علشان تطمئن على مستقبل عيالك
بقلم: مينا ملاك عازر
دخل المواطن المفروس الغلبان بيته، وقفز أولاده من حوله فرحين، يتشعلقون في رقبته وايديه، ويهزونه بشدة؛ مطالبين إياه أن ينتخب مرشح "الحزب الوطني"، طبعـًا من الهيصة هو ما فهمشي العيال بيقولوا إيه، كمان هو ما كانشي متوقع إنهم يكونوا بيتكلموا في السياسة بتاعة البلد، فنفضهم من حوله زاعقـًا، ومطيحـًا بيديه يمينـًا ويسارًا، ليطيح بهم بعيدًا، حتى استطاع أن يخرج من بينهم.
ثم نظر لزوجته الجالسة حزينة، وسألها: العيال مالهم هايصين النهارده؟؟ مش قادرة تلميهم؟؟ ما داهية تكوني أكلتيهم لقمة زيادة؟! تلاقيكِ أكلتيهم لقمتي، بس أصلها ناقصة، كده مش هلاقي أكل النهارده، مش كفاية طابور العيش اللي كنت واقف فيه، والأتوبيس اللي ما يتركبشي غير بواسطة، والشغل اللي مش لاقي حقي فيه، ومش بيديني مرتب محترم أجيب بيه أكل، كمان حضرتِك ادتيهم أكلي؟
وراح مشوح بإيديه الإتنين، وراح داخل على الأوضة يغير هدومه، فدخل عليه ابنه "الزئرد الصغير" يطلب منه -بصوت عالي- ويقول: بابا.. انت وراك إيه يوم 28/11؟؟ الراجل قال: أنا ما وراييش حاجة غير الشغل بتاع الصبح، عشان بتاع بعد الضهر عم "محمد" البقال بيبقى قافل يوم الحد، رد الواد وقال: شغل إيه يا بابا؟ روح انتخب عم فلان، وعم فلان، بتوع "الحزب الوطني".
سكت الأب وقال له: أنتخب يعني إيه؟ وبعدين دي عايزة بطاقة انتخابية، فرد الزئرد: لأ يا بابا، الموضوع أبسط من كده، عمو "حبيب" مديك فرصة، ولكل اللي زيك يروحوا بالبطاقة البلاستيك اللي معاك دي تنتخب، يا بابا انتخب الناس دي، عشان هما عايزين يطمنوك على مستقبلنا، فانتفض الأب وقال: هو أنا لو من حقي أنتخب، وضامن إن صوتي يروح في مكانه الصح، أنتخب الناس دولَ؟! يا واد روح اتنيل، بقى دول هيطمنوني على مستقبلك؟! طب بالأولى يطمنوني على حاضري، لما فشلوا يعلموكم، هيعرفوا يأمنوا مستقبلكم؟!!
وشخط في أم العيال وهو بيقول: "فين أكلي"، وراح باصص لابنه، بقى ده اللي كان مخليكم مهيصين؟ روحوا يا منيل منك له ذاكروا، شوفوا لكم حاجة تنفعكم بدل مستقبلكم، شوفوا حاضركم المهبب.
وأخذ يكلم نفسه وأم العيال ويقول: "طب يحلوا مشكلة من مشاكلنا، عشان نشوف منهم أمارة، وبدل ما يكلمونا عن مستقبل عيالنا، طب يكلمونا عن مستقبلنا احنا!!
فقالت له أم العيال متضجرة: يا راجل؛ روح انتخب ما تزعلشي العيال وفرحهم، فقال لها: يعني عشان ما أزعلشي العيال أبهدل أبو العيال؟! وهو انتِ فاهمة إن صوتي هيروح صح؟ أمال الميتين هيعملوا إيه؟ وحتى لو رحت.. تفتكري أنا هنتخب العالم دول؟! ده لو بإيدي أشيلهم و...، ولا أقول لك، إديني أكل خليني أنام عشان ألحق الشغل التاني، وعلى فكرة؛ أنا عندي سهراية برة البيت النهاردة، عشان من اليوم همسك وردية تاكسي بالليل، هطلع منه على شغل الحكومة.
فردت الست: يا سيدي.. هانت خلاص.. هيرفعوا ليكم الحد الأدنى للأجور، فقال وهو يصرخ: إديني أكل.. يا شيخة اسكتي، دول عايزين يدونا 400 جنيه في الشهر، يعني ما يأكلناش عيش حاف، وتلاقيهم غير صافيين الضرائب والخصومات.
فرد الواد الكبير: بابا.. ممكن أنتخب أنا بتوع "الحزب الوطني" ده؟ يمكن يكونوا هيطمنوني على مستقبل عيالي، ده لو عرفت أتجوز بفضل سياستهم دي، على الأقل يمكن يكونوا على وقت عيالي اللي هما أحفادك، يكونوا جربوا كل الطرق الفاشلة في قيادة البلد، وبالتالي يعملوا الحاجات الناجحة، فرد الزئرد بسؤال مفاجئ أَبكَم الكل، وقال: مش ده لو كان لسة فيه بلد؟!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :