- المصري لحقوق الإنسان يرسم خريطة العنف داخل المدارس المصرية ويطالب بإقالة حكومة نظيف
- محررة الأقباط متحدون وتجربة رائدة كللت بالنجاح لإزالة "مقلب قمامة"
- مرشحة الكوتة بالجيزة : على الكنيسة والدولة أن تشجع المسيحيين للانخراط في العمل السياسي دون تكفير
- هل تم تسييس تقرير الحريات الدينية الأمريكي؟!!
- كيف بنى الملياردير الهندي موكيش أمباني أغلى منزل في العالم؟
ابتسم للحياة لتسعد
بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي
الابتسامة الصادقة
وسط ضغوط الحياة المتلاحقة، وأمام التحديات التي نواجهها، والضغوط الإجتماعية والإقتصادية وآثارها النفسية، نحن أحوج الناس إلي الابتسامة التي تكون كبزوغ نور الصباح من بين ظلمات الليل، نحتاج ليد الرجاء تنشلنا من الأحزان. نحتاج بالأكثر إلي يد الله الحنونة وابتسامته الصادقة ليخفف عنا آلام الطريق كما جاء عنه "ناظرين إلي رئيس الايمان ومكمِّله يسوع الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله" (عب 2:12).
لقد كان الرب يسوع المسيح يهتم بقضية خلاصنا وفدائنا، ولهذا السرور استهان بالصليب والموت؛ ليقيمنا معه ويرينا بهجة قيامته. لقد سار آبائنا الرسل والقديسون علي نفس الدرب الذي سلكه معلمنا الصالح، وعندما تعرَّض البعض للضرب والإهانة، مضوا فرحين؛ لأنهم حُسبوا أهلاً أن يضُطهدوا من أجل اسم المسيح الحِسن. وهكذا قبل المسيحيون الأولون سلب أموالهم بفرح من أجل اسم المسيح..
لقد دٌعينا في المسيحية إلي حياة الفرح بالخلاص الثمين والمواعيد الصادقة والبنوة الحقيقية لله. وهكذا يدعونا الإنجيل للفرح، ويقول: "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضًا افرحوا" (في 4 : 4).
إن آلام الحياة والضيقات والاضطهاد كلها، تؤهِّلنا للميراث السماوي السعيد، بل كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مبتهجين (1بط 4: 13).
تسبحة الايمان
في القديم كان الشعب محاطًا بالأعداء، وكانت الظروف الإقتصادية قاسية، ويبدو أنه لا مخرَج من الظروف الصعبة المحيطة. لكن اسمع النبي "حبقوق" في ثقة في الله يقول "فمع إنه لا يزهر التين ولا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعاما، ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود. فإني ابتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي. الرب السيد قوتي ويجعل قدمي كالأيائل ويمشيني على مرتفعاتي" (حب 17:3-19). نعم، لا تنظر فقط للظروف المحيطة بك، ولكن تطلَّع بعين الايمان والرجاء إلي السماء وأفراحها، وإلي الخلاص الآتي من قبل الرب.
إن لكل مشكلة عند الله حلول، ولكل باب مغلق لدي السماء ألف مفتاح، ولكل تجربة بداية ونهاية. بل إن حياتنا ستنتهي ونحن أبناء وبنات الله وورثة ملكوت السماوات. نعم، الرب يدافع عنا ونحن صامتون.. إننا ننتظر في رجاء وفرح الخلاص من أعدائنا وخوفنا وضعفنا. وكما جاء في الإنجيل "نحن مؤازرون لسروركم لأنكم بالايمان تثبتون" (2كو7:9). وقد قال القديس "بولس الرسول" في تجربته: "فبكل سرور أفتخر في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح" (2كو9:12). الابتسامة الصادقة حتي وسط الضيق تكون بلسمًا لنفسك وتخفيفًا لأحزانك وباعثًا للرجاء داخلك ولمن حولك. أتعرف ممن تعلمت الابتسامة الصادقة، والترحيب الودود؟ إني تعلمتها من كلبي الوفي الذي لا يعرف إلا لغة الابتسام لأصحابه.. من أسنانه ووجهه إلي نهاية ذيله الطويل.. يلقاني مرحِّبًا ويركض حولي قائلاً: إني أحبك، وسأظل وفيًا لك، وأريد أن أدخل السعادة إلي قلبك.
الابتسامة هي أجمل لغة بدون كلمات. إنها تضئ وجهك وتهبه الصحة وتُصلح من مزاجك وتشفي عقلك الباطن. إن وجهك في معظم الأحيان لا تراه بل يراه الآخرون، فقدِّم منه ابتسامة صادقة، وكلمات طيبة، ومحبة بلا رياء؛ فتسعد أنت وتكون نبعًا لا ينضب من الفرح لمن حولك .
الابتسامة دواء
أجري الأطباء العديد من الدراسات علي الابتسامة والضحك وفائدتهما، ووجدوا أن الضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشرة دقائق، وشبَّهوا الابتسامة بالهرولة وأنت جالس. إننا نحتاج إلي الابتسامة لكي نحافظ علي توازننا العقلي، وتمتص طاقتنا الغضبية، وتمنحنا الهدوء والاتزان والتفكر السليم في حل المشكلات.
قال العالم الفرنسي"بيير فاشيه": "إن الضحك والابتسام يوسِّع الشرايين والأوردة ، وينشِّط الدورة الدموية، ويعمِّق التنفس، ويجعل الأكسجين يصل إلي أبعد أطراف الجسم". والابتسامة للمريض ومعها بث روح الأمل، لها أهمية كبري في شفائه، وخاصةً لأمراض القلب والسرطان، وهي علاج فعَّال للأمراض العصبية والراحة بعد التعب، ومساعد لحل المشكلات المعقَّدة. ولا أنسي أبدًا ذلك الأب الروحي الذي يذهب إليه أبنائه في وسط الضيق والآلام والمشاكل، فيقابلها بابتسامة حلوة، ويغلِّف الحل في النكتة الخفيفة والمثل والعبرة من أحداث الحياة؛ فيمضي أبنائه وقد فاقوا من الغفلة، واحتملوا الآخرين، وهانت عليهم المصاعب.
الآخرون في حاجة لابتسامتك
إن ابتسامتك الصادقة للآخرين هي أيضًا مصدر لإسعادهم. وهي تفوق العطاء المادي في تأثيرها النفسي لذوي الحاجة. وطبعًا عندما يصحب العطاء المادي المحبة والتعضيد فكم يكون تأثيرها؟ "في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضِّدون الضعفاء، متذكرين كلمات الرب يسوع إنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع 20 : 35).
إن حاجتنا إلي الفرح والمحبة والدفء العاطفي بالابتسامة، ربما تفوق حاجتنا إلي الطعام! وعندما نكون مع أحباء لنا.. نمرح ونسعد، فإننا ننسي حتي الطعام ونحرص علي استمرار اللقاء.
إن ابتسامتنا الصادقة تؤثِّر علي العقل الباطن لنا ولمن حولنا، وتسهِّل التواصل والتفاهم والانسجام. وفي مواجهة المواقف الصعبة، بالابتسامة نمتص الصدمات ونبعد عن جو التوتر، ونجد قبولاً حسنًا من الآخرين.
لتعرف كيف تبتسم
لتبتسم وتفرح مع الناس، وتفرح مع الفرحين وتحزن مع الحزاني، وتحاول تخفيف أحزانهم . اضحك مع الناس، ولكن أياك أن تضحك عليهم أو تسخر من ضعفاتهم. وابعد عن الضحكات الزائفة. لتكن صادقًا في محبتك، ودودًا في ابتسامتك، مشاركًا الناس آلامهم وأفراحهم. وليكن لك ثقة أن كل الضيقات والتجارب ستنتهي، وأن خفة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا ثِقل مجد أبدي .
في كل يوم قل مع المرنم "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ولنتهلل فيه، يارب خلصنا، يارب سهِّل طرقنا، مبارك الآتي باسم الرب". مع ملائكة الميلاد رنِّم فرحًا بالخلاص "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة". ولا تحمل كراهية أو حقدًا في قلبك لأحد. ولا تدع تصرفات الآخرين تدمِّر سعادتك، فأنت سفير السماء. ووطنك الذي تمثِّله علي الأرض لا يوجد فيه إلا السعادة والفرح.
فلنكن إذًا سفراء لله والسماء. ولنعمل علي جعل حياتنا علي الأرض رحلة فرح وترنُّم وسعادة..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :