- مصادر أمنية: المتَّهم في حادث "الإسكندرية" في العقد الثالث من عمره، و"أبو سعده": يجب تعقُّب الجناة ومحاكمتهم محاكمة عادلة
- "المواطنة وحقوق الانسان".. كتاب يقدِّم دراسة قانونية سياسية اجتماعية ثقافية
- د. "عمار": كان للعولمة دور كبير في تعزيز دور الأديان في الحياة الإنسانية
- د. "عبد الفتاح": دور المثقَّف قد تراجع في ظل تنامي دور رجال الدين
- الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الدكتور عبد الحميد يونس رائد الادب الشعبى
"مكرم عبيد".. قبطى فصل بين دينه وواجبه الوطني
بقلم: ميرفت عياد
"إن مصر ليس وطناً نعيش فيه بل وطناً يعيش فينا ... نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن انصارا.. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين " هكذا قال السياسى البارز مكرم عبيد ذلك السياسى القبطى الوحيد الذى عبر حاجز الاقلية ليصبح شخصية عامة متمتعة بشعبية واسعة بين المسلمين والمسيحين على حد السواء ، فبفضل ايمانه ان الدين لله والوطن للجميع نجح فى ان يصنع جسورا قوية مع الراى العام المصرى لسنوات طويلة ، هذا بالاضافة الى انه اول قبطى يشغل منصب رئاسى فى حزب الاغلبية ، كما انه تقلد منصب وزير مالية مصر
الحماس الوطنى\
وقد ولد مكرم عبيد اشهر خطيب قبطى في التاريخ السياسي المصري فى 25 أكتوبر عام 1889 بمحافظة قنا، من عائلة قبطية ثرية ذات تاريخ وعراقة ، ولعل هذا ما ساعده على دارسة القانون في أكسفورد، وعمل سكرتيراً للوقائع المصرية، وبسبب موقفه الوطنى ضد الانجليز ومطالبته لهم بحقوق مصر قاموا باقالته من وظيفة سكرتيراً خاصا للمستشار الانجليزي ، واكمل مسيرته الوطنية عندما انضم الى حزب الوفد فى عام 1919 حيث القى العديد من الخطب ضد الانجليز على اثر نفى سعد زغلول ، وهذه المقالات الثورية التى كتبها مكرم عبيد هى التى ادت الى القبض عليه ونفيه هو الاخر
شعبيته الجماهيرية
وعشق مكرم عبيد القانون ودراسته لذلك اصبح محاميا ناجحا يدافع عن المقبوض عليهم فى التهم السياسية ، ولعل هذا ما ادى الى اختياره ثلاثة مرات نقيباً للمحامين ومن اشهر مرافاعاته دفاعه عن عباس العقاد حين اتهم بالسب في الذات الملكية، كما عين عين مكرم وزيراً للمواصلات في عام 1928 عندما شكل النحاس وزارته ، هذا بالاضافة الى اختياره سكرتير عام لحزب الوفد لشعبيته الجماهيرية وقبوله لدى جميع طوائف الشعب ، اما بعد معاهدة 1936 عُين مكرم عبيد وزيراً للمالية .
الروح الوطنية
ان وطنية مكرم عبيد نابعة من جيل شرب الروح الوطنية فى طفولته ، وعبروا عنها سلوكا فى شبابهم، حيث انضموا الى صفوف الحركة الوطنية، وانطلقوا ثائرين مع الثائرين فى عام 1919 تحت قيادة سعد زغلول. ولكن مكرم عبيد انفرد بفهم واحساس قوى بهذه الوطنية فى مجال السياسة ومجال الثقافة والعدالة والاقتصاد ، فهو الذى ادرك قيمة تمصير الارض الزراعية ونزع ملكيتها من الاجانب، وهو ايضا الذى دعا الى تمصير البنوك والشركات الاجنبيه بتعيين مصريين فى وظائفها
ورحل مكرم عبيد عن عالمنا فى 5 يونيو 1961 عن عالمنا تركا لنا نموذج للوحدة الوطنية وانصهارها فى بوتقة واحدة للخروج من الازمات التى تلحق بهذه الامة
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :