الأقباط متحدون | هل تنجح سياسة الرئيس أوباما تجاه العالم الإسلامي؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٥٧ | الجمعة ١٢ نوفمبر ٢٠١٠ | ٣هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل تنجح سياسة الرئيس أوباما تجاه العالم الإسلامي؟

الجمعة ١٢ نوفمبر ٢٠١٠ - ٥٣: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ميخائيل حليم
أولى تصريحات "أوباما" للعالم الاسلامي يوم توليه رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، تضمنت تعهده ببداية جديدة مع العالم الإسلامي تختلف عن الفترة السابقة لعهده، لما كان فيها من مشاحنات واحتقانات بين الطرفين، وأكد أن حكومته ستسعى إلى نهج جديد، يعمل على المضي قدمًا نحو الأمام، استنادًا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل بين "العالم الإسلامي" من جانب، و"الولايات المتحدة" من جانب آخر.

وكانت تصريحات أوباما لها تأثير وصدى واسع في ذلك الوقت؛ لكون أوباما أول رئيس أسود وله جذور إسلامية، وقضى فترة من طفولته في دوله إسلامية، فترقبت شعوب العالم الإسلامي سياسة أوباما متمنية أن ينتهج سياسة تميل إلى نصرة جذوره، ويكون جديرًا بتغيير نظرة الغرب عن الإسلام، والتي أصبحت مرتبطة بمفهوم الإرهاب لديهم.

ثم بعد ما يقرب من أربعة أشهر من توليه رئاسة الولايات المتحدة، قرر أوباما القيام بزيارة تاريخية للشرق الأوسط، بدأها بزيارة "السعودية" لاحتوأها على مقدسات المسلمين، ومنشأ الإسلام، ثم زار "مصر" لدورها الزعامي في الوطن العربي واتسامها بنظام جمهوري، واتجاهها الرسمي أنها ليست دولة دينية.
وقد زار أوباما جامع "السلطان حسن" في القاهرة، وتجول بداخله، وكان يهدف من ذلك أنه لا يستنكر مقدسات المسلمين، وأن اختلاف المعتقدات لا يفسد العلاقة بين معتنقيها.

وبعد ذلك توجه أوباما إلى جامعة القاهرة وألقى بها خطابًا تاريخيًا بلغة ولهجة جديدة لم تستخدم فى الخطاب الأمريكي من قبل، علاوة على أنها ليست من البيت الأبيض، وقد تضمن الخطاب مجموعة من الرسائل الموجهة إلى العالم الإسلامي؛ التي تهدف إلى إعادة رسم السياسة بين العالم الإسلامي ودول الغرب.
وأعلن أوباما في خطابه عن رغبته لبدء سياسة جديدة بين بلاده وبين العالم الإسلامي؛ تستند إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وأن كلاهما يشتركان في مبادئ العدالة، والتقدم، والتسامح، وكرامة كل إنسان، وامتدح أوباما الثقافة الإسلامية؛ وأن الحضارة الأوروبية استقت الكثير من الحضارة الإسلامية، وإن الإسلام على مر العصور اتسم بالتسامح الديني، والمساواة بين الأعراق.

ووجه أوباما تحذيرًا؛ أن أي نظام عالمي يُعلي شعبًا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سيبوء بالفشل لا محالة، ولم ينس أوباما ذكر تنظيم "القاعدة" في حديثه؛ وجعله نموذجًا للتطرف الديني، وسوف يجابهه بكافة الأشكال، ولن تكون وقتها حربه مع الإسلام، ولكن مع المتطرفين المتشددين فقط.
وذكر أيضًا أن هناك من ينتسبون للقاعدة في عدة بلدان؛ ويسعون إلى التوسع في نطاقهم وأنشتطهم، ولا ينبغي لأحد منا التسامح مع أولئك المتطرفين، لأنهم يمارسون القتل في كثير من البلدان، وقتلوا أبناء مختلف العقائد.

وبعدما يقرب من العام والنصف من زيارته للقاهرة؛ سعى أوباما لتجديد ميثاقه مع العالم الإسلامي من خلال زيارته للعاصمة الأندونيسية جاكرتا، وهي البلد التي أمضى فيها أربع سنوات من طفولته، وأكد أنه يسعى إلى إقامة دولتين؛ إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وأكد أن عليه مواصلة الحرب على خلايا القاعدة على حدود أفغانستان وباكستان، وفي دول مثل اليمن والصومال، وعلينا جميعًا هزيمة القاعدة والتابعين لها، الذين لا يتبعون أي دين، وبالتأكيد لا ينتسبون إلى ديانة عظيمة وعالمية مثل الإسلام.

وهكذا يستمر أوباما من خلال خطابه في القاهرة، وخطابه الأخير في أندونسيا في كسب تأييد العالم الإسلامي له، وترسيخ فكرة أن الإرهابيين أمثال تنظيم القاعدة ومن على شاكلتهم، ليس لهم علاقة بالإسلام الحقيقي حتى ولو ادعوا ذلك، لأن الإسلام الحقيقي ينبذ العنف ويحرم قتل الأبرياء أيًا كانت معتقداتهم الدينية.
ويُفهم من رسائل أوباما الموجهة إلى العالم الإسلامي إنه سيوجه ضربات موجعة لتنظيم القاعدة للقضاء عليه تمامًا، ويعمل على تهيئة الأجواء لذلك حتى لا يشفق عليهم أحد ولا يحسبون حربه معهم على أنها حرب دينية أو حرب ضد الإسلام.

ولكن هل يحتاج هذا التمهيد أكثر من العام والنصف؟ وخصوصًا أن مراكز وبؤر الإرهاب لم تتأثر نهائيًا منذ تولي أوباما للرئاسة، ولها نشاط ملحوظ، ويزداد عدد مؤيديهم وأتباعهم في عدة بلدان، حتى أصبحت دولة العراق هي الصراع المباشر بين القاعدة والولايات المتحدة ونقطة تحدٍ بينهما، فتحاول القاعدة إثبات أن أمريكا لن تستطيع السيطرة على دولة العراق، من خلال تنفيذ عملياتها الإرهابية بقتل الأبرياء العُزَّل، وحتى الأطفال والنساء لم يستثنوهم، لإثبات أن أمريكا عاجزة عن حماية شعب العراق، وخصوصًا المسيحيين، وأعلنت القاعدة أن حربها ضد المسيحيين هي حرب دينية مقدسة وموصى بها من الله، وحث مسلمو العالم على فعل نفس الشيء وقتل المسيحيين الذين يعيشون بينهم في بلادهم.

والآن أصبح دور أوباما في معالجة ملف الإرهاب أكثر تعقيدًا، حيث أن مرحلة التهيئة والإعداد قد انتهت، وجاء الدور العسكري، لتعود الفئران إلى جحورها، ومساعدة الحكومة العراقية على السيطرة الأمنية الكاملة على العراق، والقضاء على مراكز تنظيم القاعدة بها، ثم ملاحقة تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان، والقضاء عليهما تمامًا، والقضاء على العناصر التابعة لها في عدة بلدان أخرى، حتى يكف الشيطان عن سفك دماء الأبرياء.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :