الأقباط متحدون | كن ما تريد لا ما يريده لك الآخرون
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٢٦ | الاربعاء ١٠ نوفمبر ٢٠١٠ | ١هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كن ما تريد لا ما يريده لك الآخرون

الاربعاء ١٠ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : عاطف الفرماوي
يولد الإنسان حاملاً جينات وراثية لم يختارها تحدد شكل جسمه لون عينية و نوع ولون شعره و طوله   ........... الخ ليس ذلك فقط بل مستوى ذكاؤه ونوع قدراته ومواهبه وميوله واتجاهاته وعاداته السلوكية وطريقته فى الأداء والتفكير .............................. الخ

وقد اكتسب الفرد كل ذلك منذ اتحاد الحيوان المنوى الذكرى ببويضة الأنثى لتكوين الجنين ذكراً

كان أو أنثى  وهذه الموروثات لا يمكن تغييرها فهى جزء لا يتجزأ من مكونات الجنين منذ نشأته ولكن مع تطور نضج الانسان جسدياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً يمتلك الفرد من الحيل الدفاعية ما يمكنه من إخفاء بعض موروثاته واستبدالها بمنظومة سلوكية أخرى تقدم شخصية مزيفة لبعض الوقت وليس كل الوقت حيث تظل القيم الوراثية مدفونة فى قاع الهو تغلى ويحاول بخارها المتصاعد دائم النشاط فى الخروج من الهو لمرحلة الأنا إلا أن الأنا العليا تتحكم فى خروج الكبوتات عموماً من الهو للأنا وقوة الأنا العليا تتغير من شخص لآخر حسب مسطرة القيم الثقافية التعليمية الاخلاقية الدينية التى يتميز بها فرد عن أخر وقد يساعد هذه العوامل المركز الاجتماعى ومستوى البيئة والظرف التاريخى للصراع الداخلى للإنسان والمناخ الاجتماعى بشكل عام الذى يعيش فيه الفرد الذى يحدد الفعل ورد الفعل . وبمعنى أخر يكتسب الفرد عادات مكتسبة من البيئة ولكنها لا تكون لها صفة الأصالة فى شخصيته ويمكن تغييرها وتعديلها أو إلغائها كلية من خلال الارشاد النفسى والاجتماعى بعد تطبيق الاختبارات واجراء الدراسات والتشخيص بالطرق العلمية ووضع خطة العلاج التى تستلزم التفاعل التام بين المرشد النفسى والاجتماعى والفرد موضوع الدراسة .

وللإختبارات النفسية والبحوث الاجتماعية من الأهمية بما تزيد عن الفحوص الطبية بل أحياناً يجب أن تسبق الفحوص الطبية لمعرفة ما إذا كان هناك علاقة بين الظروف النفسية والاجتماعية بالمرض العضوى من عدمه وهذا النظام مدرج فى أولويات المصحات والعيادات فى أوروبا وأمريكا حيث يسترشد الطبيب بتقرير الباحث النفسى والاجتماعى عند تشخيص المرض هل هو مرض وراثى من عدمه أو ناتج بتأثير البيئة والعادات السلوكية وذلك يعطى الطبيب فرصة أفضل فى تحديد خطة العلاج فقد تستلزم علاج الاسرة والنصح بتجنب عادات معينة وهكذا .

وعادة ما تكون مراحل الدراسة والتشخيص والعلاج فى مجال الحالات النفسية والاجتماعية تتسم بالمرونة والتغيير والتعديل كلما ظهرت عوامل جديدة فى الدراسة تتغير تصورات التشخيص والعلاج .

وعموماً نستطيع أن نقول أن الفرد محكوم منذ بدء تكوينه فى رحم الأم جنيناً بمكونات جسمانية وعقلية ونفسية واجتماعية معينة قبل أن يولد وهذه المكونات ركيزة أساسية فى شخصيته لا يمكن تغييرها فهى جزء لا يتجزأ من شخصيته أما العادات والميول والاتجاهات المكتسبة من البيئة فيتدخل علم النفس فى امكانية تغييرها او استبدالها بمنظومة اخرى .

وقدرة الفرد فى اخفاء ما هو وراثى لتقديم شخصية مزورة على خلاف شخصيته الحقيقية ممكن ولكنه يختلف من شخص لآخر ولكن عموما لا يستطيع الفرد أن يمارس هذا الدور كل الوقت بل بعض الوقت فقط وتغلب عليه موروثاته الأصلية .

وكما يقول المثل : تعرف فلان فيقول نعم أعرفه

فنقول له هل عاشرته فيقول لا

فنقول له اذن انت لا تعرفه

فالانسان لا يستطيع التخفى عن واقعه وصفاته الأساسية كل الوقت أو وقت طويل

ولكن ما علاقة كل ما ذكرنا بأنه يجب على الانسان أن يكون ذاته وليس ما يتمنى له الآخرون ؟

لأنه بداهة لا يستطيع الأخرون التعرف على ما فعلته الجينات الوراثية فى تشكيل الانسان وقد تنحصر نصائحهم وتوجيهاتهم من خلال تصورات عاطفية غير واقعية لا تناسب الفرد وقد تتسبب فى اضرار نفسية وعقلية للفرد وتحقق له التعاسة بدلا من السعادة وتكون سبباً فى تدميره .

ولكن قد يستطيع الانسان التعرف على امكانياته ومواهبه وقدراته بنفسه وأحيانا يحتاج الى متخصصين نفسيين واجتماعيين وأطباء ليساعدوه فى التعرف على ذاته بصوره واقعية .

وحينذاك يجب أن يحدد طموحاته وأحلامه وأهدافه بشكل يتناسب مع قدراته وامكانياته الطبيعية ليحقق التوافق والتكيف النفسى والاجتماعى مع البيئة التى يعيش فيها

فمؤكداً لم يختار الانسان الجينات الوراثية التى يحملها ولهذا لا يجب أن يتحمل نتائجها ويكون انسان واقعى يتفاعل مع البيئة الاجتماعية وفق امكانياته الطبيعية ولكن عليه بذل أقصى جهد لاكتشاف الامكانيات والمهارات والمواهب الكامنة فى شخصيته ولا يتقاعس عن ذلك لأنه باكتشاف هذه المكونات فيمكن توظيفها لتحقيق مزيد من التكيف النفسى والاجتماعى بين الفرد والبيئة الاجتماعية ويستفيد من التفاعل الايكولوجى بين الانسان والبيئة لتحقيق مزيد من السعادة واكتساب مهارات جديدة تدفعه لتحقيق ذاته بصورة أفضل .

وقد يكون نجار أو سباك أو حداد ناجح فى عمله أفضل من طبيب أو مهندس فاشل فى تخصصه

ولأن المنظومة التعليمية تهتم بقدرة الحفظ والاستظهار والقدرة على استرجاع المعلومات وتهمل قدرة الربط والابتكار والتخيل التى تعتبر القدرات الراقية من وظائف المخ البشرى فميكانيزمات التفاعل والتواصل بين مكونات المخ تحدد مستوى الذكاء الحقيقى .

ولهذا يهتم الغرب بالأنشطة المدرسية جنباً الى جنب مع التحصيل الدراسى لتنمية القدرات الراقية فى مخ التلاميذ ويرصدون لها امكانيات كبيرة لتحقيق هذا الغرض فبينما يتكلف الطالب المصرى 340 دولار فى السنة فتصرف اسرائيل على الطالب سنوياً 2500 دولار سنوياً بينما أمريكا واليابان تصرف على الطالب 6500 دولار سنوياً وبهذا يظهر العلماء وتظهر منهم الابتكارات التى تغذى الحضارة الانسانية بوسائل الرفاهية كل يوم وتتميز الجامعات الاسرائلية والامريكية على الكليات فى مصر حيث يتزايد كل يوم عدد الأساتذة الحاصلين على جائزة نوبل العاملين بها .

وقد تابعت فى دراسة خط السير التعليمى لأوائل الثانوية العامة فى مصر فقد فشل بعضهم فى الاستمرار فى كليات القمة وتوقف البعض عند مرحلة البكالوريوس ونسبة ضئيلة جداً استطاعت مواصلة سلم التعليم للدكتوراة ولكن لم يظهر بينهم المواهب العبقرية التى تؤهلهم ليكونوا علماء حقيقييين وهذا بسبب فشل المنظومة التعليمية فى مصر .

وقد تفكر وزارة التعليم العالى فى اضافة اختبارات القدرات للكشف عن المستوى الحقيقى للطالب قبل توجيهة للتعليم الجامعى ولكن هناك مخاوف من انتشار الواسطة والمحسوبية لافساد هذا النظام .

وهذا اعتراف من رجال التعليم بفشل الامتحانات بصورتها الحالية فى تحديد مستوى الذكاء .

ولهذا قد يكون ارتفاع مجموع الطالب ليس دليلا على تميزه عقليا فى جميع القدرات العقلية .

فتوظيف القدرات الواقعية للإنسان لتخدم طموعه المشروع والواقعى تأتى بثمارها فى تحقيق التوافق والتكيف والسعادة والرفاهية للإنسان فكن ما تريد أنت حسب أمكانياتك وقدراتك ومواهبك وليس كما يريده لك الآخرون فقد تسبب الآخرون فى وجود الطبيب الفاشل الذى كان له ضحايا من البشر وكذلك كان المهندس الفاشل فى منظومة الحياة التى نشاهدها يومياً




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :