الأقباط متحدون | الاقباط فى البرلمان كانوا دومًا صورة مشرفة للوطن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | الأحد ٢٨ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٩هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الاقباط فى البرلمان كانوا دومًا صورة مشرفة للوطن

الأحد ٢٨ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتبت: ميرفت عياد
إن المشاركة الفعَّالة للأقباط في الميدان السياسي، مع نشأة الأحزاب المصرية، كانت هي الأساس الذى بُنيت عليه مشاركتهم فى ثورة 1919، ومع قيام الثورة حدث امتزاج فريد بين المسلمين والمسيحيين، وشهدت فترة العهد الليبرالي من 1923 إلى 1952 إقبالاً كبيرًا من قبل الأقباط للخوض والمشاركة فى الحياة السياسية؛ فانضموا إلى العديد من الأحزاب السياسية، وشغل العديد منهم مناصب قيادية أمثال "ويصا واصف"، و"فخري عبد النور"، و"مكرم عبيد"، والبابا "كيرلس الخامس"، والقمص "بولس باسيلي".
 
"ويصا واصف".. والتصدي للفتنة الطائفية
اُنتخب "ويصا واصف" الذى وُلد فى 12 مايو 1872 فى مدينة "طهطا" رئيسًا لمجلس النواب فى سنة 1934، وأُعيد انتخابه أكثر من مرة حتى توفى، وكان عضوًا في حزب الوفد، وواحد من الذين قاموا بالإمضاء على احتجاج نفي "سعد زغلول"، وحشد الشعب لإشعال الثورة ضد المستعمر الإنجليزي.
 
وبدأ "واصف" مشواره الوطني بكتابة مقالات نارية أرسلها إلي جريدة "اللواء" التي كان يصدرها الزعيم "مصطفي كامل"، ومن هنا بدأت علاقته القوية به. ومن المواقف التى لن ينساها التاريخ للسياسي "ويصا واصف"، وقوفه بحزم للتصدى للفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط التى عمل القصر والإنجليز على بثها بين أفراد الشعب. ولعل ذلك يرجع إلى خوف المستعمِر من اتحاد أفراد الشعب المصري، ووقوفه قوة واحدة يطالب بالاستقلال؛ ولذا قرَّر تطبيق مبدأ "فرِّق تسد"، إلا أن العديد من العقلاء أمثال "أحمد لطفي السيد" وقفوا بجانب "ويصا واصف" للتصدي لهذه الفتنة التى أرادوا إشعالها بين أفراد الشعب المصري، والذين كانت نظرتهم للمستقبل نظرة ثاقبة وصادقة. 
"فخري عبد النور".. أسرة تميَّزت بالروح الوطنية
ولم يكن "ويصا واصف" وحده ذا حث وطني قوي، بل شاركه فى هذا السياسي البارع "فخري عبد النور"، الذى ذهب مع "ويصا" إلي "سعد زغلول"، وأعربا له عن رغبتهما في الانضمام لحزب الوفد، والذى كان لانضمامهما وانضمام الأقباط إليه أثر بالغ فى تشجيع الروح الوطنية، حيث تأكدت وحدة الشعب المصرى ووقوفه سويًا ضد المستعمر الأجنبي.
\
وُلد "فخري عبد النور" في مدينة "جرجا" بـ"سوهاج" عام 1881، وهو من أسرة تميَّزت بالروح الوطنية. كان "فخري" يزاول مهام منصبه كنائب في مجلس النواب بإخلاص شديد، حيث استدعى وزير الصحة وسأله عن التدابير التى قام باتخاذها لمواجهة حمَّى الملاريا بـ"أسوان"، كما سأل وزير الزراعة عن زيادة مساحة زراعة القمح. وقبل أن تُختم هذه الجلسة، فاضت روحه الطاهرة إلى خالقها يوم 9 ديسمبر 1942.
 
"مكرم عبيد".. الدين لله والوطن للجميع
وشارك في تأبين "فخري عبد النور"، السياسي البارز "مكرم عبيد"، ذلك السياسي القبطي الوحيد الذي عبر حاجز الأقلية ليصبح شخصية عامة متمتعة بشعبية واسعة بين المسلمين والمسيحيين على حد السواء. فبفضل ايمانه بأن الدين لله والوطن للجميع، نجح فى أن يصنع جسورًا قوية مع الرأي العام المصري لسنوات طويلة، كما أنه صاحب مقولة "إن مصر ليس وطنًا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا".
وُلد "مكرم عبيد"، أشهر خطيب قبطي في التاريخ السياسي المصري في 25 أكتوبر عام 1889 بمحافظة "قنا"، وشغل منصب رئاسي في حزب الأغلبية، كما تقلَّد منصب وزير مالية.
ورحل "عبيد" عن عالمنا فى 5 يونيو 1961، تاركًا لنا نموذج للوحدة الوطنية وأنصهارها في بوتقة واحدة للخروج من الأزمات التي تلحق بهذه الأمة.
 
البابا "كيرلس الخامس".. يتصدى لأطماع الإنجليز
كما كان البابا "كيرلس" الخامس في مقدمة المصريين- الأقباط والمسلمين- الذين استطاعوا أن يعوا مسئوليتهم الوطنية، ولذا كان عضوًا بمجلس الشورى، وساند "عرابي" في موقفه ضد الخديوي "توفيق"، وضد الاحتلال، إلى الدرجة التى جعلته يُعلن أن الإنجليز ليسوا فقد مستعمرين سياسين، بل هم مكمن الخطر على أقباط "مصر"؛ نظرًا لأطماع الكنيسة الإنجليزية ونشاطها التربوي والديني في "مصر". وهكذا وقف البابا "كيرلس الخامس" فى وجه أطماع الإنجليز، محتفظاً بوطنية وقومية كنيسته، وداعمًا الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المصري. كما كان اجتماع رجال الدين الإسلامي والمسيحي في المساجد والكنائس مظهرًا له أقوى الأثر على ترابط أبناء الشعب الواحد وإبراز الشخصية المصرية وتماسكها، وكانت صخرة تتحطَّم عندها أطماع المستعمِر.
 
وأشاد "سعد زغلول" في خطبته التي ألقاها يوم 19 سبتمبر عام 1923 بوطنية الأقباط التي تجلَّت في وطنية بطريركهم، والإخلاص الشديد منهم لوطنهم. وإنهم لولا هذا الإخلاص لتقبَّلوا دعوة الإنجليز لحمايتهم، وفازوا بالجاه والسلطان والمناصب بدلاً من النفي والسجن والاعتقال.
 
القمص "بولس باسيلي".. الكاهن الوحيد بالبرلمان
ويُعد القمص "بولس باسيلي"- كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشي- أول وآخر كاهن قبطي حتى الآن يدخل البرلمان بالانتخاب الحر عن دائرة "شبرا" في الفترة من عام 1971 إلى 1975، وهو رجل خدمات عامة أنشأ وأدار عددًا من مؤسسات الخدمة الإجتماعية الضخمة للمكفوفين والمسنين والمغتربين من الرجال والنساء في حي "شبرا"، كانت تخدم كافة مدن "مصر".
 
كان القمص "بولس باسيلي" خطيبًا مفوَّهًا، له أسلوب قوي وسعة إطِّلاع في مجالات عديدة، إلى جانب مؤسسات التنمية التى أدراها بمهارة وحقَّقت له شعبية كبرى في "شبرا"، كما أنه مارس الصحافة وأسَّس مجلة مار جرجس، وأصدر حوالي (40) كتابًا في مجالات مختلفة. وفي مجلس الشعب كان عضوًا باللجنة المركزية، وحصل على العديد من الأوسمة منها: قلادة مصر من السيدة "جيهان السادات" لإنجازاته الإجتماعية.
 
انتقل القمص "بولس باسيلي" إلى الأمجاد السماوية في منتصف العام الجاري، عن عمر يناهز (94) عامًا، تاركًا خلفه سجل من الوطنية والخدمات لا تساعها العديد من الكتب.
 
المراجع:
- كتاب "هؤلاء الرجال من الأقباط". 
- كتاب "وطنية الأقباط عبر التاريخ".
- كتاب "الأقباط والبرلمان أصوات من زجاج".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :