الأقباط متحدون | وكستنا ليكس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:١٩ | السبت ١١ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

وكستنا ليكس

السبت ١١ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
يخبرني صديقي العالِم ببواطن الأمور ومرارتها، بأننا في حاجة مُلحة إلي ويكيليكس مصري لعرض مصائبنا التي- ولله الحمد- ستنهمر علينا كالسيل في عرض دائم مُستمر ولا أروع ولا أجمل ولا أكثر دسامة. فمصائبنا التي هي "ورانا ورانا والزمن طويل"، ستحاول ساعتها أن تزيد من جرعة استفزازنا، لعلنا نتحرك، ولكننا عادي يعني، سنكتفي بجمودنا المعهود وبلاهتنا غير المعهودة، التي ستدرَّس في أعرق جامعات أوروبا والعالم المتقدم.
 
ويؤكِّد صديق الصبا والشباب، أننا يجب أن نكون أكثر واقعية؛ فعلى مؤشِّر الحقيقة أن يتحرَّك من الرأس نزولاً للقاع- قاع المجتمع لامؤاخذة- وشعوره الدفين المتين يخبره بأن أول من يحتاج لـ"ويكيليكس" هم السادة الوزراء والمسئولين الذين يتباهون بـ"مصر" الديمقراطية والحياة الهنية والعيشة الغرقانة في صحن المهلبية، وارتفاع مستوى المعيشة، وفلوسك الزايدة عن المعقول، والشعب الذي قرَّر أن يضع رجال الشرطة في دماغه، وكل شوية يبطح راسه ويقتل نفسه ويبلبع لفافات حشيش، ثم يتهم رجال الشرطة بدون وجه حق بجناية، وهما غلابة مساكين. أما الصفر فصفر شيك عادي، بيحصل في أحسن الدول والدويلات. ولا تنسى التلوث الذي لا نسمع عنه في بلدنا إلا في الكتب البيئية والسحابة السوداء التي لا تزورك إلا في الكوابيس– ابقي اتغطي كويس عزيزي المواطن خلي عندك دم، وأراضي الدولة غير المنهوبة، والحالة الأمنية التي ترفل سيادتك- ياظالم يامُدعي- تحت عبائتها، والتعايش السلمي بين المصريين علي اختلاف عقائدهم، وحريتك- أيها المُستبد- في اختيار دينك وحزبك وملاية سريرك بالمرة.
 
نعم، علينا أن نبدأ بالسادة المُصرِّحين بالتصريحات الوردية الذين يتعامون عن أحوال البلد المقهورة، ويتخيلون أن الحقيقة ستقتلنا. ولا يعرفون أن خير علاج للداء هو تشخيصه، ثم إعطاء الدواء السليم لعلاجه.
 
لذا، ومن موقعي هذا- من تحت البطانية الحمرا- أهدي "وكستنا ليكس" لكل تصريح وزاري يرفض أن يصارحنا بحقيقة الأوضاع المتردية. وأطالبه بالحقيقة العمياء البكماء؛ حتى لا تأتي الحقيقة يومًا علي بلاطة، ودون تزيين أو تظليل. وساعتها لن ينفعهم الندم. فـ"وكستنا ليكس" لن تعترف التزييف والكذب والتزوير، و"كستنا ليكس" وكسة غير أي وكسة.
 
وختامًا، ولكل واحد تُسوِّل له نفسه الأمارة بالسوء، التي تصوِّر له بأننا شعب داقق عصافير بكلمة تضحك علينا وتخمنا، لأة يابابا لأة ياماما لأة ياخالتي، عندنا "وكستنا ليكس" هاتفضحك، وتحط السيخ المحمي في صرصور ودنك. الشعب دا ممكن– والعلم عند الله– يكون صاحي وواعي، اسم الله عليه، ربنا يحرسه ويخليه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :