نوبة صحيــان 2
ليس كل مسلم إرهابي، ولكن،.....
بقلم: د. ميشيل فهمي
جــاء الجزء الأول في صحيح توقيته ، وكأن بروجي الدولة عزف نوبة صحيان ونوبة يقظــان ، في نفس التوقيت لِما يحدث بالوطن من شحن طائفي وتفكيك لمصر وطمس للهوية المصرية ، لكن نوبة الصحيان هذه وصلت لآذان العالـــــم ...لأن من يدعون التدين بالدين الإســلامي هزوا العالم أجمع ، بانتهاكهم لإنسانيته وهدمهم للمبادئ الأخلاقية التي أسسها الإنسان من القِدّم...الخ ، وعلي ضــوء ما حدث في العراق، نســتكمل :
تلبدت ســماء البشرية والإنسانية بغيوم الحقد والكراهية والبُغضة ، بطريقة لم تحدث إلا في القرون الأولي من عمــر البشرية والتي كانت لا تعرف أي حضارة علي الإطلاق، وذلك بالاعتداء الأثيــم علي مكان مقدس يقوم من فيه بالاتصــال بالله, عن طريق وسيلة الاتصال الوحيدة والمعترف بها من جميع الأديان ، ألا وهي ...الصـــلاة .
وذلك بالمذبحة الدموية والمجزرة الغير مسبوقة لأُناس واقفين بين يدي الله داخل كنيسة (( سيدة النجــاة )) بـ"بغداد" العراق، أثنــاء خدمة القداس الإلهي بها، وقام بهذه العمليــة جماعة تُدعــي (( دولة العراق الإســـلامي))، التي أعلنت مسؤوليتها عن تلك المذبحة الوحشية في بيان رسمي لها، ضمن ما جاء فيه بالنص (( صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر نجس من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرًا لحرب دين الإسلام وأرصادًا لمن حاربه ))....ما جاء بهذا البيان الإجرامي لهو الإفك بعينه والكذب القراح نفسه ، فمتى وأين وكيف قام نصارى العــراق بالحــرب علي دين الإســلام بالعراق ؟، وثاني دليل علي الإفك والكذب أنهم عللــــــوا سبب مذبحتهم هذه بأنها إنذار لقيادات الكنيسة والكنائس القبطية في"مصـــــــر"! ! ! وهل مسيحيي"العراق"تحت رعاية الكنيسة القبطية بـ"مصر"؟، أم هل مسيحيي"العراق"من رعايا جمهورية"مصــر"المحروســة ؟
جريمة مٌروعــة وبشعة ..لا يقدر علي تنفيذهــا أو حتى مجرد التفكير فيها والتخطيــط لها، لا القردة ولا الخنازيــر ولا حتى الجُبَنــاء منهم، بل هي مذبحــة يستنكرها الأبالسة والشياطين، وتقشعر لها أبدان الوحوش ببراري الدنيا جمعــاء .
لكن ما يجب الانتباه إلية وبشدة في هذا السياق، هو أنه من ضمن أسباب هذا الاعتداء... الذي أسفر عن استشهاد لــ52 شهيدًا من المسيحيين ، ضمنهم قسيسان وأطفال عمر 3 أشهر و4 سنوات، وأمهات، وأسر مسيحية بكاملها ...حيث أن السبب هو قمة العبثيــة واللامعقوليــة ..، هذا السبب لهذه المذبحة البشعة المروعة، هو إنـــذار لأقبــاط"مصر"ورئاســة الكنيسة بها لاستعادة زوجتان أســلمتا – وهمـــــــــــــًـــا – وتحتجزهما رئاسة الكنيسة القبطية بـ"مصر" .....وللتدليل علي عبثية هذا السبب ولامعقوليته ...فهو تمامًا كأن يقوم تنظيم القاعدة البربري بمهاجمة"الصومــال"والتدمير بها وقتل مواطنيها ..لإنذار"إســرائيل"بالويل والثبور وعظائــم الأمــور ...
وقد سبق هذا الانفجار اللاإنساني والخسيس في تفكيره وتنفيذه، انفجار إعلامي فضائي، مهد وأعد وحفز علي هذا الانفجار للمصلين داخل الكنيسة بـ"بغداد" وغيره من أعمال الاســـتعداء علي المسيحية والمسيحيين في البلدان العربية والعالم كله ، حيث امتلآ الفضاء الإعلامي بالعشرات من القنوات التليفزيونية التي لا تخضع لأي معيار أخلاقي ..أو ديني.. أو حتى عقلي، بل هي في سُعـــار تهييجي علي الغرب والمسيحيين في العالم أجمع واليهود ..والي كل ما هو غير إســلامي، وكان اعتمادها الأساسي علي الإثــارة ودغدغة المشاعر الدينية، وتحفيز وتوجيه عقليات الجماهير الشعبية الإســلامية في"مصــر"( التي كانت محروسة )، وتشكيل سلوكياتها باستدعاء الأحاسيس الجهادية السلفية لشن الحــروب علي المسيحية ورموزها وكنائسها، من ذبح ونحر وتفجير أتباعها إلي هدم كنائسهم وحرق ممتلكاتهم .. وحتى التشكيك في عقائدهم
....كان بطلها الأوحــد حضرة صاحب الفضيلة العالــم الإســلامي الكبير الدكتور"سليم العـــوا"، الذي بث فحيح سمومه من جحــري قناتي (الجزيرة، والجزيرة مباشر) بعد أن طالت ( نوبة الصحيان المصرية ) قنوات فضائية جهادية وأغلقتها، وسبق التمهيد لبطولة"العوا"الإسلامية السلفية البدوية الصحراوية، مقالات تحريضية وهجومية علي الكنيسة القبطية ورئاستها، وعلي السيد المسيح والمسيحية من السادة الأفاضل العلماء الدكاترة / "محمــد عمــارة"( إثارة ) ، و"يوسف القرضاوي" و"محمد حسان" و"الزغبي"...الخ، وتم الشحن والتحفيز والإعداد لتنظيم مُظاهــرات عدائية مصاحبة لأفعال استفزازية غير مسبوقة من قبل ضد رموز المسيحية بـ"مصر"، وعن طريق تعبئة كاسيتات إســلامية سيئة السمعة يتردد فحيحها في كل ميكروباسات وتاكسيات وشبكة مواصلات"مصــر" بوجهيها البحري والقبلي ،........... وقبل أن يسمع العالم كله عن ما يٌسمي ( دولـة العراق الإســلامية ) ظهر شعارهــا مرفوعًاً بشدة بتلك التظاهــرات عند مسجد"عمرو بن العاص".
لقد انشغل الكافة بالتهديد الذي بثه تنظيم (دولة العراق الإسلامية)، ولم ينتبه الكثيرين إلي أن شعار التنظيم نفسه كان قد أٌعِــد ورفـــع وســـاد في تلك التهيجات التظاهرية ، ألم تنتبه الأجهزة الأمنية السيادية في"مصر"، والتي تعرف أرقام الرقم القومي للنمل بـ"مصر"، وألم تربــط بين تلك المظاهرات وبين تنظيم القاعدة بـ"مصر" ، بل الأدهى والأمــر والبعيــد كل البعــد عن التصديـــق أن الأمــن المصـــــــري يصدر تصاريحًا بمثل هذه المظاهــرات التي تنظمها جماعة الإخوان المسلمين، التي ما زالـــت تحدث حتى الآن ...حتى بعد أن طالت موجة الاستعداء علي المسيحية العالم أجمع ، حيث وصلت نيران وتداعيات تلك الأحداث"مصــر"وبلدان الإقليم، بل طالت العالم أجمع، ويبدو أن أجهزة الأمن المصري بكامل هيئاتها انضمت سِـــرًا لجماعة الإخوان المحظورة، وعالميـًـا صاحب تلك الأحداث موجــة هائلــة من إرسال طرود متفجرة إســلامية طالت أربعة أركان العالم ورئاساته من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، واليونــان،وإيطاليــــا ، وألمانيــا ....فماذا يريدون هؤلاء السفهاء والمجانين بالإســلام أولاً، وبالبشرية كلها ثانيــاً ......فبأعمالهم هذه وأقوالهم تلك وزعماؤهم الجهاديين هؤلاء... ما هم إلا أعدي أعــداء الإســلام، وأعدي أعداء البشرية.! ! !
وقد انتبه لذلك قلعة الإسلام الوسطي بـ"مصر"المحروسة عن طريق بيان واضح وجلي صدر من الأزهر الشريف، حمل توقيع شيخه الدكتور"الطيب"، ومن قبله صدر استنكار تام وكامل من السيد رئيس الجمهورية"محمد حسني مبــارك"، استنكارًاً للجريمة وتنديدًا لها، واستنكارًا لتهديد كنائس وأقباط"مصر"
وهنــا لابد من أن يٌثَــار سؤال هام وحيوي في هذا الصــدد
لِمن يعمل هؤلاء ...
• هل يعملون لنصرة الإســلام عن طريق تنظيم القاعدة ؟ وتنظيم الإخوان المسلمين.... وحزب الله، سبحانه وتعالي الذي لا يعرف الأحزاب والتحزب؟
• أم هل يعملون لحساب تفنيد أجندات دول أجنبية بالمنطقة؟ أمثال بعض دول الخليج المتشددة إسلاميًا ...وإيــران ..الخ ، أم لصالح الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية كالموســـاد مثــلاً ؟ لأن تنظيم القاعدة الأخطبوطي بإمكانياته التدميرية الهائلة، التي طالت أكــبر دول العالم وأرجاء الدنيا كلها قتلاً وتدميرًا للمدنيين المسالمين، لم يقم بجرح إصـــبع قــدم إسرائيلي واحــــد سواء مدنيًا أم عسكريـًَـا .
إجابات هذه الأسئلة ...والتداعيــــــــــــات الخطيرة جدًا العالمية لهذه الحدث المروع والتظاهرات الإخوانية السلفية بـ"مصــر"، والتهديـــدات الأخطــر لكل ما هو مسيحي ولكل من هو مســـيحي، ومقاطعة منتجات المصانع والشركات المملوكة للمسيحيين .... سنجيب عليها في الجزء الثالث من نوبـة صحيان
والأهم إجابة ســؤال :
هل الاختيار مابين الولاء للتنظيم ( سواء قاعدي أو إخواني ) .. أو الولاء للبلد ( سواء مصر أو العراق أو لبنان ) ؟.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :