الأقباط متحدون | المسيحي .. من هو؟ لنطبق عليه أحكام الكتاب المقدس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٠٠ | الأحد ٥ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٦ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المسيحي .. من هو؟ لنطبق عليه أحكام الكتاب المقدس

الأحد ٥ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : ]إيهاب شاكر
وثار الجدل مرة أخرى حول رفض القضاء الإداري وقف تنفيذ حكم الزواج الثاني للأقباط، بين من يؤكد ويصر على  الرفض التام للزواج الثاني للمسيحيين ـ وأنا أفضل هذه التسمية(مسيحيين) عن ( أقباط) لأم لكل منهما معناه الخاص، وهذا ما سأتحدث عنه لاحقاً ـ  وبين من يرى في الزواج المدني المنفذ والحل لكل هذه المشكلات والجدل الدائر حولها، ومن يطالب بسرعة إصدار القانون الموحد للأحوال الشخصية للمسيحيين لأنه سيحل ـ بحسب هذا الرأي ـ جميع تلك المشكلات.

    وفي رأيي الشخصي، وبغض النظر عن أية هذه الآراء هي الصحيح والأقرب لرأي الكتاب المقدس، وإن كنت مع الرأي القائل بمنع الزواج للمرة الثانية للمطلق المسيحي، لكن في رأيي، أن الأمر يحتاج أو لابد أن يُنظر له من منظور آخر، وببساطة ينبغي أن نسأل من هو المسيحي الذي تُطبق عليه أحكام ووصايا الكتاب المقدس؟!

   نعم، نحتاج أن نعرّف كلمة "المسيحي" حتى نطبق على حاملها أحكام كتابه ووصاياه. فهل المسيحي هو كل من كُتب في خانة الديانة في بطاقته الشخصية أنه مسيحي؟! هل المسيحي هو كل من وُلد في أسرة مسيحية؟ هل المسيحي هو كل من يذهب للكنيسة ويمارس الطقوس الكنسية المعروفة؟ هل المسيحي هو من رُشم أو رشم على يديه علامة الصليب، أو حتى علقها( أو علقتها) على صدره؟  

المسيحي بحسب قاموس وبستر: "هو الشخص الذي يعترف بإيمانه أن يسوع هو المسيح أو بالدين المبني على تعاليم يسوع." لكن هذا التعريف لا يعبر بدقة عن ماهية الشخص المسيحي.

حتى لا نخمن أو نؤلف إجابة، علينا بالرجوع للمصدر الأساسي للتعريف، وهو الكتاب المقدس.
 في بادئ الأمر دُعي أتباع المسيح بلقب " أصحاب الطريق" وهذا نجده في سفر أعمال الرسل مثل :
وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَغَبٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ بِسَبَبِ هَذَا الطَّرِيقِ( أعمال 19 : 23 )
وَاضْطَهَدْتُ هَذَا الطَّرِيقَ حَتَّى الْمَوْتِ مُقَيِّداً وَمُسَلِّماً إِلَى السُّجُونِ رِجَالاً وَنِسَاءً( أعمال 22 : 4 )  
فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا فِيلِكْسُ أَمْهَلَهُمْ إِذْ كَانَ يَعْلَمُ بِأَكْثَرِ تَحْقِيقٍ أُمُورَ هَذَا الطَّرِيقِ قَائِلاً: «مَتَى انْحَدَرَ لِيسِيَاسُ الأَمِيرُ أَفْحَصُ عَنْ أُمُورِكُمْ».( أعمال 24 : 22 )

وكانت أول مرة دُعي أتباع المسيح بلفظ " مسيحيين" في مدينة أنطاكية
فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً. ( أعمال 11 : 26 ) ولماذا دُعيي التلاميذ هكذا بهذا الاسم؟

والسؤال هو لماذا دعي أتباع المسيح بهذا الاسم؟
     ببساطة، لأن نشاطاتهم و تصرفاتهم وتعبيراتهم كانت مثل المسيح. في الأصل كان التعبير يستخدم بغرض الإهانة والسخرية من أتباع يسوع. لكن التعبير يعني "أعضاء جماعة المسيح" أو "تابع أو خاضع للمسيح"، وبالطبع هذا كله شبيه للمعني الموجود في القاموس.

        للأسف، مع الوقت فقدت هذه الكلمة معناها، إذ أصبحت تُطلق ـ كما سبق وتحدثنا أو تساءلنا ـ على كل من وُلد من أسرة مسيحية أو في بطاقته مسيحي ......إلخ.
     فمجرد ذهابي للكنيسة أو قيامي ببعض الأعمال الخيرة لا يجعلني مسيحيا، كما أن دخول سيارة للمطار لا يجعلها طائرة!
     
    تعلمنا كلمة الله أن الأعمال الجيدة لا تجعلنا مقبولين في نظر الله، تيطس 5:3 يقول "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضي رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس". لذلك المسيحي هو شخص مولود ثانية من الله (يوحنا 3:3 و 7:3 و بطرس الأولي 23:1) وشخص يضع إيمانه وثقته في يسوع المسيح. أفسس 8:2 يقول :"لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله."

       إذاً المسيحي الحقيقي ليس شخص يتبع طقوساً دينية أو قواعد أخلاقية معينة. بل هو شخص تائب عن خطاياه وهو يضع ثقته وإيمانه في يسوع المسيح وحده، وهذا الإيمان وهذه الثقة هي ما تجعله تلقائياً يقوم بالأعمال الصالحة التي ترضي الله.
     
      ونتيجة هذا الإيمان بالمسيح والسير فيخطاه، ينال الشخص بركات أو امتيازات منها :
1-    يصبح واحدا من أولاد الله. "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يوحنا 11:1-13).
2-    ينال غفران الخطايا. إن أول ما يدركه المسيحي الحقيقي حين يعترف بخطاياه ويؤمن بيسوع المسيح، أي يقبله في قلبه، هو أنه قد تخلّص من حمل ثقيل، وهو غفران خطاياه. هذا الغفران الكامل هو من نصيب كل مؤمن حقيقي، لذلك قبل أن يوجِّه الرسول يوحنا كلامه للفئات الثلاث من المؤمنين - أي الآباء والأحداث والأطفال - قال للجميع: "أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ [وهي تعني الأعزاء]، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ"
(1يوحنا 12:2). هذه حقيقة يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح!!! ويؤكدها الروح القدس في أماكن كثيرة من كلمة الله، فيقول: "مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كولوسي 13:2)، وأيضاً "الَّذِي فِيهِ [أي في المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1).
3-    يسكن فيه الروح القدس. قبول الروح القدس، أي سكناه في المسيحي الحقيقي هو الختم الإلهي لكل مؤمن حقيقي في عصر الكنيسة، كما جاء في أفسس 13:1 "إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ".
4-    التبرير. في رومية 3 نتعلم أولاً أنه "بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ" (عدد 20). ولكنه يخبرنا أيضاً عن "بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" (عدد 22)، ثم يضيف قائلاً لنا: "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (عدد 24). وفي رومية 5:4 يقول: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا".
5-    يصبح عضوا في الكنيسة. الكنيسة "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ [أي جسد المسيح]، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (أفسس 23:1).
6-    يأخذ جنسية سماوية. المسيحي الحقيقي هو مواطن سماوي "فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ [أي وطننا، كما تقول الترجمة التفسيرية] هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (فيلبي 20:3-21). لكنه في نفس الوقت يخضع للقوانين الأرضية، وهذا تعلمنا إياه كلمة الله أيضا. "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ" (رومية 1:13)، على أنه "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال 29:5).

هذا هو المسيحي الحقيقي، والذي بحسب رأيي ينبغي أن تُطبق عليه أحكام ووصايا كلمة الله الكتاب المقدس، لأنه وحده يملك الطبيعة التي تساعده على ذلك.

أعرف أن هذا التعريف وهذا المطلب هو يعتد أكثر بالداخل الإنساني ويعلمه الله أكثر من البشر، لكن في نفس الوقت هذه هي الحقيقة، التي إن طبقناها ستحل الكثير من المشاكل والجدل الثائر،وللحديث بقية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :