صانع الجواهر
بقلم: هند مختار
دخل الشتا قفل الببان ع البيوت
وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
حاجات كتير بتموت في ليل الشتا
لكن حاجات كتير بترفض تموت
عجبي
هو"محد صلاح الدين" إبن"بهجت حلمي" إبن "أحمد حلمي"إبن"حسن المهدي"إبن "على"إبن"عامر المهدي"إبن "السيد الشريف"إبن "صقر"إبن "جاهين" ..الشهير بـ"صلاح جاهين"
أكاديمية فنون بشرية متحركة ملأت الدنيا إبداعًا، إندهش من الأشياء وأدهشنا معه ..كانت الكلمة عنده موزونة بميزان حساس، وكانت لها قيمتها وكانت الكلمة بالنسبة له أمانة فتحولت كلماته، وأشعاره، ورسوماته، وأفلامه، إلى جواهر لا تمنها كنوز الأرض .
ولد"صلاح جاهين"في 25 ديسمبر سنة 1930، وكان من ضمن الأشياء التي ولدت في الشتا ورفضت أن تموت قبل أن تكتمل ..
"صلاح جاهين"إبن المستشار"بهجت حلمي"، والذي تدرج في السلك القضائي حتى أصبح رئيسًا لمحكمة إستئناف المنصورة ..
كانت ولادته متعثرة، وكان لونه شديد الزرق، ولم يصرخ حتى إفكره الجميع أنه قد مات، ولكنه كان يتأمل ليحتج بعدها بصراخ ينبء عن موهبة جبارة ..
هو الأكبر بين أخوته،"بهيجة"و"وجدان" و"سامية"، وكان"جاهين"الطفل يمارس هوايات هادئة مثل صنع الألعاب اليدوية الدقيقة، وبعض لعب الطين ..
والدته السيدة"أمينة حسن"كانت مدرسة لغة إنجليزية في مدرسة السنية، فكانت تحكي له القصص العالمية، وأدب الأطفال، وما إلى ذلك حتى أنه علمته القراءة وهو في الثالثة ووجد عنده مكتبة جده"أحمد حلمي"(عارفين شارع أحمد حلمي والموقف على اسم جده)، رفيق كفاح"مصطفى كامل" و"محمد فريد" ،والتي ساهمت في ثقافته وولعه بالكتب والمكتبات..
كاني ماني
دكان الزلباني
د."على العناني"
بتلك الكلمات رحب الطفل"صلاح جاهين"بضيف والده الدكتور"علي العناني"وهو في سن الرابعة
كان"صلاح جاهين"وهو طفل غير متفوق في مادة الرسم، وكانت دائمًا درجاته ضعيفة جدًا، حتى أتى له ممدرس رسم اسمه الأستاذ"الأرناؤوطي"والذي ترك للأطفال حرية التعبير عن أنفسهم، من خلال بعض القصص العالمية ومن هنا تفجرت موهبة"صلاح جاهين" .
ضغط والديه عليه بشدة ليلتحق بكلية الحقوق، واستجاب لهذا الضغط وقضى في السنة الأولى ثلاثة سنوات، ولحقت به أخته فنجح معها في السنة الأولى والثانية ولكنه لم يستطع أن يكمل في الكلية، وتشاجر مع والده شجارًا عنيفًا وترك له المنزل، وذهب لبيت الفنانين بوكالة الغوري ومنها لعمه في غزه وقرأ إعلانًا عن طلب إحدى المجلات السعودية، لمصمم مجلات وذهب إلى هناك فعلاً ومكث حوال سنة ولم يعد إلى مصر، إلا بعد أن بعث له والده خطاب يطلب منه العودة، وإلتحق "صلاح جاهين"بكلية الفنون الجميلة، ولكنه لم يكمل تعليمه فيها عمل"صلاح جاهين"في بداية حياته في مجلة"بنت"ثم جريدة"التحرير"ثم أصدر أول ديوان له هو "كلمة سلام"في سنة 1955.
وبعهدها بدأت شهرته كرسام كاريكاتير، في روزاليوسف، ثم في"صباح الخير"والذي شارك في تأسيسها سنة1957 .
إبتكر"جاهين"العديد من الشخصيات الكاريكاتورية، مثل قيس وليلى، وقهوة النشاط ودرش والفهامة وغيرها ..
أستباح طلاب الأزهر دم "صلاح جاهين"سنة 1962، بسبب خلاف مع الشيخ "الغزالي" بسبب إحدى رسومة حول الميثاق .
أنقذ"صلاح جاهين"من دخول المعتق أكثر من مره، بسبب تدخل الرئيس"عبد الناصر" نفسه لحذفه من قوائم الإعتقال .
يعتبر"صلاح جاهين"شاعر الثورة الأول، ومعه"عبد الحليم حافظ"، وأعتقد أن السبب حول كونه هو بالكلمات وحليم بالصوت من أبواق الثورة إن صح هذا التعبير، أنهما ظهرا سويًا مع الثورة وأن موهبتهما البكر تأثرت بالحلم الثوري في تلك الفترة، وبفكرة العروبة والقومية وغيرها من أفكار الحالمين، وقد أنتج"جاهين"بكلماته أغاني صورة، وبالأحضان ونشيد والله زمان يا سلاحي الذي كان النشيد الوطني لـ"مصر" .
قدم"جاهين"أيضًا أعمالاً مسرحية مثل"القاهرة في ألف عام"، وكتب أغاني وأشعار مسرحيات مثل"إيزيس والحرافيش"، و"دائرة الطباشير القوقازية"، وأشعار وأغاني المسلسل الإذاعي "رصاصة في القلب"، وأشعار مسرحيات الأطفال"الفيل النونو الغلباوي" و"صحصح لما ينجح" ، و"الشاطر حسن" و"حمار شهاب الدين"، وغيرها حتى أنه تقلد منصب المسئول عن كل ما يختص بتوجيه الطفل في وزارة الثقافة، وإنضم للأهرام سنة 1964 ونال وسام الفنون في عيد العلم سنة 65
حاسب من الأحزان وحاسب لها
حاسب على رقابيك من حبلها
هاتنتهي ولابد يوم راح تنتهي
مش أنتهت أحزان كتير من قبلها
عجبي
جاءت نكسة 1967 لتصيبه بالإكتئاب الشديد، حيث شعر وقتها أنه مسئول عن كل ما فات من أكاذيب بما قدمه من أشعار ثورية، وإمتنع بعدها عن كتابة الأغاني الوطنية .. الغريب أيضًا أن كلمات الحب والغزل في المحبوبة عند"جاهين" قليلة وحينما سئل عن ذلك قال: أنه لن يوجد رقيب سوف يوافق على مايكتب في الغزل لينشره .
ولكن استفزته مذبحة"بحر البقر"ليكتب رائعته الدرس إنتهى لموا الكراريس، ويأتي بعدها ضرب مصنع"أبو زعبل"ليكتب عناوين جرانين المستقبل، وكانت بعدها بسنين طويلة المصريين أهمه ليتوقف إنتاج"جاهين"من الأغاني الوطنية ..
قدم"صلاح جاهين" إنتاجه للسينما أيضًا مثل أفلام"خاللي بالك من زوزو"و"أميرة حبي أنا"و"عودة الإبن الضال"و"شفيقة ومتولي" ..
وللتلفزيون سيناريو وحوار مسلسل"هو وهي" .. وفوازير"الخاطبة"و"عروستي" وإستعراض الأسانسير وغيرها ..ومثل في أفلام"اللص والكلاب"و"شهيدة العشق الإلهي" و"لا وقت للحب والمماليك" .
تزوج"جاهين"مرتين الأولي من الرسامة بمؤسسة الهلال"سوسن زكي"سنة1955، وأنجب منها"بهاء"و"أمينة"، ثم الفنانة اللبنانية"منى جان قطان"وأنجب منها إبنته "سامية"، ولقد إنفصل عن زوجته السيدة"سوسن" سنة 67 لزواجه من السيدة"منى قطان"، ثم عادا مره أخرى بناءًا على رغبة"جاهين"نفسه لخوفه عليها وعلى أولاده واستمرت الحياة بينهما على الورق ..
الغريب أن السيدة"منى قطان"كانت مسيحية وحينما تزوجها ( ماقمتش الدنيا ولا حاجة عادي يعني إتنين إتجوزا) .
كانت"منى قطان" تتمتع بموهبة التمثيل، ولكنه لم يحاول فرضها على المنتجين وكان فيلم"خاللي بالك من زوزو"في الأساس مكتوب لها، وذهب لـ"سعاد حسني" لدواع إنتاجية .
وقد ساعد"صلاح جاهين" الكثير من المواهب الشابة منها"على الحجار"، والذي غنى له الرباعيات .
وقد قدم مع صديقه الملحن والمطرب"سيد مكاوي" رائعتهما الليلة الكبيرة
"صلاح جاهين" الأب كان شديد الحب والحنان لأولاده، وكان دائمًا ما يلهو معهم حتى أنه حينما إكتشف موهبة"بهاء"في الشعر، وجد أنه لا يدرك معنى الأوزان فكان يقرأ له القصائد ويصنع بخبط يده على رجله الإيقاع الخاص بالوزن .
.توفي"صلاح جاهين"في يوم 21 أبريل سنة 86 بعدما قضى عليه الإكتئاب
مصادر الموضوع ..موقع صلاح جاهين
http://www.salahjaheen.msrmsr.com/salah_jaheen/2-:
وموموسوعة ويبكيديا
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :