البرادعي أنور سادات القرن الواحد وعشرين
بقلم د. أشرف شاهين
طبعا العنوان غريب عليكم ،ولكن كل الاستنتاجات المنطقيه تأكد ذلك.،
لعل النتيجة المنطقية والمتوقعة لحكم مجموعة مبارك لمصر لمدة الثلاثين سنة الماضية وتأثير ذلك على الانهيار التام لبنية مصر السياسية والاقتصادية وعلاقتها الخارجية ،بل أن التذمر من النظام المصري ليس موجود فقط بين أبناء مصر بل معظم دول العالم أيقنت خطورة النظام المصري على أمنها و لا تؤيد استمراره ،ولا أبالغ إذا قلت أنه حتى الدول التي تعتبر مصر خطر عليها ،أيقنت أخيرا أن مساندتها الكاملة لنظام فاشل سوف يؤدي حتميا في النهاية إلي تحملها مسئولية تصرفاتها عندما يأتي نظام آخر يتعامل معها كعدو بسبب دعمها لنظام مبارك ،نرى في الفترة الأخيرة جميع دول العالم تقريبا تحاول نفض يدها والاعلان من خلال قنواتها الدبلوماسية أو الاعلامية عن أنها لا توافق على سياسات نظام مبارك ،التي وصفها البرادعي في خطبتة الأخير بانها سياسات من قرون مضى عليها الزمن .
عندما حظر البرادعي النظام المصري بأنه إذا لم يغير اسلوبه وطريقته في التعامل مع قضايا الشعب المصري وفي مقدمتها الديمقراطية ،فأن مصر سوف تنزلق إلي هوة تأتي على الأخضر واليابس ، لم يتكلم الرجل من فراغ تكلم عن منطق وواقع تداعيات الأحداث ،و رؤية علمية مستقبلية .
ولعل من يتابع مسار حياة البرادعي حتى وصولة إلى منصب مدير وكالات الطاقة النووية ،يستطع أن يعرف من هو الرجل ،واننا جميعا يجب أن ناخذ كلماته بجدية تامة ،فالبرادعي ليس برجل صاحب نكتة أو يأخذ الأمر ببساطة أو يتكلم بما لا يعي .فهو ديبلوماسي محنك إستطاع الاعتماد على نفسه للوصول إلي منصبة الدولي ولعل معظم القراء لا يعون مدى درجات الزكاء والحرفية والديبلوماسية المطلوبة لكي تتولى حتى منصب سكرتير بلدية في أي دولة أوروبية ،فما بالك في رجل إستطاع إقناع أصوات مندوبين سياسيين ودبلوماسيين لأقوى الدول على إختياره رئيسا لمنظمة الطاقة النووية في حين أنه لم يكن ممثلا عن أو دولة في عمليات الترشيح ،انها خبرة ديبلوماسية يجب أن ينشرها التاريخ ويتم تدريسها في الأكاديميات السياسية .
نحن هنا أمام رجل يمتلك زكاء وحنكة سياسية ربما تقارن بحنكة السادات ،بينما لا ينقصه الكاريزما ،والقبول الدولي ، ولعلني لا أكون مخطئا إذا قلت أن المجتمع الدولي يبارك خطواته من أجل رئاسة مصر ،فخطبته الأخير تؤكد أن الجميع قد أعطوه الضوء الأخضر سواء في الداخل من أبناء الشعب من مسلمين وأقباط أو سواء من الخارج من الدول المتفهمة لوضع مصر المزري الذي يوثر عل أمنهم القومي .
ولعلني لأنتهز الفرصة لتحذير المجموعة السياسية من أن الأيام القادمة سوف تكون من أسوء الأيام التي مروا بها على مدار حياتهم و لست متفائلا بشأن مستقبلهم سواء تمسكوا بالحكم أم لا فالنهاية الحتمية هي نهايتهم من المشهد السياسي خلال الخمس سنوات القادمة سواء قاوموا أم لم يقاوموا، ولكني أعتقد أن أفضل حل سلمي بالنسبة لهم هو أن يجهزوا أنفسهم بأسرع وقت للخروج من مصر باقل الخسائر الممكنة .
بالتاكيد أعرف أنهم سوف يحاولون الاستمرار من حلاوة الروح ولكنني أقول لهم أنه ليس هناك أي أمل في استمرارهم .هذه هي الحقيقة المؤلمة لهم ،ولكنها سنة الحياة
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :