- المصري لحقوق الإنسان يرسم خريطة العنف داخل المدارس المصرية ويطالب بإقالة حكومة نظيف
- محررة الأقباط متحدون وتجربة رائدة كللت بالنجاح لإزالة "مقلب قمامة"
- مرشحة الكوتة بالجيزة : على الكنيسة والدولة أن تشجع المسيحيين للانخراط في العمل السياسي دون تكفير
- هل تم تسييس تقرير الحريات الدينية الأمريكي؟!!
- كيف بنى الملياردير الهندي موكيش أمباني أغلى منزل في العالم؟
محررة الأقباط متحدون وتجربة رائدة كللت بالنجاح لإزالة "مقلب قمامة"
كتبت: سحر غريب
نحن نتنفس وعودًا وتصريحات، وآخر تلك الوعود التي لفتت أنظاري، والتي كانت علي أحد صفحات جريدة "الأهرام"، هي تأكيد المهندس "أحمد علي"- رئيس هيئة نظافة "القاهرة"، علي استعداده لنقل أي مخلفات بناء وبدون مُقابل، وذلك عن طريق الاتصال برقم تليفون هيئة النظافة وهو (152)، أو رقم تليفونه هو شخصيًا (بعد التجربة ثبت لي أن الرقم غير صحيح).
ولأن شارعنا تتوسطه خرابة كبيرة وعدد غير قليل من جهلاء القوم الذين يفضلون إلقاء مخلفاتهم فيها، فقد أصبح مقلب قمامة تم انشاءه بالجهود الذاتية، وسدت الخرابة الشارع تمامًا؛ لأن الذي يُلقي بمخلفاته استسهل رميها في منتصف الشارع عن الدخول في منتصف الخرابة.. فقرَّرت أن أصعد سلم كفاحي ضد هذه الخرابة من أوله دون يأس.
في البداية، اتصلت برقم تليفون شكاوي البيئة وهو (225256442)، وتم الرد بسرعة، وقدَّم لي السيد المُتلقي نصيحة وهي ضرورة الاتصال برقم تليفون هيئة النظافة المُوحَّد وهو (152)، وقد اتصلت بالرقم وتابعت شكوتي يوميًا ولمدة خمسة أيام، حتي ملّ مني مُتلقو الشكوي وقرَّروا إحالتي إلي حي جنوب الذي تتوجه إليه شكاوي المنطقة التي أسكن فيها، والمفروض منهم نظر شكوتي والعمل علي تنظيف قطعة الأرض الفضاء المواجهة لشارعي.
وبعد يومين قمت فيهما بالتهديد شديد اللهجة بأن شكوتي لن تقف عند هذا الحد، وبأنني سأصعدها لأعلي المستويات؛ جاء فردان من هيئة نظافة حي جنوب لبحث الشكوي، ثم وعدوني بأن أكياس القمامة هي التي سيتم رفعها دونًا عن غيرها، أما مُخلفات البناء فإنها ليست من إختصاصهم، متحججين بأن سيارات الهيئة لا تسمح بعبء رفع مُخلفات البناء. وعندما أعطيتهم ورقة جريدة الأهرام التي تحمل تصريحات المهندس "أحمد علي"- رئيس هيئة النظافة- قالوا عن تصريحاته "كلام جرائد" لا يجوز تصديقه! وافقتهم مبدئيًا، وطلبت منهم رقم استطيع أن أتابع من خلاله خط سير الشكوي، فأعطوني رقمًا يعمل صاحبه علي ما يبدو "مطيباتي" لتلقي الشكاوي وتنويمها إلي حين ميسرة.
وبعد يومين، جاءت سيارة الهيئة- وهي ممتلئة عن آخرها- وجمعت بعضًا من فروع الأشجار المُلقاة علي قارعة الطريق، ثم انطلقت بسرعة مع وعد منهم بجمع جزء آخر في يوم آخر، مع وجود لودر لرفع المخلفات التي لا يستطيع العامل رفعها وحده..
وهنا قرَّرت أن أبحث من جديد عن رقم رئيس هيئة نظافة محافظة "القاهرة" بنفسه لأشكو له من موظفيه. وبالفعل وجدت رقم موبايله الشخصي، واتصلت به، وطالبته بتنفيذ وعوده بتنظيف "مصر" من مخلفاتها. وأنهيت المُكالمة، وفي نيتي انتظار يومين جديدين لا ثالث لهما، ثم اليأس التام بعدها، وانتظار الجهود الأهلية. ولكنني فوجئت بعد عشرة دقائق برئيس هيئة نظافة منطقتي يتصل بي شخصيًا ويعاتبني لسرعة تصعيد شكوتي لرئيس هيئة المحافظة شخصيًا، ثم طلب مني انتظار تصليح لودر الهيئة لمدة يومين وبعدها ستختفي المخلفات من علي وجه الأرض.
وبعد يومين وصل اللودر ومعه سيارة الهيئة لتحميل المُخلفات عليها، وقد تم دفن المُخلفات علي يومين. وفي كل مرة يُبدي سائق اللودر استياءه من وقوفي فوق رأسه حتي يتخلص من أي هرم قمامة أمامه. وبالفعل تم تنظيف أرض الخرابة من مخلفاتها مع ماعانيناه من انفجار ماسورة مياة عذبة تقع علي سطح الأرض الفضاء، والتي كسرها اللودر بثقله؛ فغرقنا في بركة من المياه العذبة حتي حنت علينا هيئة المياة وأصلحتها، وذلك بعد إلحاح وإبلاغ بوليس النجدة ورقمه (122).
وأثناء تنظيف الخرابة، وجَّهت عددًا من الأسئلة لموظف الهيئة ويُدعي "رضا"، ومنها سؤال يتعلق بمقابل عملهم المادي لأصطدم بأن راتبهم الشهري لا يتعدى الثلاثمائة جنيه شهريًا، وبأن موظفي الهيئة يتمنون تنفيذ الحد الأدني للراتب الذي حددته الحكومة وهو (400) جنيه حتي يزداد دخلهم!!
الآن، وبعد مرور أسبوع علي تفوير الخرابة وتنظيفها ورؤية الجميع لي وأنا أجمع وأرفع مالم يرفعه اللودر بنفسي، وتهديد كل من تسوِّل له نفسه إلقاء مخلفاته في قطعة الأرض الفضاء بإبلاغ السُلطات عنه مع تغريمه من (300) جنيه وحتي ألف جنيه، امتنع الجميع عن إلقاء مُخلفاته فيها.
وبعد أن انتهيت من مُهمة تنظيف الخرابة، تقدَّم وفد من الجيران لتقديم واجب الشكر علي جهودي البيئية العظيمة، ثم طالبوني باستخدام نفوذي- باعتباري واحدة سرها باتع- لرصف الشارع المواجه لمساكننا، وطالبونني أيضًا بإمداد مواسير الغاز في المنطقة، فأخبرتهم بأن الطلعة القادمة يجب أن تكون جماعية وليست فردية؛ لأنني لست عضوة مجلس شعب، ولست "فانوس علاء الدين"، ولكنني امرأة قرَّرت أن تُحدث تغييرًا في مجتمعها الصغير.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :