- "كشف الستار عن الفن القبطي".. معرض يكشف عظمة الحضارة القبطية
- ليس على المجنون حرج
- الكاتب "حلمي النمنم": الثقافة هي السبيل الوحيد لاستيعاب جميع أشكال التعصب
- سمبوزيوم أسوان الدولى.. صورة نادرة للحلم الجماعي لخلق عالم ينبض بالخير والحياة
- د. "عبد الهادي": مثلث الرعب "الجهل والفقر والمرض" قادر على أن يقتل الهوية والانتماء لدى الأفراد والمجتمع ككل
بنحب "مصر".. بنعمل ايه لـ"مصر"؟
بقلم: ميرفت عياد
"بحبها وفي قلبي ساكن حبها.. ياريت يا شوق توصل لها.. ويحس بيّ قلبها..".. هذا مقطع من أغنية للعندليب الأسمر.. للفنان "عبد الحليم حافظ" فنان الزمن الجميل..
قد يظن من يقرأ هذا المقطع من الأغنية.. أن كلماتي القادمة ستكون عن لوعة الحب.. وعذاب الهجر.. وفراق الأحبة.. ومشاعر المحبين الملتهبة بالعشق والغرام.. وتحتاج إلى كريم لعلاج "الحروق".
ولكني أهمس في أذن القارئ قائلة: عفوًا، أنت مخطئ.. فلا يقودك تفكيرك الذي يحاول أن تشوِّهه الأفلام العربي "الخايبة" إلى هذا.. لأن الحب الذى يسهِّرني ويخطف من عيني النوم، أنا وكثيرين غيري، هو "حب مصر".. وهنا أسمع ضحكة عالية تحمل قدرًا من الاستهزاء والاستنكار تخرج من حنجرة أحد القراء، وهو يقول: "بنحب مصر.. بنعمل ايه لمصر..؟"
وهنا أقول له: بالضبط هذا هو الشعار الذى وجدته مكتوبًا على لوحة إعلانات فى أحد الشوارع "بنحب مصر.. بنعمل ايه لمصر..". والحقيقة إنني لا أخفيكم سرًا إني وقفت كثيرًا أمامه أتساءل: بنعمل ايه لـ"مصر"؟
والحقيقة، إنني وجدت الإجابة سهلة وبسيطة.. على هذا السؤال الإجباري.. ولم أحتاج أن أنظر في الورقة التى بجانبي لأغش الإجابة.. كعادة الطلبة في المدارس والجامعات.. وكم تمنَّيت لو كانت كل أسئلة الامتحانات في أيام الدراسة بهذه السهولة.. لكنت دخلت كلية الطب من أوسع أبوابها.. وشرَّحت في خلق العباد.. وبعد كده كويتهم بأسعار "فزيتة" الكشف!!
المهم، إن الإجابة ببساطة، إننا نعمل من أجل "مصر" الكثير، فمن غيرنا يشوِّه وجهها الحضارش؟.. من غيرنا يتفنن فى أساليب إهدار المياه فى غسيل السيارات وترطيب الشوارع.. وغسيل سلالم العمارات؟.. هذه النعمة الإلهية نهدرها لأننا نؤمن بأن النظافة من الايمان.. ولكن هذا الايمان ليس له يد طويلة لتطول سلوكياتنا الخاطئة من إلقاء القمامة فى الشوارع.. إلى فساد المحسوبية والرشوة.. وإلى الكثير الذي لا نستطيع حصره فى هذا المقال.. وهو محتاج لرصده كتبًا كثيرة..
بنعمل ايه لـ"مصر"؟! سؤال ليته يرن في أذن كل مصري.. بدلاً من رنين الموبيلات التي أصابتها هى الأخرى العشوائية.. فتندمج رنات الأغاني، بالترانيم المسيحية، بالدعاءات الإسلامية في مكان واحد، محدثة ضوضاء لا حصر لها.. أو بدل من السماعات التي أصبحت موضوعة في آذان الشباب خاصة لتصم آذانهم عن سماع الواقع.. وتغيِّبهم في وهم أغانى التفاهة والابتذال.
أريد أن يجيبني أحد ويقول لي: ماذا نفعل بحق من أجل تلك البلد لكي تعيش حرة قوية متحضرة؟ ماذا نفعل غير إننا نصادر حرية شعبها ونعد عليهم أنفاسهم.. نلفظهم ونعلن العداء على من يخالفنا الرأي أو المعتقد أو الجنس أو النوع؟.. ومن هنا جاءت ثقافة العنف السائدة فى الشارع المصري.. فالكل لا يطيق غيره.. لأنه ببساطا لا يطيق نفسه.. فإذا كنا غير متصالحين مع أنفسنا، فكيف إذًا سنتصالح مع الآخرين..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :