أين العدل
بقلم: مينا ملاك
ننشد العدل، والعدل ينشدنا، كلما سألت واحدًا يقول لك أنه مظلوم، وكلما نظرت في حاله تجده ظالمًا، ولا أعرف لماذا لا نعترف بالحقيقة، ولا نواجه أنفسنا، لماذا نحاول تجميل الصور، فأنت لا تريدني معك، ولا أنا أريد أن أفرض نفسي عليك، لكن الشعب لم يختر، لا أنا ولا أنت، يبقى عليك أن تقول الحقيقة بأنك لا تستطيع المشاركة معي، والعيش معي. نوري يقهر ظلمتك، فأنا الذي كشفتك وواجهتك بعيوبك، وقلت لك بأنك حرامي ومحتكر ومزور وغشاش، وتستعمى الناس وتستغلهم، فصار عليك وهو أمر طبيعي أن تحاول أن تظهر عيوبي، وأنا لا أنكر أن بي عيوب، ولكن أنكر عليك أن تحاول تحطيمي، وتظن أنني سأسكت على ظلمك لي، فأنت واهم، والذي يثير أنني حاولت الانسحاب، فسفهت من انسحابي وحاولت إثنائي عنه، كل ذلك في خطة مكشوفة لتبرئ نفسك من دمي، ومن أنك تحاول قتلي وتحطيمي، كل هذا لتجمل صورتك في عيون مريديك، والمستنفعين منك، لا جدال أنك ظالم ومفتري، ولن أسامحك مهما طال بنا الأمد، لا أعرف متى سأكون قادرًا على الحصول على حقي، لكنني على يقين أن الله قادر أن يعطيني حقي، لا تظن أن كرسيك يحميك، لا تظن أنك باقٍ إلى الأبد لتحمي مريديك الذين تحاول حمايتهم، وضربهم بي وضربي بهم، لإيهامهم بأنك الملجأ والحصن الحصين لهم.
لماذا حاولت أن تبقي عليّ في الحياة، والتعامل معك وأنت ترفضني، هل لزوم الوجاهة أم أنك تحاول الانتفاع من وجودي احترامًا للتمثيلية التي تمثلها على الكل، وإن صدقك الكل أن كانوا مغفلين، فهل أنت تصدق نفسك؟ بأنك الطيب والحمل الوديع، وهل تثق في أنك قادر على أن تبقى على تمثيلك الرديء هذا إلى الأبد، فأنت تعلم أنك تخطئ أخطاءً تمثيلية فادحة، آخرها هذا الخطأ الفادح الذي انكشفت فيه، وقررت أنا على إثره الانسحاب، وحاولت أنت بكل طريقة تغيير الواقع الذي رآك فيه الكل على حقيقتك المؤسفة، وكذبت وداريت حقيقتك، ووجوهك الكريهة حتى صرت لهم بريئًا مرة أخرى، وسرعان ما حيكت المؤامرات لتقصيني عن طريقك، أرجوك حدد موقفك، هل تريدها حياة شريفة على مزاجك أم تريدها حياة شريفة بجد؟ فأين العدل في معاملاتك؟ وأين الشرف في حربك معي؟ وهي حرب غير متكافئة، أنت تستخدم كل أسلحتك الشريفة وغير الشريفة، وحال غضبي ومحاولتي إشهار السلاح في وجهك -علمًا بأنه سلاح شريف لأنني لا أستخدم الأسلحة غير الشريفة ولا أفضلها- أقول حال رفعي السلاح في وجهك تسرع بأن تواسيني وتهدأني وتتودد إلَيَّ.
عزيزي القارئ، هذا جواب أرسلته كل معارضة في شتى أنحاء العالم لكل نظام حاكم يقهرها ويظلمها ويسيئ إليها، وللمكان الذي يجمعهما سويًا... وأنا أضيف إليه المختصر المفيد وهو:
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الخالق.. كان الله في عون الغنم إذا كان الذئب قاضيًا لها!.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :