الأقباط متحدون | كلاكيت.. آخر مرة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٤ | الجمعة ١٢ نوفمبر ٢٠١٠ | ٣هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كلاكيت.. آخر مرة

الجمعة ١٢ نوفمبر ٢٠١٠ - ٣٠: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ناظم نور الدين
المشهد الأخير.. شقة بالدور الثالث بالعمارة رقم 1 بشارع قرة بن شريك بالدقي..  نهار داخلي
الكاميرا تتجول بحرية في غرفة النوم تستعرض ما بها من فوضى؛ ثم تستقر على جثة مسجاه على أرضية الغرفة، ويظهر رجال المباحث والطب الشرعي يرفعون البصمات.. أشخاص وجوههم مألوفة بالنسبة لنا جميعًا لأننا دائمًا ما نشاهدهم على شاشات التليفزيون والسينما.. زوم إن على الجثة تتضح المعالم شيئًا فشيئًا..

الوجه مألوف لكل المهتمين بصناع السينما المصرية إنه المخرج "نيازي مصطفى".. قطع... تتر النهاية.

كان هذا هو المشهد الأخير في فيلم بطله المخرج "نيازي مصطفى" الذي أثرى السينما المصرية بالعديد من الروائع السينمائية؛ التي أمتعت الجمهور مع اختلاف الأعمار والثقافات والبيئات، ولكن هذا هو الفيلم الوحيد الذي لم يكتبه أو يخرجه أو يستطيع التدخل فيه بأجهزة مونتاجه، فقد ألفته وأخرجته الأقدار ليكون مشهد لنهاية مأساوية يستطيع أن يقول بعدها المخرج وعلى غير المألوف.. عفوًا.. كلاكيت آخر مرة.

كان مشهد البداية في محافظة "أسيوط" في يوم 11 نوفمبر 1910 حينما رأى الطفل "نيازي مصطفى" النور لأول مرة، فعلت الزغاريد في أرجاء منزل أبيه لتعلن قدوم مخرج ومؤلف ومونتير  مميز، أثرى المكتبة السينمائية بـ 152 عملاً سينمائياً بين تأليف ومونتاج وإخراج، وعشرات الأعمال التلفزيونية.. ثم توالت المشاهد التي يشاركه العديد من الناس فيها، إلى أن جاء مشهد مهم في تاريخ فيلم "نيازي مصطفي" مع الأقدار، وهو حينما عمل مساعداً للإخراج، ثم رئيساً لقسم المونتاج، في أستوديو مصر عام  1935، بعدها قرر دراسة السينما على نفقته الخاصة بألمانيا، وحصل على شهادة فن التصوير والإخراج من معهد ميونيخ عام 1939..

أخرج "نيازي مصطفى" أول أعماله للسينما وهو فيلم "سلامة ف خير" بطولة نجيب الريحاني عام 1937، ثم فيلم "الدكتور" بطولة "دولت أبيض" و"عبد القادر المسيري" والذي أسس به اتجاه السينما الواقعية في مصر ثم توالت أعماله للسينما من أهمها: "سي عمر1941، مصنع الزوجات 1941، طاقية الإخفا 1944، عنتر وعبلة 1945، حميدو 1953، فتوات الحسينية 1954 ، 1955 ، رصيف نمرة " 5"  1956 ، عنتر بن شداد 1961 ، رابعة العدوية 1963 ، صغيرة على الحب 1966 ، 30 يوم ف السجن 1966 ، أخطر رجل ف العالم 1967 ، البحث عن فضيحة 1971 ، أونكل زيزو حبيبي 1977 ، التوت والنبوت 1986" وأخيرًا فيلم "القرداتي" 1987، والذي قُتل في نفس اليوم الذي أنهى فيه تصويره وعرض بعد وفاته.

تزوج الممثلة "كوكا إبراهيم" التي لعبت دور البطولة في العديد من أفلامه.. ويرى البعض أنه أكثر المخرجين المصريين حرفية ومعرفة بدقائق المهنة السينمائية والمهارة التقنية.

المشهد الأخير
في صباح 19أكتوبر 1986 توجه "محمد عبد الله" طباخ المخرج "نيازي مصطفى" إلى شقته بالطابق الثالث  بالعمارة رقم 1 بشارع قرة بن شريك، وهي العمارة التي كانت تملكها زوجته الفنانة الراحلة كوكا، وعندما طرق الطباخ الباب في الصباح كعادته منذ 16 عامًا ليعد للمخرج الطعام، ولكنه لم يتلق أي إجابة ترك الطباخ صحف الصباح أسفل الباب ثم توجه إلى المنيل لإحضار المفتاح الاحتياطي من شقيق المخرج، ثم عاد إلى الشقة ليكتشف الحادث ووجد المخرج جثة هامدة بجوار سرير غرفة نومه، حيث كان مضرجًا في دمائه، مرتديًا جلبابًا (أبيض) ملطخًا بالدماء المتجمدة، وتتناثر دماؤه المتجمدة على أنفه وفمه، وعلى يده المجروحة، كما تبين إصابته بالعديد من الطعنات بصدره وبطنه، بينما كانت يداه مقيدتان من الخلف بقطعة قماش، وفوطة السفرة ملفوفة حول عنقه.

وصل رجال البحث الجنائي ورفعوا البصمات التي زاد عددها عن ألف بصمة، وذلك لوصول أقارب ومعارف المخرج، ونقل الجثة من مكانها، مما عطل مهمة رجال البحث الجنائي، وأُخطرت النيابة للتحقيق، فأمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، فاتجه رجال المباحث إلى التفتيش في علاقات المجني عليه، وتم سؤال عشرات الفنانين والفنانات والكومبارس الذين عملوا معه في فيلمه الأخير (القرداتي)، ولم يتوصل رجال البحث الجنائي إلى الجاني، وبعد ثلاثة أشهر وتحديدًا في 16 يناير 1987 قرر النائب العام حفظ التحقيق في القضية، وقيدها ضد مجهول، لعدم التوصل إلى أي دليل أو قرينة ضد أي شخص لينزل تتر النهاية لحياة مخرج قال: "كلاكيت أول مرة" ولكن الأقدار كان لها رأيًا مخالفًا.
فقالت: كلاكيت آخر مرة!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :