مستحيل، ويعمل ويبارك في القليل؛ فثقوا في قدرته وسط الضيق والظلمة والاضطهاد..

نحن نُعد أنفسنا لنكون شهود أمناء لله. وهو قادر أن يقودنا في موكب نصرته. ثق في نفسك.. لنثق في قدراتنا وامكانياتنا وما لدينا من طاقات وقدرات، ولنطرح عنا كل ثقل الخطية، وكل تكبر، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. ناظرين إلي رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع؛ حتي لو فشلنا مرة ومرات، فما الطريق إلي النجاح إلا سلسلة من التجارب الفاشلة التي نتعلم منها لنصل إلي النجاح. فلا نيأس، بل نلقي علي الله رجائنا وثقتنا فيه "وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان، لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" (رو 15 : 13).

وفي كل يوم جديد فرصة جديدة للعمل والعطاء والنجاح. فلماذا ننظر إلي العقبات والإخفاقات في حياتنا، ولا ننظر إلي الأسلحة الروحية المعطاة لنا من الله "أخيرًا يا إخوتي، تقووا في الرب وفي شدة قوته" (أف 6 : 10). هومعين لمن ليس له معين، ورجاء لمن ليس له رجاء "يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة" (اش 40 : 29).

الطبيعة تعلمنا
إننا ننظر في الخريف إلى كثير من الأشجار، ونراها يابسة جرداء، وكأن الموت قد دبّ فيها. ويأتي الربيع، وتبدء هذه الأشجار تلبس ثوبًا جديدًا من الجمال والبهاء "الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مز 92 : 12). ونحن نثق في الله الذي يستطيع أن يجدِّد شبابنا "وأما منتظروا الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (أش 40 : 31).

ابدأ وسيعمل الله بك
لا تتكاسل إذًا في العمل. وقل لا لليأس والفشل. وجاهد الجهاد الحسن. وثق في الله، وفي قدرته أن يشفي أمراض نفسك، ويمنحك القدرة علي العمل والنجاح، وهو قوتنا كلنا وحياتنا ورجائنا وقيامتنا كلنا. ولا تستسلم للفشل، بل ليكن لك أمل في الله. وقل مع "بولس الرسول": "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني} (في 4 : 13). فكل شئ مستطاع للمؤمن.

وثق أن اليوم الجديد يعني لك فرصة للنجاح والعمل والأمل والمستقبل الناجح، فقد جاء الرب يسوع المسيح متجسدًا ليهبنا حياة أفضل. وهو قادر أن يخلِّصك من السلبية والكسل والحزن والكأبة والضعف، ويعمل معك عجائب. صل بايمان وثقة.. صل كل يوم، وفي كل ساعة، رافعًا قلبك وفكرك للسماء. وإن نظرت إلى ماضيك، فوجدته ملئ بالفشل، وحاضرك فرأيته ملبَّدًا بالغيوم والحزن، فانظر إلي السماء؛ فستجد الراحة لنفسك المتعبة.
الله يعالج جراح الماضي، ويغفر خطاياه، ويعلّمنا من أخطائه، ويعالج الحاضر، وما فيه من صعوبات قادر أن يذلِّلها ويذيلها، وقادر أن يجعل لنا المستقبل السعيد، ويهبنا الأبدية الصالحة.
 
ثق في الله ومحبته وعطائه، واثبت فيه لتأتي بثمر كثير "أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام. كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه، وكل ما يأتي بثمر ينقيِّه ليأتي بثمر أكثر. أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. اثبتوا فيّ وأنا فيكم. كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فىّ" (يو 1:5-4).

ثق أن الله يريدك مثمرًا فيه من أجل اسمه القدوس الذي دُعي علينا. صل إذن، وقل لله: اشترك يارب معي في كل عمل صالح. إلهي إني أثق فيك وأسير معك الطريق كله، خذ بيدي وقدني كما تشاء، وصيِّرني علي صورتك وشبهك، لا تتركني وحدي أسير وراء ميولي لئلا أتورط، بل انقذ من الحفرة نفسي، ومن الهاوية حياتي؛ لأنك أنت هو الرب إلهي. إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون، إن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلاً يسهر الحارس. إني أثق فيك وفي شدة قوتك، وفي حسن رعايتك. يالهي، قدني في حياتي الروحية والعملية، وقويني وهبني الأمل وسط الضياع والتيه والفشل لأنهض من جديد، وأكون كما تريد. ولا يذيدني الفشل إلا إصرارًا علي العمل والنجاح. إلهي، إني أثق فيك. ربي، أنت العامل معي، وقائدي في طريق النجاح.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :