الأقباط متحدون | هل من إعتذارات في اليوم الأول من أبريل؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥٦ | الجمعة ١ ابريل ٢٠١٦ | ٢٣برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٨٥ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل من إعتذارات في اليوم الأول من أبريل؟!

الجمعة ١ ابريل ٢٠١٦ - ٠٣: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عـادل عطيـة
   هل من إعتذار إلى شهر أبريل، مرتين: مرة إلى اسمه الذي يعني التفتح؛ لأننا بدلاً من التأمل في عودة الحياة إلى الطبيعة، نرجع بإرادة كذبنا إلى طبيعة الموت. ومرة أخرى إلى الفاتح من أيامه؛ لأننا اتهمنا اياه بيوم الكذب، بينما نحن الذين نُحضّر له بالأكاذيب، ونكذب فيه بصدق؟!..

   وهل من إعتذار إلى الزمن على اتهامنا اياه بالزمن الرديء؛ لأننا نحن الذين نصنع الرداءة في كل ثوانيه، ودقائقه، وساعاته المباركة؟!..

   وهل من إعتذار إلى التاريخ، الذي وصمناه بأنه مجموعة أكاذيب خادعة، بينما نحن الذين نكتبه بمداد مشاعرنا المريضة، وآرائنا المغرضة؟!..

   وهل من إعتذار عن بدعة: الكذب الأبيض، والكذب الطاريء؛ لأن تلوين الشيء لا يلغي صفته، والفضيلة لا تقاس بمقياس النفع والضر، والشر لا يخدم الخير، والظلام لا يخدم النور؟!

   وهل من إعتذار عن اكذوبة الجهاد في سبيل الله؛ لأننا نجاهد في سبيل القبلية، والطائفية، والسلطة، والمنزلة الدنيويّة؟!..

   وهل من إعتذار عن اكذوبة القتل الحلال؛ لأننا لسنا الله، ولسنا رسل، ولسنا قضاة على كرسي المحاكمة؟!..

   وهل من إعتذار عن أكذوبة أن الصواب والخطأ، والصالح والطالح، كلها أمور نسبية؛ لكن هذا التفكير هو خرافة؛ فالصواب والخطأ ليست موضوعات قابلة للمفاوضة والمساومة؟!..

   وهل من إعتذار عن اكذوبة أن الله ما هو إلا شرطي كوني، يُفسد البهجة عند البشر، وعلى النقيض من ذلك نتصور الشيطان كصديق لنا، محب للتسلية والمتعة؛ فالله يريدنا أن نتمتع بالحياة في اسمى معانيها النبيلة، بينما الشيطان يستغل لهونا ومتعتنا في سرقتنا، وتحطيمنا، وقتلنا؟!..
   وهل من إعتذار عن اكذوبة أن الكتب السماوية، يمكن أن تُزوّر وتُحرّف، وتتغير وتتبدّل؛ لأنه اتهام آثم لله بأنه غير قادر على الحفاظ على كلمته المقدسة؛ ليجريها بين الناس؟!..

   أم نظل سائرين على مزالق مفروشة بورود الوعود الكاذبة، ورياحين التحيات الجوفاء، وازهار المداهنات الملقة؛ فيصير لنا المر حلواً، والحلو مراً، ويصبح لدينا الظلام نوراً، والنور ظلاماً، ويمسى في نظرنا الباطل حقاً، والحق باطلاً؟!..

   وإذا ما اكتشفنا أن حبل الكذب قصير لا يجدي فتيلاً؛ فهل سنكون قادرين على الإعتذار عن اكاذيبنا، أم سيكون تقديم إعتذارنا هو الحقيقة الوحيدة، التي نقدمها بعد انتهاء فاعلية الاكذوبة؟!..

   وهل إذا ما وصلنا إلى يقين الحق، وطرحنا الأكاذيب أرضاً، يكون اعتذارنا كاملاً، أم نفعل مثلما فعل اخوة يوسف الصّديق، فقد اعتذروا إلى أخيهم، ولم يعتذروا إلى الذئب البرئ؟!...
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :