عدو ولا حبيب
بقلم: مينا ملاك عازر
مش عارف مين فينا الصادق، ومين فينا الكذاب. فيقولون إن انتخابات جرت بـ"مصر"، ويقولون إن تعيينات جرت بـ"مصر". ولم أر بـ"مصر" إلا مياه جارية، وناس واقفة بجراكن مش لاقية الميه، وناس بتحتج، وناس بتتظاهر، وناس بتتظاهر إنها بتتظاهر، وشرطة بتضرب، وناس بتجري، وقروش بتاكل برًا وبحرًا.
وكان الكل بيشتغل سعيًا وراء القرش، وصار الآن الكل يغطس سعيًا وراء القرش، بعد أن سعى القرش للإنسان. والحمد لله، إن القرش أكل سيَّاح ولم يأكل مصريين، فإن فعلها، لما تحرَّك صباع مسئول من فوق مكتبه، وكان الكل يخرج ليؤكد أنه قرش مختل، وتم وضعه بمستشفى الأمراض العقلية.
وأنا أحترم حزب القرش، فهو لم يخرج ليقول إنه اختار ضحاياه بشفافية ونزاهة، بل دارى وشه، واتكسف على دمه، وساب الناس تسعى ورائه.. وده الفرق بين الإنسان القرش والسمكة القرش، ومش لازم أقول أكتر من كده. فقتلوا القتيل ومشيوا في جنازته على البر، وفي البحر عوَّروا وقتلوا وهربوا مالهمشي وش.
والسيَّاح بينزلوا يلعبوا مع القرش على إنه حبيب، وفجأة قرش يغدر بهم، ويظهر إنه عدو. وبقى نداء كل سائح قبلما يقترب منه قرش يقول: "عدو ولا حبيب؟"، فيقول القرش: "فئات"، وقرش تاني يقول: "عمَّال". فيقول أنا بأسأل عدو وولا حبيب؟ مش تزوير ولا تعيين؟ وما أن يقول السائح كده، إلا وتلاقي القرش من دول ناطط وقاعد على الكرسي، ويقول بصوت عالي أوي: أنا جدع؛ فتخرج تصريحات المسئولين، وتقول إنه قرش مخمور.
وقد قرَّرت "مصر" وقف إذاعة أغنية "في البحر سمكة"؛ لأنهم تأكَّدوا بما لا يدع مجالاً للشك، أن في البحر سمك كتير مش سمكة واحدة، والسمك الكبير بيأكل السمك الصغير. لكن يا حظ السمكة الكبيرة، لو حبت تبلع سمكة صغيرة لحمها مر! فلا تحاول أكلي، وإلا سأمرِّر حياتك، وأنت تعلم إنني أستطيع. هذه يافطة يعلقها السوَّاح على ظهورهم قبل النزول للبحر، لينتبه المسئولون إنهم نازلين، ولا يجرؤ المصريون على تعليقها؛ لأن لحمهم حلو وخفيف على معدة مسئوليهم.
وأحدهم أكَّد لي، أن سبب عودة القرش كلما حاولوا مطاردته ليأكل من جديد في سواحنا، إنه قرش برَّاني، يلف يلف ويرجع تاني. وأحدهم همس في أذني بقوله: أنت مش عارف إن الانتخابات اتزوَّرت؟ فقلت له: بيقولوا كده. فقال: طيب يبقى القرش ده طبيعي يظهر في الأيام دي من كتر أصوات المصريين إللي أكلها فتوحَّش. والمسئولين طالقينه على السواح عشان المراقبين "المتابعين" الدوليين ما يجوش تاني، ويحلفوا ما هم معتبنها تاني.
وأنا وحضرتك من مصلحتنا القبض على القرش، يمكن يدل على الحيتان إللي في "لندن". والغريب إن "مصر" لم تخش على سيادتها، وقبلت حضور خبراء أمريكان لمتابعة عملية البحث عن القرش، ومعرفة أسباب توحشه، ولم تقبل حضور مراقبين أو متابعين ليتابعوا سير العملية الانتخابية.. هذا ما قاله حبيبي قبل أن ينقلب عدو.
المختصر المفيد، احذر عدوك مرةً، واحذر صديقك ألف مرة. فلربما انقلب الصديق إلى عدو، فكان أعلم بالمضرة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :