الأقباط متحدون | محررة الأقباط متحدون تروى تجربتها في تغطية حادث العمرانية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٢٤ | السبت ٢٧ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٨هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

محررة الأقباط متحدون تروى تجربتها في تغطية حادث العمرانية

السبت ٢٧ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

محررة "الأقباط متحدون" تتذكر صوت الرصاص ورائحة الدخان في عملية اقتحام الكنيسة

بقلم: حكمت حنا
لحظات شعرت بها أن الموت قريبًا جدًا.. أتذكر رائحة القنابل المسيلة للدموع تنتشر في كل مكان، مع دخانها الضبابي، بينما جدران الكنيسة من الداخل خاوية.. لا مخابئ أو غرف، فقط جدران بها فتحات تتساقط منها القنابل..
أتذكر.. صراخ الأطفال، صراخ الأمهات، حالات الإغماء.. طلقات رصاص بالهواء، أصابت إحداها شابًا أتى من الصعيد ليشارك في بناء كنيسة.. ليحتج ضد قوانين ظالمة.. لم ترحمه الرصاصة.
أتذكر ما حدث صباح الأربعاء، واعتداء قوات الأمن المركزي المدججة بالأسلحة على كنيسة بلا حصون.. لم أكن خائفة على نفسي بقدر ما هز الخوف أحشائي رعبًا على طفلي الذي لم يولد بعد..

خرجت أبحث عن زوجي.. صرخت لعله يسمعني وينقذني.. كان هو أيضًا يهتف باسمي.. يبحث عني.. لكن دوي القنابل والصرخات حال دون أن يجدني.. حاولت بسماعد آخرين القفز من على السور الخلفي للكنيسة للنجاة بنفسي.. وللوقت وجدنا أجسادنا منغرسة في الرمال والمعدات، ولا يوجد سور للقفز، ولغياب عقلي تخيلت أن الأرض تنشق لتبتلعنا، حتى اختفت متعلقاتنا أسفل الرمال.. فقد تحطم السور نتيجة اندفاع الناس عليه للهرب من اقتحام الغاز الذي حاصرني وأنا أبحث عن الكاميرا.. تلك الرفيقة التي سجلت لحظة الهجوم الشرس على أناس لا حول لهم ولا قوة.. سوى صوتهم ومشاعرهم الخالصة.. لبناء مكان للعبادة ليس أكثر.. كان هدفي أن أفضح همجية قوات الأمن في تعامله مع أناس وصفوهم بأنهم خارجين على القانون!

أخذت أسير بصحبة فتى من الكنيسة لا أعرف إلى أين أذهب! لم أستطع أن أصف له طريق منزلي لعدم قدرتي على استجماع نفسي.. وصلت لمنزل أحد أقاربنا بالصدفة فاصطحبني لمنزلي بعد فقداني المفاتيح الخاصة بي مع متعلقاتي أثناء الحادث.. وهناك وجدت أشخاصًا يرتدون زيًا مدنيًا، اكتشفت أنهم أفراد أمن ممسكين بعصي وشوم ..يضربون بعض الناس أمام منزلي.. يكسرون سيارة كانت أمام المنزل.. مع واب من الألفاظ الخادشة للحياء.
هناك وجدت زوجي.. حاول البحث عني في الشوارع المحيطة بالكنيسة.. وجدته مصابًا في رأسه خلف الباب الرئيسي الذي حاولوا اقتحامه للبحث عن رجال ونساء وشباب كانوا ضمن المحتجين بالكنيسة، وتعقبهم الأمن ليختبئوا بمنزلنا هربًا من البطش الأمني.

يبدو كل ذلك وكأنه كابوسًا لا أريد تذكره.. لكنه للأسف واقع.. وقررت ألا أستسلم لليأس، فلدي مهمة صحفية كبيرة، لتوصيل ما فعلت قوات الأمن الباطشة بالبسطاء.. بمن طالبوا بأبسط حقوقهم، لكن أرادت قوات الأمن أن تُخرسهم وتعاقبهم على تحركهم السلمي، وتمنحهم درسًا لا يمكن نسيانه..

وقت الكتابة أجتهد كثيرًا لأرصد بدقة ما وقع بأمانة وموضوعية.. لكن سرعان ما تعاودني لحظة أرى فيها صورة الظلم والجبروت.. فتعود الذكريات المؤلمة من جديد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :