الأقباط متحدون | لؤلؤة كثيرة الثمن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٧ | الاثنين ٨ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٩بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لؤلؤة كثيرة الثمن

الاثنين ٨ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مارثا فرنسيس
أمي حقاً إمرأة فاضلة 
في محبتِها دائماً باذلة 
وفي عطائها هي مُبدعة
لم تكن  أمي تجيد القراءة خير إجادة
ولكنها في الحكمة والفهم تستحق أجمل شهادة  
لم  تقرأ أبحاث أو دراسات ،أو حتى كتب العبادة
لكنها كانت قادرة، أن تقرأ الأفكار والأحاسيس
وبكل براعة،تحاول،وتحاول أن تبدأ الحديث
دون إقحام  أو إلزام، او فضول رخيص
تجعلني أتشوق وأتشوق لأن ابدأ انا بالحديث
فأحكي لها كل ما بداخلي ، نعم كل مابداخلي
وأتعجب إنها تسمعني ، ولاتقاطعني
و بكل الحنان والحب  ، تنظر في عيني
لاتنسى حرفاً، بل تحفظ كل مابدر مني
أٌشعر بقربها بقلبها ،باهتمامها بكل ما أحكي
أين تعلًمَت كل هذا  لا أعلم لا أدري !!! ؟؟
حقاً لا أدري !! ولكني أتعجب، وأبتعد بذهني
اُفكر فيها ،  في كلامها ،في كيانها
لاتقرأ ولكنها تعرف أكثر مما تحتويه الكتب
لاتكتب ولكنها تُصلي، وتُسَبِح الله بكل القلب
كانت تسمعني وأخوتي،نتناقش ونتحاور
نتسائل عن الله ، عن الكون ، عن الإنسان
   وقد نتشاجر  ،لا بل نحن دائماً نتشاجر
    بثقة ويقين تتكلم ، فنُصغي، لِما تقول
تتكلم، وتتكلم، ونحن في تعجب!!! وفي ذهول !!!
أهذه  أمي!! ؟ أهذه  نفسها، المرأة البسيطة،الخجول !!!؟؟
 هي التي تتحدث وتبدي رأياً وفكراً  جدا ًعميقاً
أهذه أمي !!؟ التي لم تمسك بيدها أبداُ، ورقاً وقلماً
ها أنا أرى فيها المرأة التي تصمم، على المعرفة
حتى لو ضاعت منها الفرصة ،للإلتحاق بمدرسة
رأيتها تتحدى ، رأيتها تتصدى لكل فكر عتيق
لمست إصرارها  وتصميمها على التغيير ..على التخليق
ليس فقط تغيير نفسها ،بل أنها هي ،من وضعت مبدأ التغيير
وضعت أمامنا نموذج ومثال ،بكل صدق، يستحق التقدير
وعلمتنا  أن الإنسان ..أي انسان كبير كان أو صغير
              كما يشعر في نفسه هكذا يكون
  لم أفهم سألتها : أمي  ماذا تقصدين ؟؟؟
حبيبتي سيراكِ الجميع كما ترين نفسك ،وكما تريدين
        هكذا أجابت بعيون لامعة ،  وبكل ثقة و يقين 
لم أرث عن أمي مالاً أو ثروة ، لم تترك لي عقاراُ او ذهباً
لكنها ورثتَني حُب المعرفة ، والثقة بالنفس ،والإعتزاز بها
لمست فيها حب الله، فأحببته في سلوكها، وليس في كلمات لاتُحدث تغيير
علمتني أنه ليس هناك مستحيل ، وأن كل مافي الإنسان قابل للتغيير
  علمتني أن أنظر جيداً ، أين سأضع قدمي ،بثباتٍ وتأكيد
  علمتني أن أكون مُحِبة  ،رقيقة،قوية ،لكن صلبة كالحديد
                          هذه الرائعة هي أمي
محبتي الفائقة لكِ
وللجميع 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :