الأقباط متحدون | أمن مصر القومى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:١٠ | الأحد ٧ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٨بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أمن مصر القومى

الأحد ٧ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض
    بتجربة الحياة على أرض وادى النيل, ان شعب مصر يتميز بأنه يقف صفا واحدا عند حدوث أى إعتداء خارجى على أى بقعة من بلدنا , وكلنا ثقة بالمعايشة أنه لو حدث إعتداء غادر على كنائسنا فى مصر , ستجد المسلمين قبل المسيحيين يتصدون لجيوش الغدر والإرهاب , ومهما كان تحت مسميات أو دعاوى إسلامية, هذا أمر لاشك فيه.

  وإذا قلنا حسب المثل لقد هبت الرياح على غير ماتشتهى السفن , يكون مثلا مغلوطا فى حالتنا فى مصر , فالسفينة المصرية تعانى منذ زمن من رياح وعواصف طائفية ومحقنة من السلفيين , ومعبأة بأفكار وعقائد الوهابيين , والمعنى المقصود مايحدث حاليا ومنذ شهور حول الشحن والدفع ورفع شرارات الأحتقان الطائفى , ويقودها رموز لها ثقلها فى الشارع المصرى أمثال الدكتور سليم العوا والمستشار طارق البشرى ومن هم خلفهم, أقول أن ماحدث فى الإعتداء الغاشم على مسيحى العراق , وإدخال كنائس مصر القبطية وقياداتها فى ملف هؤلاء الإرهابيين , له تشجيع داخلى من بين صفوف المصريين , وخصوصا المشحونين أولا بأفكار ووصايا سيد قطب , وثانيا بواقى رعايا الفريضة الغائبة , والتى يشارك زعيمها الحالى القيادة فى منظمة القاعدة وأقصد الظواهرى , ومن معه من مصريين , فكان من ضمن المشاركين فى العملية الوحشية فى كنيسة سيدة النجاة , أثنين من المصريين وجدت جوازات سفرهم بعد قتلهم على أرضية المذبحة.

    ان أمن مصر أمر قومى , يعنى كل فرد على أرضها , ولا يشغل بال الأقباط فقط ولكنه له أولوية فى المقام الأول الآن قبل أية تحديات أخرى , لأن مصر بلد كبير , ذو حضارة عريقة منبثقة عن شعب عظيم قوى متحضر صاحب صرح حضارى له سمعته فى كل أنحاء العالم , شعب يتمتع بأصالة تجرى فى عروقه, لن تهزه أى تهديدات ولن ينصاع لهذه التيارات التى تهب فى أجوائه هذه الأيام, وليس أدل على ذلك من وقوف الأزهر قبل الكنيسة وكل قيادات الدولة التفوا معا يدا واحدة لرفض هذه التهديدات , وعلى الفور ألتف الأمن حول دور الكنائس وبيوت الله. وهذه هى أنشودة وحدة مصر الوطنية على مر العصور , تنسى الخلاف والمتلاف وتتماسك ضد أى  غادر يفكر فى الإعتداء على تراب مصر , ولو حتى كان تحت إسم الإسلام أو المسيحية.

وضع تنظيم أمن مصر القومى كأولوية أولى ومهمة عاجلة , ينبع من عدة عوامل يجب وضعها فى الإعتبار :

 أولا: الكثافة السكانية , فنحن بلد كبير طولا وعرضا ومترامى الأطراف , وسكانه يفوق عددهم عن الثمانين مليون على نفس بقعة الأرض التى كان يشغلها أقل من 30 مليون عام 52 مثلا, وفى وسط هذا الزحام السكانى فأن تنظيم أمنه واجب ضرورى وأمر فى غاية الأهمية.

ثانيا: التيارات الدينية ,أو مايسمونة الخطاب الدينى ,  سواء كانت إسلامية – سنية وشيعية , سلفية , وهابية , أو مسيحية أرثوذكسية وكاثوليكية وإنجيلية , طوائف وملل , لأن موقع مصر المتميز وسط القارات , جلب عليها كل تيارات التدين والفلسفات من كل أنحاء العالم , وهذا ليس أمرا رديا , ولكن قد يستخدم كشرارة للألتهاب والحرق يوما ما.

ثالثا : مشاكل الفقر والمعاناة: وهذا وحده عامل يهد الجبال لأنه قد يستغل فى إشعال ثورات وموجات تدميرية , والجائع دائما يهيم مع تيارات تشبعة جسديا ونفسيا , والمثل المصرى المعروف يقول" لو جالك الطوفان حط إبنك تحت رجليك" الى هذا الحد تصل التضحية  بالنسبة لنجاة إنسان من الغرق , والمجتمع يعيش فى طوفان الغلاء والإثراء , الفقر المدقع والغنى الفاحش,  فى تناقض حياتى من أعجب مايكون , وكل هذه عوامل مثيرة للزوابع والأعاصير فى كل المجتمعات المدنية قبل الدينية.

رابعا : التخبط السياسى : فالشعب يعيش وسط أجواء سياسية وتنظيم دولة غير واضح المعالم , والصراع الذى خلقه عدم الهوية السياسية جعل الضغوط على فكر الفرد حالة مرضية , فليس عنده أى إجابة لسؤال يطرحة لمعرفة هويته , هل نعيش فى حرية حقيقية , او نعيش تحت حالة طوارئ , الناس تهيم متخبطة لا يريحها إلا اللجوء لمسكنات تريحهم , وتفجر فيهم نكات تنسيهم الهم والمرار الذى يعيشون فيه , وهو أمر خطير من السهل على أى  تنظيمات فاسدة أن تستغله لمصلحتها وتضرب به كل مؤسسات الدولة من أجل إسقاطها.

      ويمكن أن توضع تفصيلات عديدة وإدخالات متنوعة على هذه العوامل السابقة , والنتيجة أننا نعيش فى مجتمع متغير , تقصف به الرياح حيثما تشاء , ولكنه حقيقة  محكوم بقيود بوليسية من كل جانب , وتحت قبضه حديدية صعب الإنفلات منها,  الصراع الداخلى والنفسى والتناقض الإجتماعى واللغو السياسى , كل ذلك من السهل إختراقة , ومن السهل إحراقه.

   وفى الفترة الماضية إتخذت الدولة عدة قرارات وإجراءات أثرت فى تهدئة الإشتعال الطائفى مثل إيقاف القنوات الفضائية الدينية التى ألهبت مشاعر الناس وحولتهم الى دمى يهزون برؤوسهم لما يسمعون من فتاوى وتفسيرات , وعلينا نحن الأقباط ان نساير هذه الخطوات , وقداسة البابا شنودة المعروف بحكمته ووعيه الراقى قادر أن ينظم ويحرر القنوات القبطية من أى محاولات للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين , لأننا نرغب جميعنا فى تقنين عقوبات على من يبث الكراهية الدينية , وأنا شخصيا لى رأى فى ظهور آبائنا الكهنة فى وسائل الإعلام بنوعياتها المقروءة أو المسموعة أو قنوات التلفزيون , أنت ياأبى عندما رسمت كاهنا سميت بكاهن الله العلى , راعيا مسئولا عن رعية شعب وخدمة مذبح , فمن أين لك الوقت لتكتب مقال يوميا  أو تظهر على شاشات التلفزيون وعندك رعية تترك مسيحها من أجل لقمة عيش تسد بها جوعها الجسدى , او أم تعيش فى فقر لا تعرف كيف تربى أولادها , وكل هذة المشاكل , وتجد صور الكهنة والأساقفة تملئ صفحات الجرائد والمواقع وقنوات الفضاء , هذا أمر يجب وقفة فى أقرب وقت , فالكاهن مقرة هو بيت الله وبيوت الرعية.

      والدولة ومعها مؤسساتها ومن نقابة الصحفيين والمحاميين  ومن أحزاب وقيادات عليها واجب وطنى لرسم خطوط الحرية الصحفية وحرية التعبير وتقنين الخوارج والمنشطات للطائفية , ومصر بها العقول الواعية القادرة على وضع النقط فوق الحروف لكل هذه المسائل.
 ومن جهة ممثلى الشعب فى القنواة السياسية والتشريعية عليها بإتخاذ  الخطوات السريعة وإصدار القوانين غاية فى الأهمية مثل – تقنين جرائم الكراهية الدينية , تقنين عقوبات لمن يهاجم الأديان ويزدرى بها, - قانون دور العبادة , - قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين .

   ونعود لنقطة البدأ وهى أمن الدولة القومى والذى هو مسئولية كل فرد على أرض مصر وخارجها , ولكننى أقصد هنا فى المقام الأول أن يكون للدولة تنظيم عملى للأمن القومى الذى هو ليس الشرطة , وليس القوات المسلحة , وليس أيضا المخابرات العسكرية ,
1- وما أقترحة هو على غرار التنظيم الذى أنشأة الرئيس جورج بوش على أثر العملية الإرهابية فى سبتمبر 2001 , وهو إنشاء وزارة مهمتها حماية  ألأمن القومى لمصر
وتكون لها قواتها الخاصة والمتخصصة فى مقاومة الإرهاب والإرهابيين وتزود بأحدث التكنولولجيا فى هذا المجال , ويكون لها فروع فى كل أنحاء مصر , وأقول مرة أخرى ليست قوات بوليسية بل قوات أمن قومى ,   (Home Land Security)
ويمكن طبعا الإستفادة من هذا التنظيم الموجود فى كل دول العالم حاليا.

2- إنشاء الحرس الوطنى المصرى      
( National Guards)
وهى أيضا ليست قوات ميليشيات كالتى أنشأت أيام الإعتداء الثلاثى على مصر عام  56 , ولكن قوات عسكرية  منظمة تابعة للقوات المسلحة المصرية , قيادة فرعي تابعة لوزيرالدفاع  ولرئيس أركان القوات المسلحة تكون لها معسكرات فى جميع المحافظات ويتوفر لها العدة والعتاد لمواجهة عمليات طارئة تهدد أمن مصر الداخلى  والتصدى لها فى الوقت السريع ,وتستخدم فى الإنقاذ فى حالات الكواث وغيرة,  وهو التنظيم  المعمول به فى الولايات المتحدة الأمريكية.
  أمن مصر القومى يخصنا جميعا شعب ودولة ,
 وعلينا أن نردد مع المرتل " إن لم يحرس الرب المدينة فباطلا يتعب الحراس"  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :