الأقباط متحدون | لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٨ | الأحد ١٩ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٠ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!

الأحد ١٩ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: شاكر فريد حسن
من حين لآخر تنبري بعض الأقلام والأصوات الارتزاقية المأجورة لتهاجم عميد الأدب العربي الدكتور "طه حسين"، والتطاول عليه وهو في قبره، وتتَّهمه بـ"الزندقة" و"الكفر" و"الإلحاد" و"الردة"عن الإسلام. وهذه الحملة الظالمة والمتزمَّتة والعمياء التي تشنها هذه الأقلام الحاقدة، والقوى الظلامية والجماعات الأصولية المتعصِّبة والمنغلقة، تستهدف أولاً وقبل كل شيء الإساءة إلى واحد من أبرز الوجوه المضيئة والأعلام الساطعة في النهضة الثقافية العربية المعاصرة، والنيل من أفكاره الطليعية النيّرة والعميقة، وتشويه صورته الزاهية، وسيرة حياته الغنية بالعطاء الفكري والأدبي، والاجتهاد العلمي.

إن حقد الجماعات الظلامية التكفيرية المتعصبة البهيمية على "طه حسين"، نابع من أفكاره الإنسانية، وفلسفته، ورؤيته الحضارية الرحبة والمشرقة للتراث العربي الإسلامي التي لا تنال إعجابها ولا تروق لها؛ لأنه كان نصيرًا مثابرًا، وداعيًا إلى التمازج والتلاقح الثقافي بين الحضارات العالمية، ومدافعًا عن حرية التعبير والتفكير التجديدي والديمقراطي، واحترام كرامة الإنسان ومعتقده الديني والمذهبي، وحريته الشخصية، الأمر الذي يتناقض مع الطرح الديني المتعصِّب والمنغلق، والهجوم الكاسح والظالم، والافتراء الرخيص على "طه حسين"، واغتياله وهو ميّت هو اعتداء على حرية الكلمة والفكر المستنير، والرؤية الديمقراطية الحضارية الشاملة، والطموح الإنساني في الحياة المدنية والعصرية الذي كان يتطلع ويرنو إليه "طه حسين"، ويحلم به. وهو دليل ومؤشِّر حقيقي على رداءة الواقع العربي السياسي والاجتماعي والفكري، المصاب بالشلل الثقافي، والتمزُّق القومي، والتخلف، والبلادة، والزيف، والتحجر، والتزمت، والتطرف، والإرهاب الديني المعادي للتقدُّم وحرية التفكير والمعتقد السياسي، والمسلك الفكري، والممارسة الحرة.

ولذلك، فإن هنالك ضرورة ملحة وحاجة ماسة للمواجهة الفكرية والمعركة الحضارية، والتصدِّي لنهج وفكر قُوى الإرهاب الأصولي وعقليتها الإرتدادية المتشدِّدة التي تخاف الفكر التنويري والنهضوي، وتعريتها سياسيًا وفكريًا أمام الجماهير، وفضح ممارساتها وتوجهاتها وأفكارها السلفية، ومعاداتها لكل ما هو تجديدي وحضاري ومتنور، وهجومها المقصود والعلني على كل الرجال النهضويين الذين حملوا فكرًا مستنيرًا مدنيًا، بعيدًاعن القداسة والتزمُّت.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :