الأقباط متحدون | عدلى أبادير: كان غنيا لله..
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٤ | السبت ١ يناير ٢٠١١ | ٢٣ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عدلى أبادير: كان غنيا لله..

السبت ١ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاي
في تعاليمه عن المال؛ فرق الرب يسوع بين نوعين من الغنى: من يكنز لنفسه، ومن هو غنى لله (لوقا 12: 22). من يكنز لنفسه هو من يستثمر أمواله لمنفعته الشخصية، وفي أمور هذه الحياة فقط، أما من هو غني لله فهو من يستثمر أمواله فيما لله، ويكنز له كنوزًا في السماء.
إن المال عطية الهية يستأمننا الله عليها كوكلاء في مدة حياتنا على الأرض، ويتوقع الله منا أن نكون أمناء على وكالتنا ونراعيه فيما أعطانا، وننفقه فيما يرضيه. ولكن بعض الناس يظنون أن ما جمعوه من مال كان نتيجة مجهوداتهم وموهبتهم الشخصية، وهو بالتالي حقهم لا سواهم، ولذلك لا يرون أنفسهم ملزمين باستخدام ولو جزء يسير منه لمساعدة الغير.    
من خلال تعاملي مع الراحل المهندس "عدلي أبادير" استطعت أن أدرك أنه كان رجلاً قد أغدق الله عليه من بركاته المادية الشيء الكثير، ومع أنني لم أكن أعلم مقدار ما عنده من مال، ولكن كان يبدو لي أنه من كبار أثرياء العالم نتيجة لما أراه ينفق في القضايا العامة والخيرية. وربما لم تكن حجم ثروته تصل إلى ما لدى البعض، ولكن بالمقارنة بما ينفقوه  بدا لي أنه كان أكثرهم ثراء.  لقد كان دائمًا على استعداد أن ينفق بسخاء غير عادي في أعمال الخير لكل فقير ومحتاج، وأيضًا في الدفاع عن الحقوق الوطنية للأقباط داخل مصر.
ولا أنسى أول إعلان مدفوع الأجر موله الراحل، منذ حوالي 15 عامًا، وكان في جريدة "النيويورك تايمز"، وقد تكلف في ذلك الوقت ما يقرب من 100 ألف دولارًا (حوالى نصف مليون جنيه مصري). وقد راعني شخصيًا ضخامة المبلغ الذي أنفق على إعلان يظهر فى جريدة يومية لمدى يوم من الزمان. ولكن الرجل لم يتردد في نشر الإعلان ودفع التكاليف. وبعدها توالت نشر عشرات الإعلانات على مدى حياته في جرائد كثيرة، مثل جريدة "الواشنطن بوست"، و"الواشنطن تايمز" وغيرها.
ومن الأمور التي أنفق عليها المهندس "عدلي أبادير" بسخاء كانت المؤتمرات التي دعى لها شخصيات عالمية من قارات العالم الخمس، وعقدت في أوروبا والولايات المتحدة، وتحمل شخصيًا نفقاتها بالكامل. هذه المؤتمرات أحدثت ضجة عالمية كبرى، ووضعت القضية القبطية على خارطة العالم في مكان مرموق ضمن أهم قضايا العالم.
ولعل من أهم وأكبر انجازاته كان "موقع الأقباط متحدون" الذي وظف له طاقمًا كبيرًا من الحرفيين، المتخصصين فى الإعلام، وتقنيات الاتصالات الفنية، وحرص أن يضارع في مستواه أضخم وأحدث مواقع الإنترنت في العالم وأكثرها تأثيرًا.  وما يزال يؤدى رسالته التي خطط  لها حتى بعد رحيله.
أما أعمال الخير فهي كثيرة، وكانت تتم في الخفاء دون دعاية أو إعلان. وقد تصادف أنني علمت ببعضها ومنها طلب كان قد وصله من شابة مصرية معاقة، لا معرفة له بها، وكانت تحتاج إلى عربة تصنع لها خصيصًا وتمكنها من الحركة. كانت تكاليف تلك العربة باهظًا، ولكنه تحمله كله دون تردد.
كثيرون غيره جاهدوا، بعضهم بالكلام أكثر من العمل. ولكن "عدلي أبادير" سيظل الشخص الذي سيشهد عنه التاريخ أنه سخر أمواله لخدمة مبادئه وتحقيق أهدافه.
هنيئًا لك الفردوس لتنعم فيه مع السيد المسيح مخلصك، وصحبة القديسين، وتجني ثمرة تعبك وتضحياتك. ولتكن سيرتك العطرة  نبراسًا لنا، نقتدى بها إلى أن يجيء دورنا، فنعبر من الكنيسة المجاهدة إلى صفوف الكنيسة المنتصرة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :