الأقباط متحدون | في أزهى عصور البلطجة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٢٧ | السبت ٤ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٥ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

في أزهى عصور البلطجة

السبت ٤ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
ننعي لكم بمزيد من الحزن والأسى، وفوق منهم الحسرة والألم؛ المأسوف علي عمرها، فقيدة الصبا والشباب، الفتاة التي ماتت وهي في ريعان البدايات، الأخت "ديمقراطية" بنت الأسطي "نزاهة" والست "شفافية"، وذلك في ظروف غير غامضة يعرفها القاصي والداني. وقد حدثت جريمة القتل غير الآدمية التي أدمت مشاعر كل ذي ضمير صاحي في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة في "مصر".

قتلوها وهي في عرسها، وتحوَّل العرس إلي مأتم صوَّت فيه الجميع بعلو حسهم، وصرَّحوا بأن البلد دي بلد يحكمها البلطجية والمُرتشين والمزورين. كنا نسمع عن حوادث القتل الكثيرة وكأنها مجموعة من التحذيرات لكل مواطن يريد أن يمارس حقه الشرعي ويدلو بدلوه في انتخابات كان يتخيل بأن له فيها ناقة وجمل ونعجة، ولكن الحالة كانت صعبة، والتزوير كان علي ودنه، والتليفزيون فضح الوضع، والرقابة كان عليها رقابة وحظر تجوُّل!! فاليوم يوم الفساد الذي جاء ليحكم ويستبيح أعراض صناديق الانتخابات، وعلي الجميع أن يكتفي بدور من لا دور له، ويتخيل نفسه في بلد غير البلد، ويشاهد كيفما يريد وهو عاقد العزم والنية علي ابتلاع الوكسة القوية في رضا وصمت. 

طبعًا لم تخطو قدمي أي لجنة من لجان الانتخابات، فقد اكتشفت أن لجان الانتخابات مُغلقة علي البلطجية والأموات! ففي هذا اليوم المهيب خرج بلطجية "مصر" في مظاهرة حب وانشكاح لاختيار خير من يمثِّلهم في البرطمان.. امتنع الشعب؛ فاللجنة التي يدخلها بلطجي هي ملك خالص له، ورثها عن أمه وأبيه واللي خلفوه، وعلي من يعترض علي مشيئة قانون البلطجة، أن يلجأ لأقرب صندوق انتخابات ويخبط رأسه فيه. كما شارك في صحوة الموت التي عانت سكراتها "مصر" السادة الأموات- بشبش الله الطوبة التي تحت رؤوسهم- فقد قرَّروا أن يشاركوا بغير إرادتهم، ويختاروا بأصواتهم التي لم تُسمع إلا بعد سكنهم لقبورهم في اختيار من يمثل ذريتهم تحت القبة.

وبالطبع لم يفوتني متابعة آخر أخبار الانتخابات من خلال عدد لا بأس به من الجرائد، كنت أبدأ بالمصري اليوم، وأمر علي الدستور، أتبعه بالشروق، لينتهي بي المطاف داخل جريدة الأهرام، حيث البلد الوردية الزاخرة التي تصوِّر بلدًا لم نسمع عنها إلا في الأساطير وحواديت ألف نيلة ونيلة! وقد تنافست الجرائد القومية في تصوير الانتخابات علي إنها انتخابات ناصعة النزاهة، لدرجة أن المجتمعات الأوروبية المسكينة الشقيانة تحسدنا عليها، وتتمني من كامل قلبها أن تحصل علي كراسي لا يتزحزح أصحابها عنها إلا بزيارة غير مُتوقعة من ملاك الموت! وكل عام وأنتم بخير، وصحة، وتزوير..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :