الأقباط متحدون | يا أم الأقوياء علمينا الوطنية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠٩ | الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٠ | ٧ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا أم الأقوياء علمينا الوطنية

الثلاثاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم شريف منصور
سقطت السيدة المسنة من سلم الأتوبيس و أخذت الدماء تسيل منها بغزارة. ونظر ركاب الأتوبيس إليها يمصمصون شفاههم و يقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله. الموت علينا حق.

و جلس علي الناحية الاخري من الطريق لواء شرطة منتفخ محاط بضباط كثيرين يخدمونه واقفين رهن إشارته لتنفيذ أوامره. 

قال لواء الشرطة في نفسه هذه العجوز ستفسد علينا حفلتنا التي نعدها لرئيس البلاد. وقال أعضاء الحزب الحاكم لا لن نجعل هذه العجوز تلهينا عن التحضير لقدوم الرئيس. فعلينا أن نظهر له مدي ولائنا لا أهمية لهذه العجوز الملاقاة علي قارعة الطريق.

وبالقرب منهم جلس بقية المتفرجين من كماله العدد ممن يطلق عليهم أحزاب المعارضة. هم أيضا قالوا في أنفسهم لننتظر الرئيس لنهلل له لكي يتركنا ننهل من خزانة الدولة مخصصات الأحزاب التي نتعيش منها.

العجوز تنزف ووجها مغطي تماما بطرحتها السوداء لا احد جرئ أن يقترب منها حتى لا يتهم بأنه هو من أطاح بها من الأتوبيس.

و بالمقربة من المشهد وقفت الجماعات تعرض بضاعتها من النقاب و الحجاب و أللحي و تقول الولية تموت و تنزف ولكنها مؤمنة تغطي وجهها حتى لا تثير معتوه منا. الموت عليها حق من قال لها أن تخرج إلي الشارع تركب الأتوبيس و تنحشر في الرجال. فمهما كانت عجوز أو صبيه فهي أنثي تثير الرجال. 

و بالمقربة وقف جرئ عنتري من الصحفيين الشباب يحمل معه تليفون محمول من أحدث التليفونات يصور مشهد موت العجوز ويرسله إلي المتفرجين في جميع أنحاء العالم.

فخرج علينا من يقول قاطعوا حماية العجوز و إنقاذها لان لواء الشرطة يجلس يشاهد المشهد ولا يفعل شيء. وغيرهم يقول أن السبب في جراح العجوز هو السائق المجرم الذي لم يقف لكي يري ما حدث للراكبة. وغيره من سكان الخارج يقولوا المجرمين هم المتفرجين من اللواءات و المتطرفين و الأحزاب.

وغيرهم مثلي ممن كتب قصة العجوز يلقي بمسئوليه جراحها و مسئولية سقوطها من الأتوبيس علي كل من في المشهد. متعللا بالبعد عنها.

كل هذا و العجوز لم يعرف هويتها احد لان الجميع جبناء يخافون تحمل مسئولية إنقاذ هذه السيدة.

وكم سيكون المشهد أكثر ألما علينا جميعا عندما نكتشف أن هذه السيدة هي أمنا الغالية مصر.

هل هذا المقال سينقذ مصر أو حتى سيكتم النزيف ؟ هل بهذا المقال أريح ضميري و أقول أنني علي الأقل صرخت من أجل أن يقدم احد يد المعونة لمصر أمي ؟ لا اعتقد و أنني معترف بذنبي و قلة حيلتي فهل استحق أن أقول أنني أحب مصر ؟

في نظري الجميع خائنين لحبها و حجتنا هي أما البعد عنها... أو قلة الحيلة... النظام يلقي اللوم علي المتطرفين و المتطرفين يلقون اللوم علي فساد الذمم و عدم التدين ووجود كفرة علي أرضها و هم أكثر الناس فسادا وكفرا وخرابا للذمم. و خلف الاثنان اله المأجورين من الصحفيين و الصحف و القنوات التلفزيونية تؤكد عفونة الاثنان.

يا مصر قومي من التراب أنت قوية ومعفية وخالدة لا تحتاجي لقلمي ولا تحتاجي إلي لواءات الشرطة المنفوخين ولا لرئيس لا يهمه ألا نفسه وكرسيه ولا تحتاجي إلي بائعي الله و بائعي كتب الله. قومي يا مصر أنت قوية ومعفية و علمينا من جديد كيف نكون أبناء أبرار نستحق أن ننسب لكي.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :