- شهود عيان من كنيسة القديسين: بعض الضباط كانوا يصفون أشلاء الشهداء بأنها ليست إلا لـ"كلاب"
- إحتكاكات بين مسلمين ومسيحيين بجوار كنيسة الأسكندرية الأول بالروح والدم نفديك يا إسلام والثاني يطالب بالقصاص لدم الضحايا
- مصدر أمني: العبوة التي انفجرت كانت محمولة لشخص انتحاري، و"قليني": لا يجب التصريح بذلك قبل إجراء تحقيقات شاملة
- اعتذار شخصى منى لكل ضحايا الخطاب الدينى الإرهابى ... لكل ضحايا التعصب!
- مصدر كنسي يؤكد أن هناك فكرة لإلغاء احتفالات الميلاد
شبكة بنت البواب
بقلم: سحر غريب
لا تفهمونني خطأ، ولا تجعلوا خيالكم الخصب يُصوِّر لكم بأنني أحسدها؛ لأن حقيقة الأمر هي إنني أشفق علي أولوياتها، وعلي عيناتها من البشر.. إنها ياسادة ابنة بواب العمارة التي أقطنها.. هالة.. ملح الأرض وطينها، وجهلها، ودودها. وهي ليست وحدها؛ فهالة نفر في دولة.. دولة أولوياتها ينقصها إعادة جدولة وفلترة.
لقد جاءتني "هالة" بعد العيد، وفي يديها صندوق قطيفة أحمر اللون، فتحته لتريني محتوياته، وهي تقول: "دي شبكتي يامدام".
لم أجد داخل الصندوق المذكور إلا خمسة غوايش من الذهب الخالص كبيرة الحجم، وعدد واحد سلسلة وخاتمين، أي ما يعادل عشرون ألفًا من الجنيهات تقريبًا، لا يتم دفع قيمتها بأي حال من الأحوال لابنة موظف مُحترم علي سن ورُمح.
وبوابة عمارتنا تعيش تحت بير السلم، وفي يديها وعلي صدرها ذهبًا بقيمة عشرين ألفًا، عضلت فيه عريسها، وقرَّرت بأن رقبتها ومعصمها أولى بكل قرش يجمعه هذا الشقيان الغلبان الذي يعمل في الفاعل من أجلها، ومن أجل مستقبلهما معًا.
"هالة" التي تذهب كل عيد إلي الصيدليات والشقق والمحال المجاورة لعمارتنا لتتسول العيدية، ولا تشعر بأي ذرة من الخجل كلما قوبل تسولها بالرفض. تلك السارقة الصغيرة التي تزايد من سعر المشتروات لتقتطع جزءًا من النقود لأجل نفسها فقط، وهي ابنة امرأة عندما تطلب منها أن تُطفيء النار التي تشعلها تحت بير السلم، مخافة من حريق الصدر وحريق العمارة، فترد عليك قائلة بأنها امرأة فقيرة لا حول لها ولا قوة، ولا تملك غير النار لتدفئتها. وهي أيضًا ابنة أبيها الذي يفترش الشارع كل عيد أضحى من أجل انتظار ما يجود به ذوات القلوب الرحيمة من لحمة ونقود وملابس قديمة، ولا تتورع زوجته عن طرق الأبواب من أجل قطعة لحمة، ولا تتحرج من عمل نيولوك- مرة بطرحة ومرة من غير الطرحة- من أجل أن تحصل علي ضعف نصيبها من لحمة العيد.
إنها "هالة" التي تركت نفسها فريسة للفقر، وقرَّرت بجهلها أن الذهب هو الصديق الوحيد للمرأة، وليس مهمًا بعد ذلك أنها ستأكل مشًا، وستكرِّر المأساة من أول وجديد في عرض مُستمر، وجهل أكثر دوامًاّ!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :