الأقباط متحدون | حتي الحيوان.. يصرخ إليك يا رب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٢٦ | السبت ٢٠ نوفمبر ٢٠١٠ | ١١هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حتي الحيوان.. يصرخ إليك يا رب

السبت ٢٠ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. صفوت روبيل بسطا
وجرح القلب لم يندمل بعد من صدمة مذبحة كنيسة النجاة بـ"العراق"، والتي راح ضحيتها (58) بريئًا، وإصابة أكثر من (70) أخرين من المسيحيين، التي كانت كل جريمتهم أنهم ذهبوا للصلاة. وكانت أصعب المشاهد صورلأطفال لم تتعد أعمارهم بضعة أشهر مثل الطفلة البريئة "ساندرو جان يونان الساعور" صاحبة الـ 4 أشهر فقط، التي طالتها نار الغدر ولم ترحم برائتها!!
 
ثم هًل علينا عيد الأضحي لإخوتنا المسلمين.. وإذا بنا نسمع عن مذبحة أخري معنوية أكثر منها دموية، تحدث في صعيد "مصر" في قرية "النواهض" مركز "أبو تشت" محافظة "قنا"، وإمتي؟!! ليلة العيد، وكل المسيحيين يستعدون لتقديم التهنئة لإخوتهم المسلمين بالعيد الكريم، الذي هو رمز التضحية والبذل والعطاء، ورمز لمحبة الأخر!! فإذا بنا نسمع ونشاهد أكثر من عشرين منزلاً ومحلًا مملوكًا للأقباط يتعرض للحريق والدمار.

والشيئ المضحك المبكي!! إن أغلب الصحف المصرية ذكرت أن الحريق شبَّ في منزل المُتهم المسيحي، والنيران امتدت فقط إلي خمسة منازل قبطية أخري!!! وكأن النيران لا تعرف غير منازل الأقباط ومحلاتهم!!

الكل تابع هذا العقاب الجماعي الذي دائمًا ما يتعرض له الأقباط في بلدنا الحبيبة "مصر"، بعد أي مشكلة تحدث ما بين مسيحي ومسلم، أو شبهة علاقة بين مسيحي ومسلمة، سواء كانت إشاعة أو حقيقة. نجد نفس السيناريو يتكرر، وفي أي مكان علي أرض المحروسة، نجد عقابًا جماعيًا!!! والإعتداء أيضًا جماعي علي الأقباط!! وكأنه يجب علي كل قبطي أن يكون مسئولًا عن أي تصرف خاطئ أو طائش من واحد منحرف سلوكيًا، وأنه مسئول عن تقويمه وتربيته لأنه قبطي مثله!! منطق غريب وعجيب.

إذا كان ولد منحرف وبنت منحرفة، ما ذنب الناس المطحونة في بلدنا؟! ناس بتكمل عشاها نوم.. كان المفروض الاثنين يتربوا، سواء من أهاليهم أو بالقانون؛ لأننا لسنا في غابة.. ياناس!! ما هذا الذي يحدث؟؟؟ 

أعجبني جدًا رأي أحد إخوتي المسلمين العقلاء تعليقًا علي هذا الموضوع في إحدي الصحف. قال فيه: لا تزر وازرة وزر أخرى- تعليق المصري أسلوب همجي لا علاقة له بالأديان يرجع للعصور البدائية.. أين العقل والتحضر؟ وما ذنب الذين احترقت بيوتهم؟! إنه ظلم فادح وتخلف.. يجب التصدى بكل حسم لهذه التصرفات الهمجية دون "تدليل"، حتى لا تتكرر، وحتى لا يحترق الوطن.. وكفانا تخاذل وتراجع. هذا كان التعليق . 

نشكر هذا الفكر المستنير، ونتمني من الجميع أن يتحلوا بنفس هذا الفكر، ونراه علي أرض الواقع؛ لأننا شبعنا شعارات ومجاملات فقط. وأنا أتابع صور الدمار من أثار الحريق، شدتني جدًا صورة لحيوان برئ وهو محترق، ووجهه ملاصق للحائط، كأنه كان يبحث عن طريق للنجاة من النيران. وللأسف طبعًا، نيران الغدر والحقد لم ترحمه أيضًا. تأثرت جدًا من هذه الصورة، وتخيَّلت منظر هذا الحيوان المسكين وهو يصارع النيران والموت.. أكيد رفع عينيه للسماء وهو يصرخ ويتألم، ويشكو لله ظلم وجبروت الإنسان الذي لا يعرف أي معني من معاني الرحمة، التي هي من أعظم صفاتك يارب.. أكيد كان بيصرخ لله.. دا أنا عمري ما أذيت إنسان.. طول عمري في خدمته.. خلقتني يارب تحت أمره وطاعته.. هل هؤلاء بشر؟؟؟ هل هؤلاء من ذرية أدم وحواء؟؟؟ ليه الإنسان مش طايق أخوه الإنسان؟؟!! دا الحيوان يحب ويخاف علي الذي من فصيلته، ولا يضره.. ليه الإنسان يمتلئ قلبه بكل هذه الكراهية لأخوه الإنسان؟؟!! الله يكون في عون الناس الغلابة اللي مربيًيني.. أنا مش مهم يارب.. ما ذنب الناس دي؟ وماذا كانت جريمتهم؟ ما ذنب الأطفال الأبرياء ونظرات الرعب من النيران تملأ عيونهم وقلوبهم؟ ما ذنب النساء؟ ما ذنب الرجال الذين يشقون طوال اليوم ليرجعوا لمنازلهم ليجدوها كتلة من النيران؟ لأي ذنب يحدث هذا..ولمصلحة مَنْ؟؟؟!!

هذه هي صرخات هذا الحيوان المسكين الذي اكتوي هو الآخر بنار الكره والغل كما تخيلتها. ولا يمكن للخالق الأعظم أن يترك هذه الصرخات ولا يسمعها؛ لأنه أرحم من الإنسان..

وهنا، تذكرت كلمات "داود" النبي والملك عندما قال: "أقع في يد الله، ولا أقع في يد إنسان؛ لأن مراحم الله واسعة".. يارب، ارحم الإنسان من يد أخيه الإنسان.. يارب، أنت تسمع وتري وتسجل.. يارب، أنت لن تترك عصا الخطاة تستقر علي نصيب الصديقين.. يارب، أنت قلت: "ليً النقمة أنا أجازي يقول الرب".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :