الأقباط متحدون | د.على الدين هلال : يجب تربية شخصيات متوازنة، متدينة دون تطرف، وملتزمة أخلاقيًا ووطنيًا دون اتخاذ مواقف ضد الأقليات
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:١٣ | الثلاثاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ | ٥ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

د.على الدين هلال : يجب تربية شخصيات متوازنة، متدينة دون تطرف، وملتزمة أخلاقيًا ووطنيًا دون اتخاذ مواقف ضد الأقليات

الثلاثاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

•    د.على الدين هلال: المجتمع الخال من العنف لا يوجد إلا في الفكر الطوباوي أو الخيالي.
•    الشريفة نور بنت علي :  ظاهرة العنف تنتشر بسرعة كبيرة في ظل العولمة، والتأثر بأفكار خاطئة.
•    د.هُمام غصيب :  ظاهرة العنف أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق والرعب

كتب: عماد توماس

قال الدكتور علي الدين هلال، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة،  إن التعامل مع ظاهرة العنف لا بد أن يتم على مستوى الدولة، ولكن يجب أن يدرك الشباب أن له دور كبير وفعال في هذا المجال، بغض النظر عن الاستجابة الرسمية، كما أنه يجب نشر قيم التسامح والمشاركة، وتربية شخصيات متوازنة، متدينة دون تطرف، وملتزمة أخلاقيًا ووطنيًا دون تعصب، ومعتزة بعزوبيتها دون اتخاذ مواقف ضد الأقليات

وأضاف هلال خلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر "الشباب وظاهرة العنف"، والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية، ومنتدى الفكر العربي، برعاية الأمير الحسن بن طلال، وبمشاركة أكثر من 10 دول عربية، وذلك في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر الجاري، إلى أن العنف ظاهرة إنسانية اجتماعية شهدتها وسوف تشهدها كل المجتمعات، فالمجتمع الخال من العنف لا يوجد إلا في الفكر الطوباوي أو الخيالي، فهو يفترض طبيعة بشرية مختلفة، ومجتمع وفرة انتهت فيه مختلف أشكال التناقضات بين الناس. وأضاف أنه لا يوجد سبب واحد لتفسير العنف، فهناك مجموعة كبيرة من العوامل التي يمكن أن تفسره، لكنها عوامل غير مكتملة، ولا يمكن أن تؤدي وحدها إلى العنف، ومنها الفقر وغياب القيم الاجتماعية والتفكك الأسري والاغتراب والشعور بالحرمان وغيرها.
مشيرًا  إلى أن العنف يمكن أن يكون بالقول أو الفعل، فهو سلوك كلامي أو عملي، فردي أو جماعي، ويحمل معاني الاقتحام والتعدي على الآخر. وأوضح أن 90% تقريبًا من حالات العنف هي حالات هادفة، تسعى إلى تقييد سلوك الأطراف التي يقع عليها العنف، أو منع المستهدف من ممارسة عمل معين، أو إجباره على سلوك مختلف، أما 10% من الحالات تقوم على سلوك مرضي.

وأكد هلال أن ممارسة العنف لا تقتصر على الشباب، ولكن هناك علاقة خاصة بين الشباب والعنف، بناء على مجموعة من العوامل، أولها العامل الديموغرافي، حيث أن الشباب يمثلون ثلثي الوطن العربي، وهو وضع سيستمر لسنوات طويلة مع استمرار الطفرة السكانية، كما أن الشباب هو الشريحة القادرة على العنف، والإضراب، وغيره، لما يتمتع به من القوة.

وأضاف أنه بحكم المرحلة السنية، فإن الشباب هو سن التمرد ومرحلة البحث عن الإجابات، والتي قد تقود إلى البحث عن مصادر غير شرعية للإجابة على هذه الأسئلة، كما أن الشباب يتعرض لأوضاع مختلفة، كأزمة الهوية والانتماء، وعدم وجود عدالة اجتماعية، والأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى العنف.
وشدد على أن أزمات المجتمع العربي تنعكس بدورها على الشباب، الشريحة سريعة التأثر في المجتمع، ولذلك فهي تترجم في شكل ظاهرة العنف، مبينًا أن هذه الأزمات تنتشر بشكل كبير في معظم الدول العربية، ومنها التفكك الأسري والأوضاع السياسية والاجتماعية، وغياب القدوة وأشكال الديمقراطية، والشعور بالتهميش السياسي والاجتماعي.

وأكد أن الاضطراب في عملية التنشئة الاجتماعية يعد من أهم العوامل التي تؤدي إلى العنف، وهي تظهر في عدم قدرة مؤسسات التنشئة الاجتماعية، كالمدارس والمساجد والكنائس وغيرها، على القيام بدورها، نتيجة زيادة عدد الشباب. وأضاف أن فشل التعليم يعد مشكلة أخرى تعاني منها المجتمعات العربية، بحيث يتم الاعتماد على التلقين دون إدراك، وتجعل الشاب مادة خام لأفكار خاطئة تنتج شخصية قابلة للتطرف والتمرد.
 
  افتتاح المؤتمر
افتتح المؤتمر السفيرة هاجر الإسلامبولي، رئيس قطاع العلاقات الخارجية بمكتبة الإسكندرية، والشريفة نور بنت علي، والدكتور هُمام غصيب؛ أمين عام منتدى الفكر العربي. وقالت السفيرة هاجر الإسلامبولي، في كلمة بالنيابة عن الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن المؤتمر هو حصيلة تعاون بين مكتبة الإسكندرية ومنتدى الفكر العربي الذي أسسه الأمير الحسن بن طلال، والذي استطاع أن يضيف به إلى السجل العربي مؤسسة ثقافية وتعليمية ترقى للمؤسسات العالمية، مشيرة إلى أن مؤتمر "الشباب وظاهرة العنف"، هو المؤتمر الشبابي الرابع لمنتدى الفكر العربي، حيث عقد المنتدى خلال السنوات الخمس الماضية ثلاثة مؤتمرات شبابيّة هي "الشّباب العربيّ وتحدّيات المستقبل"، عام 2004، و"الشّباب العربيّ في المهجر"، عام 2006، و"نحو تطوير مؤسّسات العمل الشّبابيّ العربيّ"، عام 2008.  

وأكدت أن مكتبة الإسكندرية لها باع طويل في تناول قضايا الشباب وإعدادهم لتولي مناصب قيادية، حيث نظمت واستضافت مجموعة كبير من الفعاليات التي تهدف إلى إشراك الشباب والتحاور معهم ومناقشة قضاياهم، ومنها ملتقى الشباب حول الثقافة العلمية والتفكير العلمي، وندوة الشباب والتنمية المستدامة والمنهج العلمي، ومؤتمر تعزيز المشاركة المجتمعية للشباب والمرأة، والملتقى العربي للشباب والبيئة، وغيرها. وأضافت أن المكتبة ستستضيف القمة العالمية لعمالة الشباب في عام 2012، بعد أن استضافت انطلاق القمة التي تنقلت في البلدان الإفريقية والأوروبية واللاتينية.

آثار انتشار ظاهرة العنف
وفي كلمتها، أكدت الشريفة نور بنت علي أن انتشار ظاهرة العنف في السنوات الأخيرة ترتب عليه آثار وسلوكيات محفوفة بالمخاطر، وكان لها بالغ الأثر على الأطفال والشباب، الذين هم أجيال المستقبل، مشيرة إلى أن ضحايا العنف وصلوا إلى أكثر من مليون ونصف شخص سنويًا، بحيث يقع عليهم إصابات جسدية واضطرابات نفسية وأمراض عضوية، كما يواجه الأطفال مخاطر أكبر بسبب انتشار الكحول والمخدرات والتدخين والأمراض الجنسية.

وأضافت إن ظاهرة العنف تنتشر بسرعة كبيرة، خاصة في ظل العولمة، والتأثر بأفكار خاطئة وعدم الفهم الواعي للمعلومات المتداولة والثقافات المختلفة. وشددت على أهمية أن يقوم الشباب بتحديد الأولويات وتنسيق الأعمال لرصد هذه الظاهرة في المجتمعات العربية، حتى لا تتكرر المحاولات، ولا تضيع الفرص، كما ناشدت الجيل المؤسسي والرعيل الأول للاهتمام بالبرامج التي تدعم الشباب، وأن تتم ترجمة المناقشات والأفكار إلى نتائج تساهم بفاعلية في حل مشاكل العنف الأسري وفي المجتمع.

ظاهرة العنف مثيرة للقلق
ومن جانبه، لفت الدكتور هُمام غصيب إلى أن المؤتمر يأتي في الشهر الرابع من السنة الدولية للشباب، والتي تسعى إلى تمكين الشباب في كل مكان، وإطلاق مبادرات اقتصادية تساعد الشباب على الإنتاج المثمر في وطنه، وتؤكد على أهمية تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتقديم نوعية تعليم للشباب تتوافق مع متطلبات سوق العمل.

وأضاف أن جميع المؤتمرات التي عقدها منتدى الفكر العربي توصلت إلى نتائج تؤكد على أهمية أن يعطي المجتمع الشباب زمام الأمور في شئونه، من خلال رؤية شاملة لعدد من المشروعات ضمن هذا الإطار، تقوم على تأكيد أهمية وجود برلمانات شبابية، وتفعيل الحوار والتواصل والتشبيك بين الشباب، ومؤسسة العمل الشبابي، والتركيز على المشروعات التطبيقية والعلمية، والتفكير المبدع والخلاق، والتأكيد على أهمية الإنتاج الذي يعلّم الانضباط والإتقان.
وأشار غصيب إلى أن ظاهرة العنف أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق والرعب، تعيق إطلاق الطاقات الشبابية وتمنع الشباب من المشاركة، ولذلك جاء هذا المؤتمر لبحث سبل تحويل هذا العنف إلى طاقات إيجابية، ومن خلال نشر قيم الخلق القويم واحترام الآخر، وتأسيس قاعدة بيانات شبابية وافية تعمل بإيقاع سريع ودقة على التصدي لظاهرة العنف في المجتمعات العربية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :