الأقباط متحدون | رسالة مفتوحة للدكتور مفيد شهاب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥١ | الخميس ٦ يناير ٢٠١١ | ٢٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رسالة مفتوحة للدكتور مفيد شهاب

الخميس ٦ يناير ٢٠١١ - ٥٧: ٠٨ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس/ الفريد فائق صموئيل
بدايةً؛ أتفق مع ما جاء في جلسة مجلس الشورى -3 يناير 2011م. من اعتبار حادث كنيسة القديسيْن بالاسكندرية حادث إرهابي منظم ومخطط إجرامي وجريمة نكراء وجريمة إرهابية،..، إلخ. وأدين مع مجلس الشورى هذا الحادث الآثم بل والكارثة السوداء: أن يخرج مصريون لا ذنب لهم بعد الصلاة وقلوبهم مليئة بالأمل في عام جديد ورخاء وخير للجميع؛ ويُفاجئون خارج أبواب الكنيسة بانفجارات القنابل والعبوات الناسفة البغيضة؟ لماذا؟ لماذا؟ ماذا فعلنا ليفعلوا بنا هكذا؟ نرجوكم لا تتركوهم؛ ونطالب بتحقيق وعد سيادة الرئيس؛ ابحثوا عنهم واقبضوا عليهم وحاكموهم؛ لكي لا يتكرر مثل هذا الحادث البغيض. طبقوا القانون على الجميع حتى على قتلة نجع حمادي؛ انشروا العدل وحققوا هيبة الدولة على الجميع بلا استثناء في كل حادث؛ ولا تفرقوا.
إن كنيسة القديسين الجميلة تدير مستشفى القديس مار مرقس وخدمات أخرى لجميع المصريين؛ وأخوتنا المسلمين هم أكثر المستفدين منها؛ هل هذا جزاؤها؟ واتفق مع السيد "جمال مبارك" أننا استقبلنا العام الجديد بألم وحزن عميق؛ بل وأكثر من ذلك بكثير. واتفق مع ما جاء في بيان وخطاب سيادة الرئيس راجيًا أن تثبت حكومتنا قدرتها على مواجهة التحدي ومطاردة فلول الغدر والوقيعة، وأشكره على إشراك ثلاث جهات سيادية في كشف ملابسات "مذبحة الاسكندرية". وفوق الكل نحن في انتظار تحقيق عدل الله سبحانه.
وآتي الآن إلى موضوع رسالتي لسيادتك: قرأت اليوم ما أعلنته وصرحت به سيادتك في مجلس الشوري بجلسة الأمس 3 يناير 2011م. وقد جاء هذا التصريح في جميع وسائل الإعلام والجرائد وغيرها. وقد جعلته جريدة الجمهورية أحد مانشيتاتها الرئيسية في أول صفحة: "شهاب: الرئيس لم يرفض طلبًا لبناء كنيسة طوال 30 عامًا".
إنني أتابع أخبارك ومواقفك يا دكتور مفيد من قبل أن تكون وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية. ولا أنسَ دورك الرائد في قضية التحكيم الدولي والذي أدّى لكسب ورجوع طابا إلى مصر؛ وغير ذلك.
تقول جريدة الجمهورية في صلب الموضوع على الصفحة الأولى العدد 20826 في عدد اليوم الثلاثاء 4 يناير 2011م. أنك قلت: "إن الرئيس مبارك لم يرفض طلبًا لبناء كنيسة قُدّم له وأن عدد الكنائس التي بُنيّت خلال الثلاثين عامًا الماضية يفوق عدد الكنائس التي بُنيّت على مدى تاريخ مصر".
هذا بيان وتصريح رائع منك؛ وأرجو أن يكون حقيقيًا في ربوع الجمهورية ـ لكنى لا أرى ذلك متحققًا في محافظة السويس؛ وأرجو أن توضح لي السبب في ذلك؛ لماذا لم يتحقق طلبنا بتخصيص أرض للكنيسة الإنجيلية المشيخية بالسويس؛ حتى الآن والذي عُرض على سيادة الرئيس أربع مرات منذ 2001م. من وقت أن بدأت خدمتي ومسئوليتي بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بالسويس؟ وهو بالمناسبة معروض منذ 1979م. على يد راعي الكنيسة السابق جناب القس/ "بسيط خليل بسطا" وقد حصل على قرار تخصيص منذ 1980م. ولكن السلطات المحلية قامت بالاستيلاء على أرض الكنيسة الإنجيلية المشيخية وحولتها إلي حديقة عامة؛ على وعد باعطاء بدلا منها ـ الأمر الذي لم يحدث حتى الآن. مع العلم بأن أماكن الحدائق العامة في الخرائط هي أماكن مهملة وأصبحت مقالب للزبالة. وما أكثر مساحات الاراضي بالسويس.
سؤال آخر يا دكتور مفيد: لماذا لا أرى كنيسة جديدة واحدة في محافظة السويس وقد بُنيت خلال الثلاثين الماضية؟ إن كنيسة مار جرجس في الصباح والتي خُصصت أرضها منذ عهد الرئيس السادات ـ تعاني حتى هذه الساعة مع السلطات ولم تنتهِ من البناء حتى اليوم. وكنا قد فرحنا بأن الكنيسة الارثوذكسية قد حصلت على أرض في مدينة السلام (1) والتي وُعدنا نحن قبلها بالحصول عليها؛ لكن أمر البناء لم يتم حتى الآن. ما السبب يا تُرى؟ هل تفوق سلطة السلطات المحلية على سلطات رئيس الجمهورية في تخصيص أراضي للكنائس؟
سيادة الدكتور مفيد شهاب: أرجوك أن تفيدني بخصوص طلبنا منذ 1979م. والذي بالرغم من استجابة رئاسة الجمهورية له في ذلك الوقت؛ لم تستلم الكنيسة الأرض المخصصة حتى يومنا هذا. ولقد حاولت إدارة الكنيسة السابقة أخذ الأرض البديلة؛ ولم تفلح. وإدارة الكنيسة اليوم تقدمت بطلب لتجديد الطلب السابق في 2001م. لكن سيادة المحافظ اعتبره طلبا جديدًا. أيضًا أرجو إفادتي بخصوصه؛ ولم يتم أي شيء حتى هذا اليوم ليفرحنا كشعب مسيحي إنجيلي.
لقد كتبنا ـ كما ذكرت ـ أربع مرات لسيادة رئيس الجمهورية؛ بخصوص طلب تخصيص أرض لكنيسة السويس الإنجيلية؛ وفي مرة واحدة جاء مندوب من القاهرة وتقابلت معه؛ ووعدني كما وعدني رجال أمن الدولة بالسويس بأن الأمر لا مانع منه ونحن موافقون. ووصلنا إلى التخطيط العمراني ورأينا على الكمبيوتر أرض الكنيسة الإنجيلية المشيخية المخصصة في السلام (2) ولكن شيئـًا عمليـًا لم يحدث حتى الآن ـ توقف كل شيء ـ مرة أخرى هل السلطة المحلية أعلى من سلطة رئاسة الجمهورية؟ أم هل لا تستطيع الدولة فرض سيطرتها على من يعترض على بناء كنيسة في السويس أو غيرها؟
ثم ما هو القانون الذي نسير عليه في موضوع بناء الكنائس؛ فسيادتك رجل قانوني: ما هو رقمه وفي أي عام صدر؟ لقد قامت الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالسويس باستيفاء كل الأوراق المطلوبة ويمكنك طلب نسخة من الملفات التسعة الموجودة بامن الدولة والمحافظة وغيرهما. والكنيسة ينطبق عليها جميع الشروط ـ والموجودة حتى في الخط الهمايوني العثماني وفي شروط العزبي العشرة ـ ولا تمتلك حتى الآن أي مبنى واحد في كل المحافظة بجميع أحيائها ومدنها وقراها. تقول لي إذا أين تصلون؟ أقول لك أننا نصلي منذ عام 1942م. في كنيسة الإنجليز وتصلي معنا كنيسة المخلص الأسقفية (تخيّل كنيستين في مبنى واحد ـ وهم يطالبوننا بترك المكان ؛ وهذا حقهم). إن طلبنا أرضا يقولون لنا نحن ننتظر التصريح أو القرار؛ وإن طلبنا ترخيص مباني ونحضر نحن الأرض يقولون لنا ما أكثر الأرض عندنا؛ ودخنا السبع دوخات بين المحافظة وأمن الدولة في السويس والقاهرة والاسكان والتخطيط العمراني ورئاسة الطائفة وجميع المكاتب والمسئولين لمدة سبع سنوات؛ ذقنا المرار والتعب بلا فائدة وبلارد بنعم أو لا. وفي الملفات توجد جميع الوثائق والمستندات الدالة على كل كلمة وحرف في رسالتي إليك.
ولماذا جعلت رسالتي لك مفتوحة؟ أولاً لأنك أعلنت وصرحت على الملأ بتصريح لا أجده متحققًا في السويس؛ وأريد أن أعرف السبب. والسبب الثاني في جعل رسالتي لكم مفتوحة هو أنني أرسلت رسائل لرئاسة الجمهورية أربع مرات، وللسيد رئيس مجلس الوزراء ولسيادتكم وحتى لوزير البترول باعتباره نائب السويس، وعشرات المرات لسيادة المحافظ ونواب مجلس الشعب والشورى، وقيادات الحزب الوطني وغيرهم، والجميع لم يردوا ولم يفعلوا شيئًا. هل من تفسير لكل ذلك طبقًا لتصريحكم؟
كلنا يتمنى خير ورخاء وأمان مصر والمصريين جميعًا.

راعي الكنيسة الإنجيلية بالسويس




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :