الأقباط متحدون | الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا (غل 6 : 7)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥٤ | الخميس ١٦ ديسمبر ٢٠١٠ | ٧كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا (غل 6 : 7)

الخميس ١٦ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

الراسل: أسامة أفا كيرلس
لا سبيل للهرب من عاقبة التصرف الردىء. لا أحد يجهل حقيقة أن الجزاء من جنس العمل، وأن الثمر يحدِّده نوع البذور. ومن ثم، فكل إنسان يعلم يقينًا أن أفعاله تحدِّد ما سوف يواجهه من عواقب. كل هذا غني عن التوضيح، ولكن قصدتُ منه التذكير بالشىء ليس أكثر.

بيد أنه كثيرًا ما يقع السواد الأعظم في الخطأ، عندما يظنون أن بمقدورهم الهرب من عواقب تصرفاتهم وأفعالهم الشنيعة بوسيلة وأخرى، غير مدركين- وربما بدافع التناسي- أن كل أعمال الإنسان تتبعه خيرًا كانت أم شرًا، ولا مفر من ذلك؛ لأن الشهوة عند الله تعتبر كالخطية، كما تخبرنا وصايا الدسقولية، ومن ثم فالإنسان سيحصد أيضًا عاقبة أفكاره، عاجلاً أم أجلاً.

حقًا أن الله محب ورحيم. وهذه من صفات الله التي لا يمكن تجاهلها. ولكن لا يجب التغاضي عن صفة أخرى من صفات الله، وهي العدل...

ومن ثم، فمن يزرع كبرياء سيحصد مرارًا، ومن يزرع برعونة سيحصد ندامة، ومن يزرع كراهية سيحصد بغضة، ومن يزرع سلامًا سيحصد مجدًا من الله وسعادة، ومن يزرع بنشاط وسهر وتعب حتمًا سيحصد نجاحًا ملحوظًا وثمرًا يدوم في عمله.. إلخ.

وأرغب هنا في ذكر بعض التوجيهات، والتي أرجو أخذها بعين الاعتبار، وهي كالتالي:

+ لكي ينجو الإنسان من مصائب هذا الدهر والهلاك الأبدي، عليه أن يضع نصب عينيه كل حين أن الأبدية ليست كنزًا لا يُعرف ما سوف يوجد بداخله، ولكنها مصير يعلمه الإنسان يقينًا؛ إذ تحدِّده أعماله في الحياة. ومن هنا، جاء إتفاق الآباء على أن الأبدية حياة يبدأها الإنسان وهو في الجسد، فحياته التي يبدأها مع الله وهو على الأرض، هذه هى الحياة الأبدية السعيدة بعينها.

+ هناك دور هام يقع على عاتق القادة الروحيين.. وتجدر الإشارة إليه في هذا التأمل، وهو ضرورة حرصهم الدائم على وجود ثمر في أعمالهم الروحية، كل حين، ورغم كل ما يجتازون به من ظروف ومشغوليات..

فيلزم كل قائد أن يعي تمامًا أن نجاح عمله يحتاج وبكل تأكيد لوجود نمو مستمر في حياته الروحية، ينعكس على كل ما يقوم به من أعمال، وما تمتد إليه يده. فهذا ما يضمن له الثمر الدائم والاستمرار في النجاح، وما يجعلنا نتعرَّض لهذا الأمر في هذا التآمل؛ هو حتمية تشجيع الآخرين على المثابرة في العمل، وبث روح الرجاء في داخلهم. وهو ما لن لا يتحقق متى انصرفت اهتمامات القادة بعيدًا عن النجاح في العمل الروحي، ومساعدة الآخرين على النمو والتقدم. وهذا ما حدا بالطوباوي "بولس الرسول" أن يوصي تلميذه تيموثاوس، قائلاً: "اهتم بهذا. كن فيه؛ لكي يكون تقدمك ظاهرًا في كل شيء.. لا يستهن أحد بحداثتك، بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة" (1تي 4 : 15 ، 12). ومتى أولى القائد اهتمامًا بمن هم في حاجة إلى ذلك، حتمًا سيحصد من جراء ذلك الكثير والكثير من البركات.

+ الإنسان المسيحي مدعو لكي يزرع للروح لا للجسد؛ من أجل أن يكون في فرح مع الله، لا من أجل سعادة زمنية عابرة.. من أجل أن ينمو في معرفة الله والفضيلة، لا لكي يسعى في طريق الشر وبغضة النور.. لكي يسلك فى عمل الخير والصلاح وبروح البر الذي في المسيح، لا بكسل وتراخي فيذهب عمره سدى. والله سيحاسب كل إنسان على وقته وكسله وما أخفاه من وزنات؛ لأنه عادل، وسيجازي كل أحد على تصرفه الردىء، نحو ما أُعطي من وزنات.

+ طوبى لمن آمن بعظمة الأجر الأبدي، وجاهد كل حين من أجل أن يزرع ما يجعله يحصد أمجاد دائمة، وأكاليل لا تُبلى ولا تضمحل. فهذا هو المؤمن، وبحق؛ إذ أن طموحات الإنسان تبرز إتجاه حياته وقلبه وأفكاره، والغبطة لمن نجح في جعل طموحاته دائمًا على مستوى الحق وإرادة المسيح.

صديقي، كما أسلفت من قليل، إن كل إنسان سيحصد ثمار عمله عاجلاً أم أجلاً، فحري بك أن تزرع ما يجعلك تحصد فرحًا وبهجة وانتصار، حسب إرادة الله والإنجيل وتدبير الروح القدس. ولا تدع الوقت يمر بك دون أن تزرع للروح. جاهد واضعًا أمامك كل حين عاقبة الذين تصرفوا رديئا حسب الجسد وأفكاره؛ فحصدوا كل ندم وحزن وهلاك.
لك القرار والمصير.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :