ســيف مرقوريوس !
بقلم : عـادل عطيـة
في سفر الجامعة، الاصحاح الثالث ..
قرأت:
"لكل شيء زمان ولكل أمرٍ تحت السماوات وقت"!
وتوقفت عند هذه الكلمات:
"للقتل وقت وللشفاء وقت".
"للهدم وقت وللبناء وقت".
"للبكاء وقت وللضحك وقت".
"للفرح وقت وللرقص وقت".
"للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقت".
"للسكون وقت وللتكلم وقت".
وتساءلت :
ألم يحن الوقت لنصنع ما يجب أن نصنعه في وقته ؟!..
ألم يحن الوقت للتخلي عن المعانقات اليهوذية المزيفة، وللتكلم، وللشفاء، وللبناء، وللضحك، وللرقص ؟!..
ووجدتني أرنو إلى بستان جثيماني .
وإلى بطرس وهو يستل سيفه ويضرب عبد رئيس الكهنة، فيقطع أذنه.
واصغي إلى صوت يسوع، وهو يقول: "رد سيفك إلى غمده"..
فهمت:
أنه لم يكن الوقت لإستخدام السيف؛
لأنه كمن يحاول أن يمنع تدبيرات الفداء للبشرية الآثمة !
وعندما حان الوقت، جاءت سيوفاً عدة :
سيف الخلاص، الذي الذي يفصل بين الحياة والموت ، وبين المؤمن وغير المؤمن!
وسيف الروح، الذي هو كلمة الله للتغلب الفعال على الشرور والأباطيل التي تواجهنا في حياتنا، وانتصارنا على الشر !
ولكن هناك سيف إلهي عجيب ،
جاء أيضاً في وقته ..
عندما ثار البربر على رومية .
اعطاه ملاك في شبه رجل منير يرتدى ملابس بيضاء إلى القائد: "فلوباتير"،
الذي لقوته وشجاعته نال رضاء رؤسائه ؛ فدعوه: "مرقوريوس"، أي المنتصر ..
وقال له:
"إذا غلبت اعداءك فاذكر الرب خالقك" .
فأخذ السيف ،
وقد تملكه احساس رائع بعدل القضية التي يدافع عنها ويحارب لاجلها ،
ويسود على قلبه وكل مشاعره شعور سماوي بالثقة بالله .
وعندما عاد من هذه الحرب ظافراً ،
سُمى بأبي السيفين: سيف الجندية، وسيف القوة الإلهية !
هذا السيف المقدس..
ألم يحن الوقت، لنستخدمه..
لا لمقاتلة الناس .
وإنما للدفاع عن أنفسنا، وأولادنا، وكنائسنا، وممتلكاتنا ؟!...
فليس من المعقول، ولا من المقبول، أن نترك للوحوش أن يخطفوا أولادنا، ويهدموا كنائسنا، ويسرقوا بيوتنا، ثم ندير خدنا الآخر، ونقول: آمين !
أنظروا داوود ..
الذي أظهر اخلاصاً نادراً وشجاعة فائقة، حتى أنه قتل اسداً ودباً هاجما قطيعه !
والذي ببطولة ورجولة قتل جليات الجبار، الذي كان يعيّر صفوف الله الحي !
أنه هناك يكاد يسخر منا !...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :