الأقباط متحدون | على الطريق ..!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٣٥ | الأحد ٢١ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٢هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

على الطريق ..!!

الأحد ٢١ نوفمبر ٢٠١٠ - ١٦: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د.ماريان جرجس
أعلنت أشعة الشمس ميلادها  ذلك النهار- الذي أشرق على تلك البقعة من كوكبنا –عندما طرقت على جفني ذلك الشاب الهمام الذي رحب وقام مستعدًا في
طريقه...
      هو الشاب"رامي"الذي يخدم بكنيسته التي لا تبعد عن بيته إلا قليلا جدًا، فهو يستطيع رؤيتها من منفذه ولا يفصله عنها سوى طريق مستقيم بأمتار ليست كثيرة
وبالفعل بدأت قدميه الرحلة وبدأ في السير نحو هدفه القائم أمام عينيه
ومابرح أن تتقدم خطواته حتى قابل صديقًا وأخًا له في الخدمة، وبعد التحيات قال له صديقه:_ عزيزي رامي ؟كيف حالك؟ لماذا لم تأت معنا لتزور الأم"مرثا"فهي مريضه وتحتاج إلينا ؟ فرد رامي قائلاً :عفوًا صديقي فليس لدى أي وقت اليوم، فلابد أن أسرع فالاجتماع في الكنيسة سيبدأ ونظر لساعته وقال : في خلال 5 دقائق بالتمام!! وهرول إلى الأمام على الفور..ولكنه لم تتم الخطوة الثانية حتى استوقفه رجل عجوز –كان على ما يبدو يعرف رامي - وطلب منه شيئا ما في صوت هامس ودمعه حبيسة، ولكن"رامي" كان يحارب الوقت بشده، ويصارعه وبالطبع لم ينتظر حتى أن يعطى لذلك الرجل ردًا !!..
وبدأ يستكمل السير ومن شده سرعة خطواته سقطت منه ورقه، حتى التقطها احد المارة و حاول أن يعطيها له وكانت تبدو أنها ورقه هامه بها أسماء من لجنة الافتقاد في كنيسته، ولكن أسرع"رامي"وقال إنها ليست هامه وتركها ! وظل يسير ولكنه بدأ يشعر وان الطريق أطول من كل مرة يذهب فيها الى الكنيسة ..ربما أحيانًا تكون مصارعة الوقت هي السبب في ذلك الإحساس؟ ! ولكنه بدأ ينتهر نفسه قائلا: ليتنى لم أتأخر !! ليتنى أسرعت فلابد أن أصل قبل موعد  الكلمة  التي جهزتها منذ أسبوع!!!
ولابد أن وجهه العابس لفت  انتباه احد معارفه الكثيرين، والذي حاول أن يحييه، لكن لم يلتفت له"رامي" ولكن استوقفه أستاذ"يوسف"وقال:_ ماذا بك يا"رامي"؟؟؟
فشرح"رامي" له بكلمات قليله الموقف ولكن ضحك أستاذ"يوسف" ضحكة حكيمة من رجل جعلت السنون من لون شعره لون الثلج وقال:_
اهدأ يابنى فلا عليك كل هذا! وقل لى هل ذهبت للشاب الذي من كنيستنا وقد ترك الرب منذ فتره- كما اتفقنا ؟ فقال"رامي" بغطرسة تملأ كلماته :_
لا يا أستاذ"يوسف" ولن اذهب فمن يترك الرب لحظة لا يستحق أي شئ دعه وشأنه.
فرد الأستاذ قائلا:_ ولكن الله يفرح بالنفوس الضائعة الراجعة يا رامي !!
استنكر مرة أخرى وقال الكنيسة غير مسئولة..... فاقتطعه أستاذ"يوسف" وسأله هل تعرف ما معنى كلمه كنيسة يا رامى؟؟؟ قال نعم, هي كلمه عبرانية، مأخوذه من كلمة "كنيسي"، ومعناها "مجمع" أو "محفل".  والبعض يقول أن أصلها يوناني من الكلمة اليونانية (إكليسيا) أو (إككليسيا) ومعناها جماعة أو دعوة

فابتسم وقال الكنيسة يا رامى هي قلب حنون يحيط بنا .. هي عروس المسيح التي وهبها لنا..هي صخر نحارب من اجله وهى صخر تُبنى أنفسنا له...
وتركه وذهب فى تلك اللحظة ..
نظر له رامي وسكت واستكمل المسير بعد أن تركه أستاذ"يوسف"الذي رآه وصل إلى باب الكنيسة والتقى بالشاب اللذان كانا يتحدثان عليه  –الذي ترك الرب كما قالا- ولكن رأى أستاذ يوسف يأخذه  في  أحضانه ودخلا إلى هناك..
ولكن ظل  رامي يسير ويسير ويسير وقتا طويلا جدا دون أن يدرك الكنيسة فكان كلما يقطع مسافة اكبر تبعد الكنيسة عن رؤيته أكثر !! ويجاهد ويسير وينظر إلى ساعته التي مازلت تعلن انه يتبقى 5 دقائق  على موعد الاجتماع !!! لكن دون جدوى وبات ينظر حوله فيرى أناسًا كان يعرفهم منذ قديم وأناسًا لم يعرفهم في حياته قط والجميع كانوا يسيرون معه في ذات الطريق ولكن البعض يصل والبعض الآخر مثله يسيرون ويسيرون دون إدراك ذلك المكان الذي كان ينعكس فى أعين الجميع!! ..

تُرى هل أنا مثل رامي لن أدرك ما سرت نحوه أم سأكون ممن يدركونه  ويتمتعون بالدخول إليه وبحلاوته؟؟؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :