عام من فراق بابا الأقباط العلماني
بقلم: مدحت قلادة
يوم 31 دسمبر يكون مر علينا عام كامل على فراق أب محب وقائد رائع، بل أسطورة في الحب، وبذل الذات الذي استحق لقب "بابا الأقباط العلماني"، ليس من ابن مسيحي بل ابن مصري مسلم، هو الأستاذ نبيل شرف الدين، لن أذكر كلمة فراق لأنه معنا دائمًا بفكره الناضج وبقلبه المحب وبضحكاته وقفشاته التي تضحك الجميع بدون سخرية من أحد، بل تعلم وتفيد من حوله، فالمهندس عدلي أبادير يوسف ما زال يعيش بيننا، في وجداننا، في قلوبنا في يومنا المعاش في وحياتنا اليومية.
المهندس عدلي رجل من طراز نادر، استطاع بالحب كسب قلوب الكل، حرق نفسه كشمعة، ليضئ حياة الآخرين.. رسالته الحب والبذل، عاش محبًا وباذلاً، ليس لأجل أبناء مصر بأقباطها ومسلميها فقط.. بل أحب جميع الأقليات في المنطقة وتبنى مشاكلهم وآلامهم أيضًا، إلى الآن ما زالت تصلني رسائل من أصدقاء أمازيغ، صابئة، مندائيين، آشوريين، أكراد، من دول مختلفة، يتحدثون بقلوب مملوءة حبًا واحترامًا وتقديرًا لشخصه وأعماله العظيمة، عاش قلبًا مملوءً بالحب للكل، عاش معلمًا لكل من حوله، كان شعاره الصدق وعدم تجميل الصورة، كان صادقًا مع كل من عرفه، قويًا في حجته، لم يحابِ أحدًا مطلقًا!! في اتضاع وحب رهيب، لقد وهبني الله محبة صادقة بأنني عرفته عن قرب، وعايشت شخصيته، فهي في سطور، أنقل لك لمحات منها، لتؤكد لك أنه لم يرحل، لإنه موجود بيننا بأعماله في مواقف متعددة:
-ساهم فى تدشين جريدة وطنى المصرية.
-بدأ حياته بمساعدة الطلبة الأقباط بإرسالهم للدراسة بالخارج.
-عطف على الفقراء والمساكين، وأصبح عون من لا عون لهم.
-دافع عن الأقباط المضطهدين بعقد خمس مؤتمرات عالمية، ساهمت في رفع القضية القبطية في المحافل الدولية.
-أطلق عليه أحد الكتاب الليبراليين "حاتم الطائي" في زيورخ، لما لمسه من كرم وتضحية.
-ذكر عنه أحد أساتذته الفلاسفة أنه مصري أصيل من تراب هذا الوطن.
-لم يرض بكلمات السياسيين، صرح لهم بأننا نريد تغيير على أرض الواقع، شبعنا كلمات بدون أفعال.
-كان يردد دائما كلمات "يارب اجعلنا نعمل الصلاح على الأرض".
بالطبع هناك الكثير جدًا من أعمال الأب الغالي علينا جميعًا، بل الشيء المؤكد أنه لم يرحل، لأنه داخل كل من أحبه، ومن تعرف عليه، فقد صرح أحد الكتاب المسلمين أن المهندس عدلي الجميع يحترمونه الأعداء والأصدقاء.
لذلك بكل تأكيد كل من عرف المهندس "عدلى أبادير يوسف" يدرك أنه لم يرحل، بل أنه متواجد يوميًا في مواقف حياتية، كل بيننا جميعًا أنه فعلاً الحاضر الغائب غائب جسديًا وحاضر روحيًا في تواضعه في حبه، في بذله لكل من عرفهم في وطنيته وحبه لمصر.
أبي الغالي؛ نشكر رب المجد يسوع، أنه سمح لنا بمعرفه قامة عملاقة وأسطورة رائعة، وحالة خاصة يندر بها الزمن بل شخص يوهب للحياة على الأرض كل عدة قرون.
هنئيا لك السماء.. صلي من أجلنا.. إننا نحبك.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :