الأقباط متحدون | كمال وعزّ.. وفن تنظيم العشوائيات السياسية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٥٤ | الاربعاء ٨ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٩ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كمال وعزّ.. وفن تنظيم العشوائيات السياسية

الاربعاء ٨ ديسمبر ٢٠١٠ - ٣٩: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: يوسف وهيب
الحمد لله والشكر لحكومتنا الرشيدة، وللحزب الوطني بـ "عِزِّه" بعد أن نجحت جهود الجميع في تخليصنا من وجع الرأس، وإشغال الطريق في الدماغ، الذي كنا نسميه تجاوزًا المعارضة، ولمن يختلف معي في هذا القول فإنني لا أملك قمعه أو إرهابه، بل سأكتفي بتخويفه وأقول له "هاتسكت ولا أجيب لك عمو عز"!، ولمن لا يعلم أيضًا أو يعلم و يدّعي الجهل أو يحاول الانتقاص من أقدار الرجال، فعليه أولاً النظر إلى أعمالهم التي لم تقو عليها كل خطط الوزارات المتعاقبة في تنظيم أو القضاء على العشوائيات، ولا شركات النظافة التي استعان بها الدكتور "وزير" و قبله عدة محافظين لتنظيف شوارع العاصمة!!

 انظروا ولا تبخسوا الناس حقها من التقدير:
• تأملوا شوارع القاهرة، وقد عادت إليها السيولة المرورية، نتيجة غياب المتظاهرين والمحتجين.
• اعترفوا يا مناكفين أن الصحف إياها أصبحت بلا مواد أو أخبار سوداوية كانت تؤدي لانقباض قلوبنا كل صباح.
• و لم يعد أمامنا سوى الأخبار السارة في صحفنا الجميلة، لذلك ليس بإمكانكم سوى التدريب على السعادة، بعد أن استمرأتم الحزن والنكد سنوات وسنوات.
• والحمد لله أيضًا إذ سيصير الأخوة مقدمي برامج التوك شو بلا عمل تقريبًا، بعد أن حُرموا من تقارير الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات، وغيرها من وجع القلب الذي كانت تقوم به دكاكين المعارضة، بالجملة والقطاعي، ولهذا الصنيع الطيب لا بد أن تكرروا الشكر مرات ومرات، لمن خلصكم من رزالة و سماجة المتهتهين والمفأفئين والمفأفآت من المذيعيات و المذيعين.

  منذ ما يقرب من خمس سنوات، استغرب الجميع استخدامه لآليات تكنولوجيا المعلومات في توجيه أعضاء الحزب الوطني عبر رسائل الموبايل، بل وصارت لدى البعض مجالاً للتنكيت السياسي، و ها هي الأيام تثبت أنه عقلية جبارة لا يُستهان بها في العمل السياسي، سواء داخل الحزب أو خارجه، عن المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني أتحدث، حيث أثبت حنكة سياسية تفوّق بها على الكبار والطاعنين فى العمل السياسي عمرًا و تجربة، فمن كان يتصور أن هذا الرجل يتفوق على عمالقة سياسيين، من أمثال المرحوم "كمال الشاذلي"، و"يوسف والي"، وآخرين من خارج الحزب الوطني، لو قيس عمر خبرتهم السياسية لتساوت أو زادت عن سنوات عمره منذ مولده حتى الآن، واسألوا أين أصبح حزب التجمع بعتاولة السياسيين فيه، وإلى أين ذهب الوفد بكل تاريخه السياسي، أمام جبروت سياسي لشاب في مثل سن المهندس "أحمد عز"، ولكن يبدو أنها الهندسة! وعلى ذكرها لابد من التذكير بأستاذ الهندسة السياسية الدكتور "محمد كمال" أمين التثقيف والتدريب السياسي بالحزب، وهو الذي أطلق هذا المفهوم نظريًا، و يبدو أنه فعّله عمليًا داخل المطبخ السياسي بالحزب وخارجه، وليس بغريب أن يكون المهندس "أحمد عز" قد استفاد من هذه المنظومة المتكاملة التي يدبر لها د. كمال، لترسيخ مفهومه في الهندسة السياسية، للقضاء على العشوائيات السياسية، حتى لا يُخفي الضجيج وزحام الدكاكين السياسية أي جهد لتنظيف الحياة السياسية، من هذه العشوائيات داخل الحزب قبل خارجه.


 و لكن هل  يفسر هذا- بعض الشيء- سر إقصاء أعضاء بل نواب من أعضاء الوطني من دائرة ترشيحات الحزب لانتخابات البرلمان؛ مثل "حيدر بغدادي"، و"محمود كمال الشندويلي"، رغم فوز الأخير بما يزيد على 93% من أصوات الوحدات القاعدية للحزب بسوهاج؟!، وبالمثل إخفاق كثيرين من أعضاء الحزب منذ الجولة الأولى، واضطرار نجوم و قامات سياسية تقليدية للدخول فى مقصلة الإعادة، مثل الدكتور "حمدي السيد" نائب النزهة منذ التسعينيات الذي أخفق في الإعادة! وزميله الدكتور "عبد الأحد جمال الدين" زعيم الأغلبية، الذي نجا من هذه المقصلة بأعجوبة!، ولم يفطن أحد إلى أنه لأول مرة توجد غرفة عمليات حقيقية داخل الوطني، تعتمد الهندسة السياسية لتنظيم إن لم تستطع القضاء على العشوائيات! لذلك  سرت شائعات من عينة أن الحزب يسقط أعضاءه لصالح  مرشحي "الوفد"، و بعد انسحاب معظم مرشحو الوفد في الجولة الثانية، نقل المزايدون العطاء إلى حزب "التجمع"، و قالوا أن الوطني قام بالتزوير لصالح مرشحي التجمع!!
 خلاصة القول؛ ما يراه البعض تزويرًا هو حق، خاصة أن من يعترفون بالتزوير هذه المرة ليسوا من المعارضة التقليدية، لكنهم من داخل الحزب الوطني الذين لم يكونوا ليقولوا بهذا لو أن النيران لم تشتعل في مقاعدهم البرلمانية، وما يراه البعض الآخر أن المفاجأة فيما حدث كان وراءها "شغل بجد" قاده المفكر "كمال" بهندسته السياسية، كمفاهيم علمية، والمهندس "أحمد عز" كتنفيذ وهندسة حزبية أيضًا.. كلا القولين حق، وربما تكون مصر على أعتاب تغييرات حقيقية يتبناها جيل الشباب، اقتداء بالدكتور "كمال"، والمهندس "عز".. نتمنى

yousefwaheb@yahoo.com!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :