الأقباط متحدون | شجـــرة الميلاد ورق .. وهدية ورق في ورق !!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٤٠ | الثلاثاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٩ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٥٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : ****.
٢١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

شجـــرة الميلاد ورق .. وهدية ورق في ورق !!!!

الثلاثاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : نبيل المقدس

هذه الحدث  ربما حدث أو لم يحدث لي لكن أكيد حدث مع الكثير منا أو مر بأحداث شبيهة ...  فهو يحدثُ في يوم من الأيام المعدودة والتي تترك ذكريات لا يمحوها الزمن في أعياد ميلاد الرب يسوع مهما كان حالنا في حزن أو فرح . فيوم ميلاد المسيح هو الفرح والعزاء لجميع الأمم.
     يجيء النصف الثاني من ديسمبر من كل سنة .. وأبدأ أتذكر كل ما حدث معي خلال العمر الذي فات . منها أحداث لطيفة ومنها الغريبة ومنها التي تبعث فيّ اليأس ومنها السيئة ومنها الأخبار المفرحة ... لكن المهم أن أعيش هذه اللحظات السابقة بكل مشاعرها وأحاسيسها , كل مع نوعية ظروف هذه اللحظات ..  !

   لكن ما أثر فيّ هذه السنة هو علبة مصنوعة من الورق المُقوي , ومُغطاة بورق أحمر من أوراق القص واللزق الخاص بالإطفال . هذه العلبة موضوعة بإستمرار أمامي علي المكتب في شقتي , وربما هي الوحيدة التي أهتم دائما بإزالة التراب من عليها. فهي لها ذكري خاصة لي ... ففي إحدي مرات إحتفالنا بليلة رأس السنة .. كان الدور عليّ وعليّ زوجتي أن نحتفل بهذه الليلة في منزلنا .. فمثل تلك الليلة منذ 30 سنة يجتمع الأعمام والخلان والعمات والخالات وأبنائهم الشباب والشابات بأطفالهم لقضاء أجمل ليلة في آخر السنة , وإستقبال أول خيط من السنة الجديدة حيث نهتف بتسابيح ميلاد الرب , ونبدأ في الصلوات حيث كل فرد كبير أو صغير يذكر ما يتمناه في السنة الجديدة .. ثم نبدأ في اللعب والهرج والمرج .. حتي يحين مَجيء بابا نويل من القطب الشمالي (  طُرقة السلم )  بهداياه التي تبعث الضحك والمرج عندما يعرضها علي كل واحد منا وبين المُحاطين به , فتبدأ التعليقات والنِكات في حينها علي هدية كل من أخذ هديته .

   وكُنا نحنُ معشر الرجال والشباب نترك تجهيز الهدايا علي الجنس الناعم  , لكي  يعبرن حتي ولو مرة واحدة في السنة عن أحاسيسهن نحو أزواجهن وأولادهن بدون رتوش , وكانت تحدث مفارقات مضحكة وجميلة , وفعلا كانت الهدايا ما هي إلا تعبير حقيقي عما تكنه الزوجة من زوجها , أو الأم نحو أولادها أو الأخت لأخيها أو خطيبة لخطيبها ... !!
   فجأة يحدث هرج ومرج وهيصة من الصبيان والأطفال وشباب العائلة ... و ينفزع الكبار ويصرخون في صوت عال "في إيه ياجماعة ؟؟؟ خير ؟؟؟؟ "... وكل واحد يطلق كلمة تعليق قال يعني إنفزع وإنصعقَ من هذه الجلبة , وكلنا نعرف ماهو السبب , هو سماع خبيط  ورزع بعنف علي باب الشقة ... قال إيه ! ... بابا نويل وصل من مسافات بعيدة , ووقع علي آخر درجة من السلم ومحتاج مساعدة فورا... يهب الأولاد والبنات ليفتحن باب الشقة ثم يدخلن مرة أخري وهم مسندين بابا نويل المُتألم من إنزلاق قدمه عند آخر درجة من السلم ... ومع التصفيق والزغاريد يأخذونه بالعافية علي كرسي الأنتريه ... ويبدأ يتكلم بعد ما يطلع روحنا ثم يُعطي النصائح , وكانت أغلبها في الصميم حيث كان يُظهر بعض العيوب والأخطاء في كل شخص أيا كان هذا الشخص طفل او طفلة .. شاب أو شابة .. كبير أو كبيرة .. لكن الكل مركز علي السبت الذي يحمله ويضعه بين منكبيه والمملوء بهداياه  .. ثم يبدأ بابا نويل في النداء إسم إسم ومعه الهدية الخاصة به شَريطة ان يفتحها الشخص لكي نعرف ما هي الهدية لكي نعلق عليها التعليق المناسب والمضحك . ومنها علي سبيل المثال , كان لإبن عمي هدية عبارة عن مضرب بيض .. فكانت التعليقات " أحسن حاجة ليك .. عشان تتلهي في ضرب البيض بدل ما تضرب أسداس في أخماس من زوجتك والأولاد " ... وهكذا من المصادفات الكوميدية . 

   نسيت أقول لكم أن الذي كان يقوم بدور بابا نويل هذه المرة هي زوجتي العزيزة .. فتعمدتْ أن تجعلني آخر واحد .. طبعا الكل علق بتعليقاتهم الجميلة علي هذا ,  وأسمع عمي يقول " طبعا مخلياه آخر واحد عشان الأخير رزقه كثير !! .. وعندما ندهتْ علي إسمي إزدادت التعليقات , وكانت إحدي التعليقات .. أكيد الهدية هي مفاتيح البيت عشان تقول له أنا سيبالك البيت وماشية ... ولا بنت عمي تصرخ وتقول لأ دي أكيد وردة الحب الجافي : بدل الصافي" . طبعا تقدمت بكل فخر إليها وناولتني الهدية وفتحتها وجدتها علبة كرتون حمراء .. هيصوا وقالوا إفتحها قدامنا ... فتحتها فكانت فاضية إلا من ثلاث ورقات .. أخرجتُ أول ورقة كان مكتوب فيها .. " أشكر الرب انه أهداني زوج مثلك " ثم أخذتها مني وقبلتْ ظهر الورقة فإنطبعت شفايفها علي الورقة من فعل كمية الروج التي وضعتها علي شفايفها خصيصا لهذا الموضوع ... الكل هاج وماج وصفر .. ثم أخرجتُ الورقة الثانية وقرأتُ ما فيها " أشكرك لأنك أحببتني " وبمجرد ان ناولتها الورقة  طبعتْ قبلة علي ظهر الورقة فظهرت أيضا شفايفها عليها .. ثم أخرجتُ الورقة الثالثة , وقرأتها " أنا بحبك " فأعطيتها لها لكي تُطبع علي ظهر الورقة قبلة كما فعلتْ في الورقتين السابقتين ... لكنني فوجئتُ أنها تردُها لي مرة ثانية  .. فقلتُ لها " إشمعني  الورقة دي  لم تحظي بقبلة منك ؟؟" وجدتها تخلع الروب الأحمر " لبس بابا نويل " ورأيتُ زوجتي وكأنني لأول مرة ألتقي بها بهذا الجمال وخفة الدم .. حتي إنها فكرتني بأيام الكلية  ثم قالت لي : الورقة الأخيرة تستحق قبلة علي جبينك إنت ... مش علي ورقة !! ... وفي لحظة فوجئت بها تنقض عليّ  بقبلات علي جبيني وعلي خديي وعلي جبهتي ولم تنسي رقبتي , وتعيد وتزيد القبلات وكأنني كنت مسافر وغبت عنها سنوات .. أو كنت ضالا فوجدتُ .. وكم كنت مبسوط ومفتخر بنفسي بها .. لكن إندهشتُ من هذا الهرج والمرج والضحك  , حتي وجدتُ إبنة أختي الطفلة تجري نحوي وتشدني من حزام البنطلون وهي تضحك وتقول لي " خالو .. خالو .. روح شوف وشك في المرايا ..   " ... طبعا من غير شرح أكيد عرفتم ماذا حدث لوجهي ... عملتها فيّ حبيبة القلب  !!!!!!

   فُقت من الذكريات .. علي آخر جملة قالتها لي " ربنا يخليك لي ياحبيبي " ...  ثم أخذتُ العلبة الحمرا بأوراقها الثلاثة ووضعتها تحت شجرة الميلاد المصنوعة من الورق تحت شباك الصالة ... وجلستُ بجانبها أتذكرُ العمر الذي مضي والذي مايزال يمضي ... إلي أن قمتُ علي جرس التليفون لكي أسمع أجمل التهاني ...  الأول من حفيدي والذي كان يتحدث من إحدي مووولات مدينة نصر حيث يحتفل بعيد الميلاد مع أصدقائه .. وبعدها بقليل تلقيت ماسج من حفيدتي تهنئني بعيد الميلاد " قال إيه .. صممت تكون أول رسالة ترسلها من الموبايل الجديد هي رسالة تهنئة لجدها " طبعا شغل أونطة زي والدها ... وبعدها بساعتين تقريبا تلقيتُ مكالمة من خارج البلاد لكي أسمع تهاني حفيداتي  يقلن لي : Merry Christmas Gedooo  ....
     تعجبت علي حال الدنيا وتذكرت الفرق بين الإحتفال بالعيد اليوم وبين الإحتفال به زمان . فقد كان زمان شجرة ميلاد واحدة الكل متجمع حولها ... أما الآن فكل شخص له شجرة ميلاد مستقلة ... ولغة تهنئة مختلفة .. خسارة .. لكن هي دي حال الدنيا .. علينا أن نتماشي معها .. رضينا أم لا نرضي ....!!!!

كل عام وأنتم بخير متمنيا لكم حياة أفضل في السنوات القادمة , وأن تحيوا حياة كريمة متجمعين دائما حول يســــوع  واحد بغض النظــــــــر عن عدد الشجـــــــر ....!!!!!
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :